29‏/12‏/2008

حكاية عباس .. لأحمد مطر

حكاية عباس .. لأحمد مطر



كتبت هذه القصيدة منذ 20 عاما مضت ...


عباس وراء المتراس

يقظ منتبه حساس

منذ سنين الفتح يلمع سيفه

ويلمع شاربه أيضا

منتظرا محتضنا دفه

بلع السارق ضفة

قلب عباس القرطاس

ضرب الأخماس لأسداس

بقيت ضفة

لملم عباس ذخيرته والمتراس

ومضى يصقل سيفه

عبر اللص إليه وحل ببيته

أصبح ضيفه

قدم عباس له القهوة

ومضى يصقل سيفه

صرخت زوجته عباس

أبناؤك قتلى عباس

ضيفك راودني عباس

قم أنقذني يا عباس

عباس وراء المتراس

منتبه لم يسمع شيئا

زوجته تغتاب الناس

صرخت زوجته عباس

الضيف سيسرق نعجتنا

عباس اليقظ الحساس

قلب أوراق القرطاس

ضرب الأخماس لأسداس

أرسل برقية تهديد!!

فلمن تصقل سيفك يا عباس

لوقت الشدة

اصقل سيفك يا عباس !!


28‏/12‏/2008

ياعلماء الأمة : ماذا أقول لكم ؟!

ياعلماء الأمة : ماذا أقول لكم ؟!

تزاحمت العَبَرَات ، وتاهت الكلمات ، واشتبكت الدموع بالخدود ، وأنا أشاهد تلك المشاهد المروعة من أشلاء أطفال متناثرة ، وأطراف نساء متطايرة ، ودماء شباب طاهرة ، وصرخات شيوخ حائرة وسط قطاع غزة الحزين إِثر الغارات الصهيونية الآثمة والتي راح ضحيتها المئات من الشهداء والمئات من الجرحى فى أقبح مجزرة ضد الإنسانية فى القرن الحالي .

حدث ذلك فى ساعات معدودة وسط ذهول الأحرار من المسلمين والذين لم يسمعوا من حكامهم كلمة واحدة ولو من باب جبر الخواطر ، ولكن بعد أن سكت بعضهم دهرا نطق كفرا ، فسوى بين الجلاد والضحية ، ولا عجب فهؤلاء قد باعوا أنفسهم للشيطان الأكبر وخانوا شعوبهم وقبل ذلك دينهم . ومصيرهم فى التاريخ معروف ، فأقبَح مزابله فى انتظارهم .

وتساءل الجميع : ماالذى يجعل إسرائيل هذه الدَُوَْيلة اللقيطة تستأسد على العُزَّل المحاصرين ؟ أكان ذلك يحدث لولا أنهم يوقنون بأن أنظمة الفساد والاستبداد فى العالم العربى ستقوم بالواجب !!! نعم ستقوم بالواجب ضد أحرار شعوبهم الذين قد يفكرون ، أي والله مجرد التفكير ، فى نصرة ونجدة إخوانهم المنكوبين . بل أيقن الجميع أن الدولة العِبْرِية لا يمكن أن تقوم بذلك إلا بمباركة من هذه الأنظمة .

على أية حال هذه قضية باتت معروفة للجميع ، ولكن الفاجعة الكبرى تكمن فى صمت العلماء والشيوخ . هؤلاء الذين يملأون الدنيا زعقا ونعيقا ، وصراخا وعويلا لصغار الأمور ودَنِيِِّها أين هم الآن ؟!!! الذين يأتون بالدليل تلو الدليل على وجوب طاعة أنظمة الفساد والاستبداد ، ويقومون بتخدير الأمة حتى أتتها الفواجع من كل جانب ، أوليس عندهم دليل واحد يوجب نصرة المليون ونصف المليون المحاصرين والمحاربين لا لشيء إلا لأنهم مسلمون مجاهدون؟ أين منابرهم ؟ أين حناجرهم ؟ أين فضائياتهم ؟ أين برامجهم ؟ أين فتاواهم ؟ أين دروسهم ؟ أين أقلامهم؟ ألم يسمعوا ؟ ألم يبصروا؟!!! أم أنهم ذهبوا من قَبْلِ الأحداث فى رحلة على مكوك فضاء ؟ وحتى ولو حدث وافترضنا جدلا أن ذلك قد حدث ، ألم تُزكم رائحة دخان القنابل ورائحة أجساد الضحايا أنوفهم وهم فى الفضاء ؟ ألم يستمعوا وهم فى فضائهم لصرخات الضحايا ؟ أم أنهم وجدوا مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً فوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ؟ أم أنهم أبصروا سلما فى السماء فصعدوه؟ أين أنتم ياعلماء الأمة ؟ وماذا ستقولون لله غدا؟

ألم تعلموا ياعلماءنا ويا مشايخنا – بالرغم من الجراح وبالرغم من الآلام مازلت أقول علماءنا ومشايخنا لأن الأمل عليكم مازال منعقدا - أقول ألم تعلموا أن هناك ما يعرف فى علم الأصول بفقه الأولويات ؟!! وهل هناك أولوية فى هذا الوقت للقول أو للعمل ، للدعوة أو للجهاد تُقَدَّمُ عل نصرة المستضعفين من المسلمين الذين يأتيهم الموت من كل جانب ؟

--- ألم تروُوا لنا يامشايخنا مرات ومرات قصة عابد الحرمين ؟!! وقلتم :

أن عبد الله بن المبارك بعث برسالة إلى الفضيل بن عياض يقول فيها :

يَا عَابدَ الحَرَمَينِ لَوْ أبْصَرْتَنَا
لَعَلِمتَ أنَّك فَي العِبَادَةِ تَلْعَبُ

مَنْ كَانَ يَخْضبُ خَدَّه بِدمُوعِه
فَنُحورُنَا بِدِمَائنَا تَتَخَضَّبُ

أو كَانَ يُتِعِبُ خَيلَهُ فِي بَاطِلٍ
فَخُيُولُنا يَومَ الصَّبيحَة تَتعبُ

ريحُ العَبِيرِ لَكُمْ وَنَحنُ عَبِيرُنَا
رَهجُ السَّنَابِكِ وَالغُبَارُ الأطيْبُ

وَلَقد أتَانَا مِنْ مَقَالِ نَبِيِّنَا
قَولٌ صَحِيحٌ صَادِقٌ لا يَكْذِبُ

لا يَستَوي غُبَارُ خَيِل الله فِي
أنْفِ امرئ وَدُخَانُ نَارٍ تَلْهَبُ

هَذَا كَتَابُ الله يَنْطِق بَيْنَنَا
لَيْسَ الشَّهِيدُ بِمَيِّتٍ لاَ يَكْذبُ

أم أنكم الآن ستكذبون هذه القصة على عادة بعضكم ؟ وهل فيها ما ينافى الأصول الشرعية فى شيء ؟ هل عندما تكون الأمة فى حالة جهاد : أيهما أولى : أن يجلس علماء الأمة فى مساجدهم أم يقودون الأمة فى ميادين الوغى؟ أهناك ما يمنع أن يُذَكِّر التلميذ أستاذه كما فعل ابن المبارك مع أستاذه الفضيل؟

-- أين حديث سيد الشهداء ؟ أم أنه حديث ضعيف أو موضوع لا أصل له ؟ ألم تُعَلِّموننا ياعلماءنا هذا الحديث الذى رواه جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد

لماذا لا تقومون للحكام فتذكرونهم وتعرفونهم بواجبهم الشرعي نحو نصرة المنكوبين فى غزة وحتى ولو أدى الأمر لأن يكتب الله لكم منزلة سيد الشهداء ، عندها تحققون فوزا ورضوانا ، ونعيما وغفرانا ، وتحفرون مواعظكم فى سويداء قلوبنا .

-- إنني والله فأشعر بالخجل وأنا أذَكِّرُهم ، ماذا أقول لشيوخ يقيمون الدنيا ولا يقعدونها للحديث عن حكم دم البرغوث الذي يصيب ثوب المصلي مثلا ولا ينطقون بكلمة واحدة عن حكم الدماء الذكية للمسلمين التي تسال علي أرض فلسطين ليل نهار ، والذين لايُحَرِّكهم أنين الشيوخ أواّهات المرضي الذين يعذبون بفعل الحصار الظالم الذي يفرضه اليهود والمسلمون على حد سواء عليهم، بل الأدهى وأمر أنهم قد يخَطِّئُون من يفعل ذلك!!.

-- ماذا أقول لشيوخ يقيمون الدنيا ولا يقعدونها للحديث عن 70 خطأ فى الوضوء و100 خطأ فى الصلاة و...و... و... ولكن مايحدث من جرائم إبادة بأيدينا وأيدي أعدائنا لإخواننا المسلمين الذين ينطقون بالشهادتين ويصُلون إلى قبلتنا لا يمثل خطأ ولا خطيئة ولا عيباً ولا ذنباً وبالتالي لا يستحق منهم كلمة واحدة يضيِّعون معها وقتهم ووقت مشاهديهم الغالي والنفيس !!

-- يا أيها الشيوخ والعلماء : لماذا تأخذون المسلمين بعيدا بعيدا عن قضاياهم الحقيقية ؟ لماذا تغرقونهم فى التفصيلات والجزئيات وتضيِّعون الكليات ؟ أو ليست نصرة المسلم لأخيه من واجبات العقيدة ومقتضياتها ؟ أو ليس تذكير الحكام فى هذا الوقت للقيام بدورهم هو من أفضل الجهاد ؟ أو ليس السعي فى حاجة المسلم أعظم أجرا من قيام الليل وصيام النهار ؟ فما ظنكم بإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم وإنقاذ إنسان من الموت؟

إن الأمة تنتظر منكم أن تهُبُّّوا لنصرة المسلمين المُحاصَرين في غزة، وتحثُّّون المسلمين على نصرة أهاليهم وإخوانهم في فلسطين ، فماذا أنتم فاعلون؟!!










27‏/12‏/2008

سَيْرٌ بِلاَ الْتِفَاتْ ووفاءٌ بِلا غَدَرَات

سَيْرٌ بِلاَ الْتِفَاتْ ووفاءٌ بِلا غَدَرَات
بقلم الأستاذ / محمد الشحات

للرُّجولةِ أهْلُوها ، وللقِمَمِ مُتََسَلِّقُوها ، ولِلْثُرَيَّا مُرْتَقُوها، ولِلْعَلْيَاءِ طامِحُوها ، ولِلْمَعَالِي طالبوها
، كما أن للخَنَا ساعُوها ، وللدَّنايا مُتَسَوِّلُوها ، وَلِلثَّرَى لاَعِقُوها ،وللسفاسف راغبوها. هكذا كان الناس ومازالوا،فهم على صنفين وإن شئت فقل فريقين ، كما قال الله سبحانه "فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ " [الأعراف : 30] ، وهذه سنة كونية أن يكون الناس هكذا "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ "[النحل : 36]. وَبَيْنَ هؤلاء وهؤلاء من يَرْتَقِى سُلَّمَ الدرجات ومن يهبط فى الدَّرَكَات ، والمرء هو الذى يحدد منزلتَه ودرجتَه ، إما فى أعلى علِّيِّين أو فى أسفل سافلين، ولا يظلم ربُّك أحدا.
هل يستويان مثلا ؟!!

- لاشك أن الناس لايستوون عند الله تعالى ، فكل على حسب سَعْيِه وسَيْرِه، بين الله سبحانه وتعالى ذلك فى أكثر من موضع فقال سبحانه :}وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النحل76
- فهنا ضرب الله مثلا لرجلين: أحدهما أخرس أصم لا يَفْهَم ولا يُفْهِم،لا يقدر على منفعة نفسه أو غيره،وهو

عبء ثقيل على مَن يَلي أمره ويعوله، إذا أرسله لأمر يقضيه لا ينجح، ولا يعود عليه بخير، ورجل آخر سليم الحواس، ينفع نفسه وغيره، يأمر بالإنصاف، وهو على طريق واضح لا عوج فيه، فهل يستوي الرجلان في نظر العقلاء؟ وضُرب المثل ليوضح كيف تتم التسوية بين الصنم الأبكم الأصمِّ وبين الله القادر المنعم بكل خير؟ ولكن من الناس من يفعل ذلك ، ولا عجب.
وقال أيضا سبحانه :{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }الزمر29
- وهنا أيضا ضرب الله مثلا عبدًا مملوكًا لشركاء متنازعين،فهو حيران في إرضائهم، وعبدًا خالصًا لمالك واحد يعرف مراده وما يرضيه، هل يستويان مثلا؟ لا يستويان....فالمشرك في حَيْرة وشك، والمؤمن في راحة واطمئنان.
- نعم .. هناك فرق بين من يسارع فى الخيرات وبين من يسارع فى الإثم والعدوان :
فقد قال الله عن قوم مادحا "{يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ}آل عمران114.وقال{أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }المؤمنون61
وقال عن آخرين مقَرِّعا وذامَّا "{وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ }آل عمران176 . وقال "وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }المائدة62
- هناك فرق بين من يصبر على عبادة الواحد وبين من يصبر على عبادة الباطل ،
فقال سبحانه مخاطبا أولياءه وأصفياءه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران200 ،وقال عن أنصار الباطل فى كل عصر ومصر {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ }ص6
- وكما أن الحال فى الدنيا مختلف كان الجزاءُ فى الآخرة أيضا مختلفا ،{أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }ص28
وبين سبحانه القضية بوضوح فقال {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }الجاثية21 .وقال {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ }غافر58
والمتأمل لسورة الواقعة ، فى صدر السورة وخاتمتها ، يجد أن الله سبحانه قد بين بوضوح وفصَّل طبيعة الجزاء الذى سيلقاه كل صنف من الأصناف الثلاثة: أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون السابقون. فالقضية محسومة هنا وهناك } فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ {الشورى7

الله هو الذى يصْطَفِى
- نعم ،الله هو الذى يصطفى ويختار من يحمل الرسالة ويسعى لنهضة الأمة ، ويهيئه سبحانه لِتَحَمُّل تبعات التكليف والمسئولية .
- فالناس رجلان : رجل صالح فى ذاته ورجل فاسد فى ذاته وهؤلاء وهؤلاء يلقون جزءهم عند لقاء ربهم {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }آل عمران30 . ولكن هناك من هؤلاء الصالحين من يصطفيهم ربهم فيصبحوا فى الخير قادة وتكون لهم الرِّيَادة فى الأخذ بيد هذه الأمة إلى طريق الإسلام الصحيح فهم قادة فى الخير وفيهم قال الله تعالى "{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }الأنبياء73وقال {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة24
ولا شك أن هؤلاء الأئمة سيدفعون نيابة عن أمتهم ثمن العزة والكرامة ولذلك فإن الكريم سبحانه سيحقق فيهم سنته التى لا تتبدل ولا تتغير ولكن فى الوقت الذى يقدِّره هو سبحانه{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5 وسيتحقق لهم مايريدون.
وكما أن هناك أئمة فى الخير فهناك أئمة فى الشر وفيهم قال الله {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ }القصص41 وهؤلاء سيحملون أوزارهم وأوزار من يتبعهم يوم القيامة {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }النحل25 حيث يكون الموقف عسيرا هكذا {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا *رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً }الأحزاب67 -68}.
وشاء الله لنا وقَدَّرَ أن اختارنا لنَحْمِلَ الرِّسالة ، ونُؤَدِّي الأَمَانَة ، ونسلك طريق الأصالة فى دعوتنا لننهض بأمتنا فى هذا الزمن الذى تاهت فيه معالم الطريق عند الكثير من الناس ، وتعانَقَتْ المتضادَّات ، فلا يتم التمييز بين الرشد والغي، والغث والسمين ، وأصبح المنكر معروفا والمعروف منكرا ، وعلا السافل وسفل العلى ، ونطق الرويبضة ، فتكلم التافه فى أمر العامة وصُدِّقَ الكاذب وكُذِّبَ الصادق وأْتُمِنَ الخائن وخُوِّنَ الأمين ... فماذا يُنتظر عندما يكون هذا هو الحال ؟!!
فكان هذا قدرُنا كما بين إِمَامُنا " أنتم لستم جمعية خيرية ولا حزباً سياسياً ولا هيئة موضعية لأغراض محدودة المقاصد . ولكنكم روح جديد يسري في قلب هذه الأمة فيحييه بالقرآن ، ونور جديد يشرق فيسدد ظلام المادة بمعرفة الله ، وصوت داو يعلو مردداً دعوة الرسول صلي الله عليه وسلم ومن الحق الذي لا غلو فيه أن تشعروا أنكم تحملون هذا العبء بعد أن تخلي عنه الناس ".

مُؤَهِّلات الإصْطِفَاء

للمصطفينَ الأخيار مؤهلات تُمَكِّنُهُم من القيام بدورهم ومن أداء رسالتهم ، وهذه المؤهلات حدَّدَتْها الآيتين الكريمتين {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }الأنبياء73وقال {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة24

فإمام الخير لابد أن يجتمع فيه خمس خصال وهي:

1. يهدي بأمر الله :

فالركيزة الأساسية في التأهيل للإمامة في الدين هي العلم بالشرع الذي يدعو إليه ، وهو الذي أُُمر به محمد صلى الله عليه وسلم في أول آية نزلت عليه {اقْرَأْ}، وعلى ضوء العلم يتم العمل والدعوة، والنبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة الأول للداعية إلى الله في تكوين نفسه وأداء واجبه . ولكي يكون للداعية إماما فى الخير لا بد وأن يقتفي أثر قدوته صلى الله عليه وسلم . يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى: "والله سبحانه قد أمر رسوله أن يبلغ ما أنزله إليه من ربه، وضمن له حفظه وعصمته من الناس، وهؤلاء المبلغون عنه من أمته لهم من حفظ الله وعصمته إياهم بحسب قيامهم بدينه وتبليغهم له".

2. يصبر على ما أصابه في ذلك :
أئمة ُالخير وقادةُ الركب ،أصحابُ الرسالة السامية لهداية البشرية لابد وأنهم سيجدون من العنت والمشقة في
الطريق مايعجز عن حَمْلِه الجبال الرواسي ، ولكن إذا استعانوا بالله تعالى وتقربوا إليه بذكره سهُل عليهم كلُّ صعب ،ولانت أمامهم الشدائد ، وكيف لايكون الأمر كذلك والله هو الذى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم وهو مقبل على مشقة الدعوة والمعاناة فقال له: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا *إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} (1-4 سورة المزمل)، وقد قام صلى الله عليه وسلم بالدعوة، وتحمل عنت قريش وعداوتهم وكان يصيبه من ذلك الأذى الكثير، فكانت التوجيهات القرآنية التي تتنزل عليه: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} (130) سورة طـه، ويضيق صدره باستهزائهم فينزل عليه: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} (سورة الحجر)، كلها توجيهات نحو العبادة لتخفيف وطأة هذا الحمل الثقيل الذي كلف به، وهو الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .وقد جاء في وصف دعاة الحق أتباع الرسل في كتاب الله تعالى بهذه الصفة العظيمة وهي صفة الصبر والاحتمال، في قوله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}.البقرة

3. يوقن بالله تعالى وبوعده:

إن اليقين لأئمة الخير أمر لازم ، فهو الزاد النفسي والقوة الروحية التي تعين على مواصلة الطريق . فأعظم قوة لاقتحام عقبات النفس وإكراهات الواقع هي قوة الإيمان، وعندما يستقر الإيمان في القلب ويصدقه العمل الصالح بالجوارح، تتشكل قوة اليقين التي لا تُهزم، وإذا أشرق نور اليقين في القلب ذهبت الحيرة وزالت المخاوف وأطمأن القلب ونشطت الأعضاء للطاعة، فأهل اليقين في فرح دائم بالله، وهم جبال في التوكل، لا يأكلون بدينهم ولا يطلبون فيما أيدي الناس. تهون عليهم مَصَائِبُ الدنيا ، ويحقرون ما يعظمه الغافلون ويفضلون ما يدوم على ما يزول، فيَحْيَوْن موقنين ويموتون موقنين مطمئنين القلب، {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ*ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} (الفجر).
إن اليقين الحق يظهر فى المواقف وعند الشدائد ، كما كان هو الحال مع الحبيب صلى الله عليه وسلم حين قال للصديق الوفي رضي الله عنه وهما في الغار، والأذى يلاحقهم من كل جهة: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} وقال له: "ما ظنك باثنين الله ثالثهما" يقين بالله، وبمعيته ونصره. فصاحب اليقين حينما تحيط به الخُطُوب من كل جانب ، من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، من فوقه ومن تحته ، يقف كالطَّوْدِ الأشم قائلا{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }
واليقين طريق النصر، ألم يقل من سبق من علمائنا: "بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين"؟ نعم الصبر على طول الطريق وعدم استعجال النتائج: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}الأعراف

4- يفعل الخيرات:

إن المصطفينَ الأخيار للخيرات فاعلون ، الخيرات بكل ماتحمله الكلمة من دلالات. ،وكيف لا يكون فعل الخيرات شعارنا ! وقد أمرنا الله بذلك فقال }ْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }الحج77 . وكان حبيبنا صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم إني أسالك فعل الخيرات وترك المنكرات،‌ وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت بين عبادك فتنةً فاقبضني إليك وأنا غير مفتون"

5-يُحَقِّقُ العبودية :
إن الغاية من دعوة الرسل جميعا لأقوامهم هي العبودية ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت النحل، وقد قال الله تعالى لنبينا عليه السلام: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }الحجر 99 ، فكان عليه الصلاة والسلام قمة المثال الذي يقتدي به في تحقيق العبودية فوصل إلى أعلى مراتبها وأسمى منازلها
وإن صاحب الرسالة عابد خاضع مستسلم بكليته ، بقلبه وجوارحه وعواطفه ،لأمر ربه ولأقداره سبحانه ، وكيف يحمل رسالة الدعوة من لا يستسلم لمولاه بالكلية متأسيا بالخليل إبراهيم والذي أمرنا ربنا بإتباعه حين قال {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران68 . فالخليل استسلم حين أُمر بذبح ولده ، وحين أمر بترك زوجه وولده ، فصدق فيه قول ربنا "{إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }البقرة131
فلا يمكن لدعوتنا المباركة أن تحقق أهدافها وتصل إلى مبتغاها ، تربيةً وبناءً، وانتصارا واستمرارا إلا إذا تخلق دعاتها، أئمة الهدى، بالصبر واليقين بالله وبآياته وبنصره، وعمِلوا بأمر الله، وهَدَوْا بهديه ،فعلو الخيرات وحققوا العبودية له سبحانه.
سَيْرٌ بِلاَ الْتِفَاتْ
إن أئمة الخير وقادة الركب فى سيرهم إلى ربهم وفى أدائهم لرسالتهم تواجههم محن وفتن ، شبهات وشهوات ، وعد ووعيد ،وإغراء وتهديد . فإذا التفتوا إليها تعطل سيرهم وتأخر ركْبُهم وبَعُدَ نصرُهم ، وإذا مَضَوْا فى دربهم ولم يلتفتوا أدوا رسالتهم وحققوا أهدافهم .ومن هنا فاحذروا أيها الأحبة أن تلتفتوا إلى هذه العقبات :

1- المعوقين:
إن هناك من النفوس نفوسا قد ملأها الخور والضعف ورضيت بالذل والهوان ، هذه النفوس قد تحاول أن تثنى من عزمك وتفل فى عضدك وتُقعِدَك مع القاعدين فلا تلتفت إليها . وقد حذرنا الله من هؤلاء فى سورة الأحزاب حين وضح حالهم وكشف عن خصائصهم النفسية الخوَّارة فقال " } قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً {18} أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً {19} يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً {20
2-المُبَطِّئِين :
هذا صنف ثان من الناس يتأخر عن الركب ولا يتواجد فى ميدان ، هَمُّهُ أن يجعلك فى مؤخرة الركب مثله ، ويحاول أن يُضَيِّع معالم الطريق من تحت قدميك حتى تَتِيه وتضطرب ، فيسبقك أقرانك ، وفيهم قال الله تعالى فى سورة النساء} وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً {72-73 {
3- مثيري الشبهات:
الشبهات ستظل مفردة من مفردات الباطل فى الصد عن طريق الحق ، والتاريخ قديما وحديثا يشهد بذلك ، ولكن مايعنينا هو أننا فى التعامل مع أية شبهة لا بد وأن نتسلح بأمور ثلاث :
الأول : الفقه اللازم للرد على الشبهة
الثاني : الثقة فى المنهج والقيادة والطريق حتى نَتَبَيَّن
الثالث : المُضِي فى السير وعدم التوقف
ولقد ذكر الإمام نموذجا للتعامل مع الشبهات حين قال " إذا قيل إلام لكم تدعون ؟ ... فقولوا ندعو إلي الإسلام الذي جاء به محمد صلي الله عليه وسلم والحكومة جزء منه والحرية فريضة من فرائضه ، فإن قيل لكم هذه سياسة ! فقولوا هذا هو الإسلام ونحن لا نعرف هذه الأقسام . وإن قيل لكم أنتم دعاة ثورة ، فقولوا نحن دعاة حق وسلام نعتقده ونعتز به ، فإن ثرتم علينا ووقفتم في طريق دعوتنا فقد أذن الله أن ندفع عن أنفسنا وكنتم الثائرين الظالمين . وإن قيل لكم إنكم تستعينون بالأشخاص والهيئات فقولوا : (آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ) (غافر:84)، فإن لجّوا في عدوانهم فقولوا :(سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) (القصص:55)."
4- رؤية الذات :
إن النفوس الهزيلة لا تصاب بداء كداء رؤية الذات والتباهي بالقدرات؛ لأن هذا الداء يصرف الهمم والعزائم إلى الرياء والادعاء، ويَحُول بينها وبين الإخلاص والتواضع، وقد يفتح عليها أبواب النفاق والتلون وقد يؤدى فى النهاية إلى الانصراف عن الطريق والتخلي عن الرسالة والعياذ بالله ؛ أما إنكار الذات فهو خُلُقٌ من أخلاق الذين سَمَت هممهم وعلت نفوسهم، فصاروا من أئمة الهدى فى هذا الزمان . ، وجاء في الحديث الشريف: "إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي" صحيح مسلم . وجاء أيضا"إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء، الذين إذا حضروا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا، قلوبهم مصابيح الهدى، ينجون من كل غبراء مظلمة " ابن ماجة والحاكم وغيرهما عن معاذ..
وقد استطاع الإسلام أن يخرج من أبنائه أبطالاً عمالقة، سادوا وقادوا، وفعلوا المكارم، وأتموا جلائل الأعمال؛ ومع ذلك لم يتباهوا بما فعلوا، ولم يفخروا بما قدّموا، بل أنكروا ذواتهم وكتموا أعمالهم، وابتغوا وجه ربهم الذي لا يُضيع أجر من أحسن عملاً، والذي يعلم السر والنَّجوى: " فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى "النجم32.
وهذا موقف من مواقف البطولة الخالدة، ومعرض من معارض الجندية المجهولة، يتألق في تاريخ الإسلام والعرب؛ فقد كان مسلمة بن عبد الملك أميرًا على جيش من جيوش الدولة الأموية التي قدمت ما قدمت في نصرة العروبة وتوطيد الدولة العربية المسلمة. وكان مسلمة يحاصر بجيشه حصنًا من حصون الأعداء، واستعصى هذا الحصن على الجيش، فلم يستطع له فتحًا ولا اقتحامًا؛ فحرض الأمير مسلمة جنده على التضحية والإقدام حتى يحدث بعضهم في ذلك الحصن ثغرًا أو نقبًا، فتقدم من وسط الجيش جندي ملثم غير معروف وقذف بنفسه إلى جهة الحصن غير مبال بسهام الأعداء ولا خائف من الموت؛ حتى أحدث فيه نقبًا كان سببًا في سقوط الحصن ودخول الجيش فيه..
وفرح مسلمة بذلك كثيرًا، ونادى في وسط الجيش: أين صاحب النقب؟ فلم يجبه أحد، فقال مسلمة: إني أمرت حاجبي بإدخاله عليَّ حين يأتي فعزمت عليه (أي حلفت) ألا جاء. وكان يريد أن يخصه بجزء من الغنائم ويمجده.
وبعد فترة جاء الرجل إلى حاجب مسلمة، وقال له استأذن لي على الأمير فقال له الحاجب: أأنت صاحب النقب؟ فأجاب أنا أخبركم عنه..
واستأذن له الحاجب على الأمير، فلما صار بين يديه قال له: إن صاحب النقب يشترط عليكم ثلاثة شروط هي: ألا تبعثوا باسمه في صحيفة إلى الخليفة، وألا تسألوه مَنْ هو، وألا تأمروا له بشيء. قال مسلمة: فذلك له. فقال الرجل في استحياء: أنا صاحب النقب! ثم ولى مسرعًا، فكان مسلمة لا يصلي بعدها صلاة إلا دعا فيها قائلاً: اللهم اجعلني مع صاحب النقب يوم القيامة!!
وكَأَنَّ هذا الرجل المحتسب المجاهد المُتَسَِتّر كان يتذكر خير التذكر أن رجلاً جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر (أي ليرتفع ذكره) والرجل يقاتل ليُرى مكانه (أي ليشتهر بالشجاعة) فمَنْ في سبيل الله؟ فأجاب الرسول: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
وكأنه كان يتذكر أيضًا - نِعْمَ التذكر- أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: يا رسول الله أخبرني عن الجهاد والغزو، فقال: "يا عبد الله إن قاتلت صابرًا محتسبًا بعثك الله صابرًا محتسبًا، وإن قاتلت مرائيًا مكاثرًا، بعثك الله مرائيًا مكاثرًا".
فعلى الذين يحملون الرسالة ، ويقودون الأمة إلى الخير ويرفعون راية الإصلاح، أن ينطلقوا خفافًا وثقالاً في ميادين العمل المبرور، والسعي المشكور؛ لينصروا مبادئهم، ويخدموا بلادهم، واثقين أن المعروف لا يذهب بين الله والناس " وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ "آل عمران198. فما أحوجنا إلى هذا الصنف المبارك الذين بهم تُرزق الأمة وبهم تُنصر.
5- الوعد والوعيد :

من معوقات السير التي يتعرض لها أئمة الخير: وعود الظالمين أو تهديداتهم وهذا أمر قديم حديث تعرض له المصلحون قديما وحديثا . ألم يُعْرَض على رسول الله الملك ؟ ألم تعرض عليه الأموال الطائلة ؟ ألم ؟ ألم ؟... فماذا كان الرد؟ " ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل عليَّ كتابًا، وأمرني أن أكون لكم بشيرًا ونذيرًا، فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم من الدنيا والآخرة، وإن تردوه على أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم".
ألم يحاصر ألم يهاجر ؟ ألم .... ألم .. وهو الأسوة والقدوة وهو المعصوم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم فما بالنا نحن؟!!!
فالتعرض للسخرية ، وتخلى الحبيب والقريب ، والزمجرة والوعيد لا تزيد الشامة الأعلام ، الدعاة الأباة ،إلا قوة وثباتا شعارهم الدائم ﴿وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ (إبراهيم: من الآية 12. قائلين لكل طاغ مُتَجَبِّر ماقاله الأوفياء قبلهم ﴿ لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) (72 (طه.
6- بريق الدنيا

الداعية الأريب ، صاحب الرسالة لا يعرف شيئا فى مفردات قاموسه يسمى بــ "الإنشغال الحياتي" والتي أزكم ذكرُها الأنوفَ مؤَخَّرا . فشعاره " {... إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162 .فهو يعرف كيف يوظف عمله لصالح رسالته ، فالموظف فى مكتبه والبائع فى متجره والمدرس فى مدرسته والإمام فى مسجده والعامل فى مصنعه والمزارع فى حقله ... كل يُحَقِّقُ وصفَ الإمام للمجاهد حين قال " أستطيع أن أتصور المجاهد شخصاً قد اعد عدته، وأخذ اهبته، وملك عليه الفكر فيما هو فيه نواحى نفسه وجوانب قلبه، فهو دائم التفكير، عظيم الإهتمام ،على قدم الإستعداد أبدا، إن دعى اجاب، أو نودى لبى، غدوه ورواحه، وحديثه وكلامه، وجده ولعبه ،لا يتعدى الميدان الذى اعد نفسه له ولا يتناول سوى المهمة التى وقف عليها حياته وإرادته يجاهد فى سبيلها تقرأ فى قسمات وجهه وترى فى بريق عينيه وتسمع من فلتات لسانه ما يدلك علي مايضطرم (أى يشتعل ويهيج ) فى قلبه من جوى لاصق ( أى عاطفة قوية وحرقة ملازمة ) وألم دفين وما تفيض به نفسه من عزمة صادقة وهمة عالية وغالية وبعيدة ".
فهلا كنت هذا المجاهد؟!!! وإِلاَّ كان البديل صعبا ، تأمل هذه الاّية :{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة24
أعاذنا الله من حال هؤلاء .
7- جاذبية الزوجة والولد :

نعم قد تكون الزوجة والولد من معوقات السير، وبين الله ذلك فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ }التغابن14. وما موقف الثلاثة الذين خُلِّفوا عنا ببعيد.
ولكن متى يحدث العكس وتكون الزوجة والولد عونا لك وسندا ؟ يحدث ذلك عندما تُقَدِّم أنت لذلك؛ فتُلْحِقَ كُلاًّ بفِرقته الدعوية وتُسَيِّرَهم فى قوافل الخير، وتشجعَهم على المشاركة . يحدث ذلك عندما يَرَوْن فيك النموذج والمثال للزوج الوفي والأب الحاني والمربى القدوة ، حينها يحترمون فكرتك ، ويقدرون رسالتك ، فإن لم يكونوا لك عونا لن يكونوا لك عائِقا فى سيرك .
نعم أيها الأخ الحبيب إن فعلت ذلك لَهَجَ لسانُك فى كل وقت وحين بهذا الدعاء ، دعاء عباد الرحمن " رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً "الفرقان74 ،وكان حالُ بيتك هو حال هذه البيوت المؤمنة التي ذكرها الله تعالى فى كتابه فقال عن بيت زكريا عليه السلام " {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90

8- الإفراط فى الحذر

لاشك أن أخذ الحذر سنة شرعية،وضرورة دعوية المخل بها داخل في دائرة المعصية ومفرط في أسباب النصر والتمكين، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً }النساء71
ولكن تَكْمُن المشكلة فى أن يتحول الحذر إلى هاجس يُغرسُ في النفس فيؤدى إلى القعود عن العمل لهذا الدين،
وتحت ظلال هذه الدعوة المباركة . ولذلك لابد من إيجاد التوازن الدقيق بين أخذ الحذر والعمل، وذلك بعدم ترك العمل والركون إلى القعود مهما قست الظروف وغلت التضحيات، وإنما يكون الموقف الصحيح بتكييف العمل مع المعطيات الجديدة، تكييفا يحمل في طياته معاني الشجاعة والثبات إضافة إلى معاني الوعي والذكاء، مستحضرين قوله تعالى : ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) [آل عمران : 173]. وهذا الجمع المتوازن بين الحذر والعمل هو المعنى المشار إليه في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً }النساء71فالله أمر بالحذر وأمر بالنفرة فى نفس الوقت.

9- مُكَدِّرَات الأخوة :
المرء مهما تعاظمت قدراته وتعددت مهاراته فهو قليل بنفسه كثير بإخوانه ، وهذا العبء الثقيل لا يستطيعه المرء بنفسه ، ومن ثم كان صاحب الهم وحامل الرسالة حريصا على تعميق الأخوة مع أقرانه وبينهم ،وحريصا على تجنب كل مايُعَكِّر صفوها حتى لا يضيع الوقت فى إرضاء هذا والاعتذار لذاك ، وتصحيح الصورة عند هؤلاء..و..و...، وننصرف عن ميادين العمل والجهاد . وقد تجد البعض يتقاعد أو يتكاسل أو ينصرف عن دعوته بسبب قول هذا أو موقف ذاك ، وليس هذا بطريق أصحاب الدعوات ، ألم يقولوا " كدر الجماعة مقدم على صفو الفرد " .أما أصحاب الدعوات حتى وإن حدث شيء مما يعكر الصفو فسرعان ما يعودون ولا ينقلبون على أعقابهم ويظلون أوفياء لدعوتهم مهما حدث، وهذه شيم الأحرار،قال الشافعي رحمه الله : "الحر من راعى وداد لحظة أو انتمى لمن أفاده لفظة"



10- تعََجُّل الثمار
إن طول الطريق وعِظَمَ التضحيات قد تدفع البعض أحيانا إلى التوقف عن السير أو تأخير الخطى أو الانحراف عن طريق الأصالة فكريا أو دعويا أو تنظيميا ، وهذا يُعد بالنسبة لقادة الخير وأئمة الرشد مهْلَكَة، ولذا بين الأستاذ البنا ذلك فى صراحة ووضوح حين قال " إن طريقكم هذا مرسومة خطواته موضوعة حدوده . ولست مخالفاً هذه الحدود التي اقتنعت كل الاقتناع بأنها أسلم طريق للوصول ، أجل قد تكون طريقاً طويلة ولكن ليس هناك غيرها . إنما تظهر الرجولة بالصبر والمثابرة والجد والعمل الدائب ، فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها أو يقتطف زهرة قبل أوانها فلست معه في ذلك بحال ، وخير له أن ينصرف عن هذه الدعوة إلي غيرها من الدعوات . ومن صبر معي حتى تنمو البذرة وتنبت الشجرة وتصلح الثمرة ويحين القطاف فأجره في ذلك علي الله ، ولن يفوتنا وإياه أجر المحسنين : إما النصر والسيادة ، وإما الشهادة والسعادة ."
وماذا بعد أيها الأوفياء
هكذا كان قَدَرُكم ، وتلك هى رسالتكم ، وهذا هو زمانكم بما فيه ،وهذه هى المعوقات تحيط بكم من كل جانب ، فهل أنتم على استعداد لحمل الرسالة وأداء الأمانة ؟!! هل ترضون أن تكون صحبتكم فى الدنيا صحبة الأخيار ، وفى الآخرة تلقون جزاء الأبرار؟ ... أَنْعِمْ بهم من أصحاب ، وأَكْرِمْ به من جزاء .
ولطالما بايعتم ورضيتم فهذه هى مقومات الأمناء ، وهذا هو درب الأوفياء .كما حددها إمامُ دعوتِنا وقائدُ نهضتنا حيث فقال " إن تكوين الأمم، وتربية الشعوب، وتحقيق الآمال، ومناصرة المبادئ: تحتاج من الأمة التي تحاول هذا أو الفئة التي تدعو إليه على الأقل، إلى "قوة نفسية عظيمة" تتمثل في عدة أمور: - إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف - ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر - وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل - ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه، والخديعة بغيره ."
فهل وفيتم ؟ هل أديتم ؟ ...
انطلقوا فى طريقكم ، فلن يضيع جهادكم " {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }محمد35.."
وتأهبوا لِتَنَزُّلِ نصر ربكم عليكم " وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً }الإسراء51
وصلَّى الله وسلَّم على معلم الناس الخير.
---------------

21‏/12‏/2008

أرجوك يا"بوش" لاتعفو عن " المنتظر"

أرجوك يا"بوش" لاتعفو عن " المنتظر"

بقلم الأستاذ / محمد الشحات

حِذاءٌ ما أنفسَه ، وصحفيٌ ما أشجعَه ، ومؤتمرٌ ما أخلدَه ،ورئيسٌ ما أحقرَه ، وحارسُ مرمى – أقصد أحذية – ما أفشلَه . نعم إنه موقف الصحفي العراقي " المنتظر" الذي ألقى الحذاء على المدعو بوش في المؤتمر الصحفي والذي حاول أثناءه " المالكي " التصدي لرمية الحذاء ولكنه فشل كالعادة.

موقف أثار الشجن فى النفوس :

إنه الموقف الذى هز المشاعر ، وحرك الشجون ، وأخرج المكنون فى نفوس هذه الأمة، وأدخل عليها بهجة وسرورا بعدما خاصمها الفرح وصاهرها الحزن لقرون عديدة وسنين مديدة .

إن ماحدث من ردة فعل بعدما رُمى عدو الأمة " الفرعون الأكبر" ،والكذاب الأشر ، والنمرود الغِر بوش بالحذاء لم يتوقع أحد أن تتم بهذه السرعة وبهذا الزخم ، فهذا يُنشئُ رابطا اليكترونيا للُعبة تسمى رمى بوش بالحذاء يدخل عليها الملا يين فى كل أنحاء العالم خلال ساعات ، وآخر يعرض على " المنتظر" ابنته ليتزوجها ، وثالث يعرض 10 مليون دولار لشراء حذاء " المنتظر" و..،.. و..، وغير ذلك مما هو آت.

إن هذا الموقف وما تبعه من ردة فعل شعبية – طبعا – أَشعر الجميع بالأمل وأَن هذه الأمة مازال فيها رجال ، قد تمرض الأمة نعم ولكنها لن تموت ، قد يبطُؤُ سيرُها ولكنها لاتتوقف أبدا ، قد تُخدر بفعل فاعل ولكنها سرعان ما تفيق ، قد يُعوَّقُ سيرُها ولكنها تتخطى الحواجز .

من فضلك يا"بوش":

إنني أتحسر عل مخاطبتك بصيغة الرجاء لأنني أعلم يقينا أنه لافضل لك بعدما ملأت الدنيا ظلما وجورا ، ولكن أقول "من فضلك" من باب مجاراة السفيه ، ومحاورة الأبْلهِ ، وإرضاء المعتوه . أقول له لا تفكر فى العفو عن " المنتظر" ولا مسامحته ، لأنه لو فعل لجمَّل صورة وجهه القبيح" أي بوش" أمام العامة والبسطاء من هذه الأمة ولأعطي أبواق المذلة والانكسار فى الأمة من الإعلاميين وغيرهم الفرصة لجعل بوش ملاكا كريما بدلا من كونه شيطانا رجيما. ولو فعل أيضا لذهبت بطولة "المنتظر" مع الريح ، ولقوَّله الإعلام المخادع مالم يقُله من شكر لمن عفا عنه ، وندمه على "غلطته" فى حق الغنم – أقصد بوش ووكلاءه المعتمدين فى الشرق الأوسط - .

رجالٌ خلَّد ذكرَها المواقفُ :

إن المواقف الخالدة فى التاريخ لم تأت عبثا ، ولم تُسجل فى صفحات الخلد من فراغ ، نعم مواقفُ البطولة التي حفظها التاريخ صنعتها تضحيات الرجال . فكم من إنسان فى التاريخ خلَّدَتْهُ مواقِفُه وذكَرَهُ الناسُ برجولته . فمن هو "المنتظرالزيدى" هذا قبل هذا الموقف ؟

ولقد سبق هذا الموقفَ مواقفُ عدة لرجال حققوا مادعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم

من تحقيق أفضل صور الجهاد " أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر" رواه أحمد وأبو داود والترمذي .ولقد دعانا رسولنا أيضا لأن لا نَحْقِر أنفسنا ونحط من شأننا فقل " لايَحْقِر أحدكم نفسه"..، قالوا : يا رسول الله ! كيف يحقر أحدنا نفسه ؟ قال : " يرى أمرا لله عليه فيه مقال ، ثم لا يقول فيه ،فيقول الله عز وجل له يوم القيامة : ما منعك أن تقول فى كذا وكذا ؟، فيقول : خشية الناس . فيقول : فإياي كنتَ أحق أن تخشى" رواه أحمد وابن ماجه .

فهم ذلك الشيخ عز الدين بن عبد السلام الذى وقف ضد الأمير اسماعيل والى دمشق والذي تواطأ مع الصليبيين ، فلما وقف له الشيخ ، اعتقله الأمير وأثناء ذلك عُرض على الشيخ أن يُقَبِّلَ يد الأمير مقابل الإفراج عنه فانتفض قائلا : " ما أرضى أن يقبل السلطان يدي فضلا عن أقَبِّل يده!!"

وفهم ذلك أيضا هذا الشيخ فى زمن الخديوي اسماعيل الذى ذهب فى صحبة السلطان عبد العزيز يوما لزيارة الجامع الأزهر فلاحظ الخديوى على أحد الشيوخ أنه غير مهتم ولا مكترث ، حيث جلس مستندا إلى أحد أعمدة المسجد مادٍّا رجليه ، فحاول الخديوى تجنيب السلطان رؤية المنظر ثم أرسل المال للشيخ ليختبره ، فاشمأز الشيخ وقال لمن جاءه " قل لمن أرسلك إن من يمد رجله لا يمد يده"

ولِمَ نذهب بعيدا ، وهذه مقولة الأستاذ عمر التلمسانى للسادات " إني أشكوك إلى الله" ، وهذا هو موقف الشهيد سيد قطب الذى حكم عليه بالإعدام وقد عرض عليه العفو مقابل كتابة اعتذار فقال " إن إصبع السبابة التي تشهد لله بالوحدانية في الصلاة لترفض أن تكتب حرفا تقر به حكم طاغية"

فهل من منتظر جديد ؟

أعلم أن نفوسا كثيرة تمنت أن تكون هي " المنتظر" لتنال حتى شرف المحاولة ، ولكن ماذا

بعد هذا؟!! هل لا يعدوا الأمر عندنا إلا مجرد إعجاب بالمواقف وإشادة بالرجولة ، وفى النهاية نرفع شعار " قلوبنا معكم ". حقيقة إننا فى حاجة لأن نترجم مشاعرنا وعواطفنا وأمانينا إلى أفعال ، فالأماني وحدها لا تُحْدِثُ تغييرا ولا تُحَقِّقُ هدفا . إن الله عاب على نفر من قوم موسى حين قالوا له } فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ {المائدة : 24 ، ولذلك جاء الأصحاب الأبرار فى غزوة بدر فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم "‏"‏يا رسول الله، إنا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى ‏{‏اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدونْ‏}‏ ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون‏"‏‏.

الشاهد هنا ليس الدعوة لقتال أحد ، ولكنها الدعوة لأن يتحمل الجميع مسئولياتهم فى العمل لتغيير هذا الواقع المرير والذليل الذى تعيشه أمتنا ،ولا نريد أن يكون حالنا هو حال من اعتادت نفوسهم الذل والمهانة والعبودية كالمريض الذي لا يحب العافية، لا نريد أن يحمل الهم فقط ، ويدفع الثمن غاليا ، نيابة عن الأمة جمعاء، شباب ورجال هذه الدعوة المباركة الذين كانوا وما زالوا يحققون ما قاله الشاعر :

أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم=والناس تزعم نصر الدين مجانا
أعطوا ضريبتهم صبرًا على محن=صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا
عاشوا على الحب أفواهًا وأفئدةً= باتوا على البؤس والنعماء إخوانا
الله يعرفهم أنصار دعوته=والناس تعرفهم للخير أعوانا
والليل يعرفهم عُبَّاد هجعته=والحرب تعرفهم في الروع فرسانا

نريد أن يقوم الناس جميعا والشباب خصوصا بدورهم ويتحملون مسئولياتهم ، ليس فى مواجهة بوش فحسب بل أيضا وكلائه المعتمدين فى عالمنا العربي ، وكل الطغاة الظالمين الذين أذلوا البلاد والعباد ،قال رسول الله " إذا رأيتَ أمِّتي تهاب الظالم أن تقول له إنك أنت ظالم فقد تَوَدَّع منهم" رواه أحمد والحاكم.

فالحرية لا توهب ولكنها تُنتزع ، وإن لم نفعل نحن أصحاب الحاجة والمصلحة فمن !!!

فمن المنتظر الجديد ؟

17‏/12‏/2008

استمتع بضرب بوش بالحذاء
-
مثل ما حاول المنتظر الزيدى
-
للدخول لموقع اللعبة اضغط هــــــــنــــــــا
-
لعبة أخرى اضغط هـــــــــنـــــــــــــــــا

15‏/12‏/2008

بوش يضرب ويهان يوصف بالكلب

بوش يضرب ويهان يوصف بالكلب
.

والمالكي يدافع عنه من الحذاء

.

لتحميل ومشاهدة الفيديو اضغط هـــــنــــــا



شاهد الصور بالجزمة


فخامة «الكلب» يحاول تفادي الحذاء الأول
الجزمة لبوش


المالكي لم ينخفض مع بوش لأنه يعلم وجهة الحذاء


الصحفي لبوش وهو يرميه بالحذاء: «هذه قبلة الوداع يا كلب


بطل الصحافة العربية «المنتظر الزيدي» يرمي «كلب» الروم
لاحظ شماتة الصحافي الغربي والضحك يكاد يتملكه [أقصى اليمين]


عملاء النظام العراقي العميل ينقضون على الصحافي الشهم


المالكي يحاول صد الحذاء الثاني عن سيده «الكلب» الأمريكي

-

وبعد ...

كان هذا موقف" المنتظر" العراقى فهل من منتظر جديد
-
ولكن ليس مع بوش ولكن مع وكلاء بوش المعتمدين فى العالم العربى ؟
-
اللهم هيئ من يضرب خونة شعوبهم بالحذاء ... قولا اّمين ..
-
"ولا حتى دى مش عيز تقولها فى سرك"

10‏/12‏/2008

لماذا يصر البعض في مصر على التزامها بإغلاق معبر رفح؟

د. عبد الله الأشعل

-
بقلم: السفير د. عبد الله الأشعل
--------

لاحظتُ أن فريقًا من المصريين الذين يلتمسون الأعذار لاستمرار الحكومة في مصر بإغلاق معبر رفح في وجه الفلسطينيين في غزة.. أنهم يصرُّون على أن مصر ملتزمة التزامًا قانونيًّا بعدم فتح المعبر، فأوهموا الرأي العام بأن موقف الحكومة يستند إلى قدسية المعاهدات، وأن تمسّك مصر بهذا الموقف رغم ما تعانيه في ضميرها وفي نفسها مما يعانيه الفلسطينيون هو موقفٌ شريفٌ يجب الصمود معه مهما كانت الظروف.

ولو تماشينا مع هذا الافتراض الفاسد القائم على جهل متعمَّد، وافترضنا أن مصر ملتزمة بمعاهدة بألا يُفتَح المعبر إلا بعد توفر شروط معينة؛ فإن أي عاقل لا بد أن يقارن بين عدم احترام هذا الالتزام والضرر الذي يلحق بالفلسطينيين في غزة، وهو ضررٌ لا يمكن إصلاحه؛ لأن الشعب في غزة يتعرَّض لفصلٍ حديثٍ من فصول الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني منذ نشأته في فلسطين؛ لأن الاعتبارات الإنسانية تكتسح أي التزامات قانونية، وهم يعلمون أن كل الالتزامات تتضاءل أمام جريمة تُرتَكب عمدًا وبشكل متواتر، ونحن نتفرج عليها كما لو كانت فيلمًا سينمائيًّا أو عملاً دراميًّا أبدعته قريحة فنية.

والواضح أمامنا أن مصر الرسمية ألزمت نفسها بإغلاق المعبر، وهي تعرف تمامًا النتائج المترتبة على هذا الإغلاق، كما تعرف أن فتح المعبر يفوِّت على الكيان الصهيوني مخطط الإبادة.

ولا يجوز التوقف لحظةً واحدةً أمام بعض السفاهات التي حاول البعض أن يسوقها لتبرير موقف الحكومة المصرية؛ مثل أن إغلاق المعبر يمثِّل ضغطًا على حماس حتى تتخلَّى عن السلطة في غزة، وكان عنوان هذه الحجة ما صرَّح به البعض من أن مصر لا تسمح بإقامة إمارة إسلامية في غزة، وهي مقولات فاسدة؛ لأن حماس كانت تطالب دائمًا- رغم اكتساحها الانتخابات- بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وتعمَّد أبو مازن إفشال هذه الفكرة، وحتى لو اختار الشعب الفلسطيني أن يُقيم إمارةً إسلاميةً فلماذا يقلق هؤلاء من إمارة إسلامية، بينما يُمتِّعون أنظارهم بالإمارة اليهودية الخالصة التي تعوي بالحقد على حدودهم؟! وما شأن مصر بأن تُنهي حماس سيطرتها على غزة وهو جزءٌ من الصراع بين الفلسطينيين؟! ولكن مصر تضع نفسها في موضع الذي يريد أن يرتب الأوضاع في فلسطين وفقًا لرؤية أبو مازن والكيان الصهيوني، وتعرِّض نفسها للاتهام بأنها تشارك في إبادة شعب غزة.

والحق أنني لم أفهم يومًا لماذا تتهم مصر الرسمية حماس بالحق والباطل؟! وهل إغلاق المعبر جزء من سياسة التصدي لحماس وإضعافها؟! ولماذا تصرّ مصر على قيادة الحوار الفلسطيني وهي لا تدَّعي الحياد قلبًا وسلوكًا؟! وما هي مصلحة مصر الوطن حتى تتخذ مصر الرسمية هذا الموقف الذي لا يتحمله ضمير المصريين أمام الله وأمام التاريخ؟! بل إن كل من يحاول كسر هذا الحصار يعتبر خارجًا على الوطنية ومتحيِّزًا لعدوِّ الوطن، في عصرٍ اختلط فيه الذئب بالحمَل، والعدوُّ بالصديق، والوطني الحق بالخائن لأبسط مبادئ الوطنية.

وإذا أصر كُتَّاب الصحف الحكومية على أن مصر ملتزمة باتفاق نوفمبر 2005م؛ وذلك عن جهلٍ منهم؛ فأنا مستعد أن أبعث لهم فردًا فردًا بنسخة من هذا الاتفاق إذا اعترفوا بجهلهم، تطبيقًا لمقولة علي بن أبي طالب: "إذا اعترف الجاهل بجهله فهذا جاهل فعلِّموه"، ولكن إذا كانوا يشوِّهون الحقائق لتبرير موقف شائن فهو رتبة من رتب ادِّعاء العلم، وعقوبته عند علي بن أبي طالب من حيث إنه جاهل لا يعلم أنه جاهل "فهذا أحمق فقوِّموه"، ولقد نذرت نفسي لتقويم هذه الفئة التي تضلِّل الوعي الوطني وتدَّعي العلم حتى تُزيِّف ذاكرة الأمة.

ابحثوا معي أيها السادة عن سبب آخر يُقنع بأن تجاهل مأساة غزة أولى من المغامرة بإنقاذهم أو عدم المشاركة في إبادتهم.

09‏/12‏/2008

استمع وحمل خطبة عيد الأضحى اليوم
-
بتاريخ 8/12/2008 الموافق 10 ذوالحجة 1429
-
للأستاذ / محمد الشحات
-
لتحميل الخطبة اضغط هـــنـــا

هل فرحت بالعيد ؟

هل فرحت بالعيد ؟
----------
هل فرحت ؟
-
هل أكت اللحم؟
-
هل أخذت العيدية؟
-
هل أعطيت العيدية؟
-
هل خرجت للنزهة؟
-
هل زرت الأصدقاء؟
-
هل .....؟ هل..... ؟هل .....؟ هل..... ؟هل .....؟ هل..... ؟
-
كل سنة وأنت طيب
-
اسمح لى لحظة أن أن أذكرك بمأساة أطفال غزة وشعب غزة الذى يحاصره يهود العرب
-
والحقيقة أنى لا أريد أن أكدر عليك صفو العيد ولذلك تركت كتابة هذا الموضوع لثانى أيام العيد
-
وأردت فقط أن تذكرهم بالدعاء ولوأمكن ربع كيلو لحمة وكل سنة وأنت تـأكل اللحم بالهنا والشفا :
-
--أخرج البيهقي عن ابن عباس قال لما نظر رسول الله إلى الكعبة فقال مرحبا بك من بيت ما أعظمك وأعظم حرمتك ولَلمؤمن أعظم عند الله حرمة منك .
--وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله قال" لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق
وزاد فيه ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار"
رواه ابن ماجه بإسناد حسن ورواه البيهقي والأصبهاني
--
هل فهمت الحديث؟
-
هل عرفت المقصود؟
-
إليكم الصور:
-------























ولا تعليق !
-
ولا نقول إلا "حسبنا الله ونعم الوكيل" و " اللهم حاصر من حاصرهم"


اخْتَرْالموضوعَ الذى تَوَدُّ قِرَاءَتَهُ

مائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم*** مناجاة*** الشاعر أحمد مطر يكتب: تحية إلى غزة*** هل تتقى ربك فى معاملاتك المالية ؟ *** صلاة الفجر : درر ونفائس فمن يفوز بها؟ *** شاب فلسطيني يروي وقائع 30 يوماً من التعذيب الشديد في السجون المصرية*** سفراء الكيان الصهيوني من الكتاب العرب*** سِرْتُم على بصيرَة ... فأتِمُّوا المسيرَة*** اّيات الرحمن فى معركة الفرقان*** فُزْتِ ياغَزَّة ورَبِّ العِزَّة * بيان علماء الأمة في مظاهرة اليهود على المسلمين في غزة* شبهات حول قضية "غزة" والرد عليها * أين تقف مما يحدث فى غزة؟* القيادي نزار ريان .. شهيد الكرامة والصمود* القائد العالم ريان * ياعلماء الأمة : ماذا أقول لكم ؟! * حكاية عباس .. لأحمد مطر * سَيْرٌ بِلاَ الْتِفَاتْ ووفاءٌ بِلا غَدَرَات * أرجوك يا"بوش" لاتعفو عن " المنتظر" * هل فرحت بالعيد؟ * فى ظل المحن علمتني دعوتي * عشر ذي الحجة محطة سفر إلى الجنة * عشر ذى الحجة من مواسم الخير * غزة تحتضر * غزة غزة !! وما لنا وغزة * وعجلت إليك رب لترضى1 * وعجلت إليك رب لترضى2 * الحج فى فكر الشيخ الغزالى * ماذا تعرف عن عز الدين القسام؟ * اقرأ هذه الأبيات * هنيئا لك ياحافظا لكتاب الله * طريقك إلى العزة * شارك في الحملة الشعبية للقيد بالجداول الانتخابية * ضياء رشوان : جمال مبارك الأقل فرصة للوصول لحكم مصر * بيان تحذيري من جبهة علماء الأزهر * شعر أعجبنى * ,وصـف الـجـنـة * رسالة إلى من لم يغض البصر * نص الرسالة المفتوحة التى وجهها الشيخ القرضاوى للرد على أحمد كمال أبو المجد * هذي بلاد. . لم تعد كبلادى * سلام عليكم أيها الإخوان * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ... الأيام من 27-30 * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم السادس والعشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الخامس والعشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الرابع والعشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثالث والعشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثانى والعشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الحادى والعشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم العشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم التاسع عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثاامن عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم السابع عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم السادس عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الخامس عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الرابع عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثالث عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثانى عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الحادى عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم العاشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم التاسع * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثامن * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم السابع * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم السادس * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الخامس * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الرابع * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثالث * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثانى * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الأول * وأقبل رمضان الخير * كيف تستعد لشهر رمضان ؟ 2 * كيف تستعد لشهر رمضان ؟ 1 * إن الله ليطلع على عباده في هذه الليلة * كن نافعا أينما كنت 2 * كن نافعا أينما كنت 1 * البيت الرباني ...فيض إلهى * الثقة بالنفس * من يشارك في حصار غزة مرتد عن الإسلام * هل أنت متفائل ؟ * أتدرى ما يفوتك من الأجر بترك صلاة الجماعة؟(5) * سبع نصائح لحفظ كتاب الله (5) * هل أنت رجل ؟ (5) * هل أنت رجل ؟ (4) * هل أنت رجل ؟ (3 ) * هل أنت رجل ؟ (2) * هل أنت رجل ؟ (1) * إياك أن تجحد نِعَمَ رَبِّكَ * الصبر خلق الأقوياء ودرب الأوفياء * اقرأ قبل أن تقرأ * مواقف غضب فيها النبى صلى الله عليه وسلم * رائعة حافظ إبراهيم في عمر بن الخطاب * أرقام وإحصائيات ومعلومات متفرقة في القرآن الكريم * كف عليك هذا * واعجبى من دعاة السلفية * أَلاَ لعنةُ اللهِ على الطُّغاة البُغاة وحيَّا اللهُ الهُداة التَّقَاة * هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أكله وشربه * دُرَرٌ وَنَفَائِسٌ من الأقوال * كيف تتنزل علينا البركة ؟ * كيف يؤدي المسلم مناسك العمرة ؟ * من شرفاء مصر : أ. د. محمد علي بشر * من شرفاء مصر : م. خيرت الشاطر * من شرفاء مصر : حسن عز الدين يوسف مالك * من شرفاء مصر : الدكتور / عصام عبد الحليم حشيش * من شرفاء مصر : الدكتور / خالد عبد القادر عودة * فى ظل المحن ...علمتنى دعوتى * يوم أسود فى تاريخ مصر فى عهد الفرعون * يا مصر * الأدلة الشرعية على جواز المظاهرات * كلمات شعرية عن الوطن وحكامه في العهد الأسود * إخراج القيمة فى الزكاة * الإسبال * 1 اللحية * ورحل عنا فارس الكلمة * لماذا تحملون اوزار الفاسدين والظالمين ؟؟ * المرشد العام والكتلة البرلمانية ينعيان النائب ماهرعقل * وفاة الشيخ ماهر عقل * توقي أسباب الفتن * لكم الله يا أهل غزّة * كيف تعرف أن الله يحبك؟ * سين وجيم * • أيـن الـسـعـادة ؟؟؟!!! * صلاة الفجر هي مقياس حبك لله ا * حقائق مزعجة * من ننتخب من المرشحين؟ * هم العدو فاحذرهم * سبع تفيد العبد بعد موته * المقاطعة الاقتصادية :حقيقتها و حكمها * بيان في الحث على المقاطعة الاقتصادية * فتوى بوجوب المقاطعة * * أين أنت يا بلادي؟ * المنهج الإسلامي لعلاج مشكلة البطالة * عبد الرحمن : شهيد السيادة والكرامة * وقفة الوفاء والولاء * نصرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم * منتخب الساجدين : دروس وعبر * فى عهد فرعون اليوم : محلك سر * أه ثم أه * "جوجل" يخضع للضغوط الإسرائيلية * محمد أبو تريكة هداف المنتخب المصري * تنظيم المظاهرات في الإسلام * آداب وأحكام المطر والرعد والبرق والريح * غزة !!غزة!! "وأنا مالى" * حول غزة : يحيا أبو تريكة * غزة تستغيث ...هل من نصير * الزهار حاملاً بندقية نجله * فى ذكرى عاشوراء.....لكل فرعون نهاية * اّه يافلسطين ...الجرح النازف * فرعون الأمس........ وفرعون اليوم * هذي بلاد. . لم تعد كبلادى * الهجرة النبوية ..... وقفات تأملية * عام هجري جديد.. جدد العهد مع ربك * وقفة احتجاجية أمام "أبو حصيرة" بدمنهور ... * بشرى للمصريين : مدد ياسيدى أبو حصيرة * منافقوا اليوم.... ويل لهم * تهنئة بالعيد المبارك * أهمية الصلاة في حياة المسلم * حكم فقهى هام (صلاة النافلة جماعة) * الثبات.. صور ومعينات

هذه ليست بلادى

احسب وزنك

   

الجنس : ذكر انثى
الوزن :
الطول :
النتائج :
مساحة سطح الجسم : م2
الوزن بدون شحوم : رطل = كجم
الوزن المثالي لك هو : رطل = كجم
نسبة وزنك لمسطح الجسم : كجم/م2