24‏/01‏/2010

هيا بنا نتقن العمل ( 1 )

إتقــــان العــمـــل

نقف قليلا مع هذين اللفظين " العمل " و" الإتقان"
أولا : نظرة الإسلام للعمل :
1 - لقد جعل الإسلام العمل المهني نعمة تستحق الشكر: قال تعالى:(لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ) فالآية تشير أن ما يتغذى عليه الإنسان هو من كسبه وكده سواء كان بزراعة الأرض وهو ما أومأت إليه الآية : " مِنْ ثَمَرِهِ " أو بالتجارة المشروعة كما في قوله : " وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ " وهذه القدرة التي منحها الله تعالى للإنسان والعلم الذي وهبه إياه لاستخراج ما في بطن الأرض من الخيرات والثمرات وإدارة موارد الطبيعة وحسن توظيفها هو نعمة عظيمة تستحق الشكر الجزيل والاعتراف بالجميل
2 – اعتبر الإسلام العمل نوعا من الجهاد : ينال به درجة المجاهدين وشرف المرابطين " فقد قال بعض الصحابة حين رأوا شابًا قويًا يسرع إلى عمله: لو كان هذا في سبيل الله؟ فيرد رسول الله
r عليهم بقوله: «لا تقولوا هذا فإنه إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو سبيل الشيطان» «الترغيب والترهيب» للمنذري، ، وقال r: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يقوم الليل ويصوم النهار». سنن ابن ماجه

ولما لا يعد العمل جهادا ؟ وهو الذي يوفر الطعام والشراب والكساء والسلاح والمال للمرابطين في أرض المعركة ولولا العمال الكادحين والصناع المهرة ما قامت لنا قائمة ، وبعث عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – " سفيان بن مالك " ساعيا بالبصرة فمكث حينا ثم استأذنه في الجهاد فقال له عمر : أولست في جهاد ؟
3 – والعمل الجاد مكفر للذنوب ومطهر للآثام : فقال – صلى الله عليه وسلم - : قال
r: «من بات وانيًا من عمله بات والله عنه راض» موسوعة رسائل ابن ابي الدنيا وفي رواية: «من بات كالاًّ من عمله بات مغفورًا له».

4– والعمل صدقة جارية وأجر غير ممنون : مهما كان حجمه ، وذلك إذا نوى صاحبه إطعام الجائع وكساء العاري وشفاء المريض وإغناء الفقير ولطالما انتفع الناس والحيوان بثمرة عمله قال – صلى الله عليه وسلم – " من بنى بنيانا من غير ظلم ولا اعتداء أو غرس غرسا في غير ظلم ولا اعتداء كان له أجر جار ما انتفع به خلق الله " المسند للإمام أحمد .وقال أيضا : " ما من رجل يغرس غرسا إلا كتب الله عز وجل له من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغراس " المسند للإمام أحمد وقال أيضا : " ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة " فتح الباري
5 – الإسلام رفع من قيمة العمل وأعلى قدر العاملين : وحرم التبطل وحارب الخمول والكسل، وهناك أحاديث تنهى عن القعود وتشحذ همم العاملين كقوله صلى الله عليه وسلم – : "
لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه " متفق عليه ، وكان عبد الله بن مسعود يقول : " إني لأكره الرجل فارغا لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة " المقاصد الحسنة للسخاوي
6 – إشارة القرآن الكريم إلى كثير من الصناعات التي لا يستغني عنها الناس يؤكد على قيمة العمل :

- مثل صناعة الحديد : " (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ)

- وصناعة الأكسية " (وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ)

- والصناعات الحربية : ( وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ* أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)
- وصناعة الجلود : " وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ
[

- وصناعة الملابس : ]وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ[ والسربال : القميص من أي شيء كان. فقد يكون من القطن والكتان وغيرها، وقيل: هي ما لبس من قميص ودروع فهو سربال
- وصناعة السفن والمراكب :
]فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا[
- والصناعات المسكنية : وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا
[

7- كثير من الأنبياء كان لهم حرف يرتزقون منها : فآدم – عليه السلام – حراثا ، وداود صناعا للسرد والدروع ، وموسى راعيا ، وكذا نبينا اشتغل بالرعي ، كما أن من الصحابة الكرام من امتهن التجارة كأبي بكر الصديق، والحدادة كحباب بن الإرت والرعي كعبدالله بن مسعود، وصناعة الأحذية كسعد بن أبي وقاص والخدمة كبلال بن رباح والخياطة كالزبير بن العوام، وفي هذا المجال يقول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أني

لأرى الرجل فيعجبني فأقول أله حرفة فإن قالوا لا سقط من عيني)..

نعم فقد حث الإسلام المسلم على أن يكون ديدنه في حياته كلها العمل والعطاء وتعمير الأرض وبناء الحياة حتى يدركه الموت أو الساعة قال – صلى الله عليه وسلم : «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها». رواه أحمد في المسند

ثانيا : لماذا نعمل ؟؟ :
1 : العمل مهما كان قدره ومهما كان ربحه وعائده فهو يمنع صاحبه من مذلة بالسؤال ويمنح صاحبه توقير المجتمع واحترامه، ويحيا عزيزا كريما ويموت جليلا حميدا واليد العليا خير من اليد السفلى وفي حديث البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه : " لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه "
2 : أن تقدم الأمة في الصناعات المختلفة وريادتها في الأعمال المبتكرة يحقق لها المنعة من الأعداء المتربصين بها والطامعين في ثرواتها وكنوزها ، وقد رأينا يوم أن أصبحنا عالة على غيرنا في ما نأكل ونشرب ونلبس ونركب ونحن لا حول لنا ولا قوة نهبت أموالنا وصودرت أراضينا ومقدساتنا ؛ ولذا كان من مخطط الغرب لنا أن يبقينا شعوبا جاهلة متسولة لكل تقنية، تعيش وتقتات على صناعات غيرها

لذا فإن العمل والإنتاج لسد حاجة المجتمع وتقوية بنيته ، وتحقيق تقدمه وريادته في شرعنا فرض تأثم الأمة كلها إذا لم يتحقق لها ذلك ، يقول ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: " لهذا قال غير واحد من الفقهاء من أصحاب الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما كأبي حامد الغزالي ، وأبي الفرج ابن الجوزي وغيرهم : إن هذه الصناعات فرض على الكفاية فإنه لا تتم مصلحة الناس إلا بها " ثم يقول: "المقصود هنا أن هذه الأعمال التي هي فرض على الكفاية متى لم يقم بها غير الإنسان صارت فرض عين عليه، لا سيما إن كان غيره عاجزًا عنها".

ثالثا : ضوابط العمل:
1 – أن لا يكون هذا العمل مما نصت الشريعة على حرمته وبان ضرره وعظم خبثه كزراعة المخدرات والاتجار فيها وتعاطي الربا في المعاملات المالية وغير ذلك ، والمحرمات في ديننا معروفة ومحدودة ودائرة الحلال واسعة تستوعب كل النشاط الإنساني
2 – العمل ليس هدفا في حد ذاته ؛ وإنما هو وسيلة تغني المسلم وتكفل له حياة كريمة فينبغي أن لا تشغله عن آخرته وتعطله عن ربه وتعوقه عن خدمة دينه بل ترفعه إلى العطاء ورعاية واجباته الدعوية قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ)(المنافقون: من الآية9)
فالمؤمنين ليسوا عالة على غيرهم تشغلهم عبادتهم عن العمل والكسب ، وليسوا طلاب دنيا وعبيد مال تحجزهم مصالحهم وتلهيهم تجارتهم عن أداء حقوق الله تعالى ،(وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) (القصص: من الآية77) ، ودخل عبد الله بن عمر- رضي الله عنه - السوق ، فأقيمت الصلاة فأغلق التجار حوانيتهم ودخلوا المسجد فقال : فيهم نزلت :(رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ )(النور: من الآية37) ، وقال مطرف الوراق : " كانوا يبيعون ويشترون ولكن كان أحدهم إذا سمع النداء وميزانه في يده خفضه وأقبل إلى الصلاة "
3 – أن يقنع المسلم بما قسمه الله له ويرضى برزقه وهذا يمنعه من التطلع إلى ما في أيدي الناس ، وسلوك طرق محرمة لزيادة دخله كالرشوة والسرقة والتزلف لذوي الأموال
هي القناعة لا تبغي بها بدلا *** فيها النعيم وفيها راحة البدن
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها***هل راح منها بغير القطن والكفن
4 – في المال حق لله تعالى إذا بلغ النصاب يجب إخراجه بتمامه في موعده دون تلكأ أو تأخير : ( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ )(الأنعام: من الآية141) ،(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا )(التوبة: من الآية103) وبذلك يساهم العامل في سد حاجة الفقراء وإغاثة الملهوفين ونجدة المحرومين ويساعد بماله الذي من كده وتعبه في بناء مجتمعا قائما على التكافل والرعاية

رابعا :ما هو الإتقان؟
إتقان العمل يعني ما يلي:
أولاً: أداء العمل دون خلل فيه.


ثانياً: الالتزام بمتطلبات ذلك العمل من التقيد بضوابط وتقنيات معينة.
ثالثاً: أداؤه في الوقت المحدد دون تأخير.
رابعاً: التفكير في تطوير ذلك العمل حتى لا يبقى العمل فى مستوى جامد.
خامسا : أهمية إتقان العمل:
على مستوى الفرد :
1 – أن المسلم الذي يحسن في صنعته ويتقن حرفته ويخلص في أداء عمله ينال حب الله تعالى ورحمته ففي الحديث: «إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» كنز العمال ، وفي رواية: «إن الله يحب من العامل إذا عمل عملاً أن يحسن» كنز العمال

2 – ينال المتقن احترام الآخرين ويكسب تقديرهم لمهارته وينال ثقتهم فيه يقول الإمام علي –رضي الله عنه - : " قيمة كل امرئ بما يحسن ، وما لا يحسن لا يحمد " فبالإحسان تتفاوت أقدار الرجال .
على مستوى الأمة :
فبالإتقان ترتقي الحياة وتتقدم الأمة ويحصل لها غنى عظيم وثروات طائلة وريادة في المجالات المختلفة صناعية وتجارية وزراعية وبهذا يفرض الإسلام نفسه على العالم الذي لا يقدر إلا الأقوياء ولا يعترف إلا بأصحاب المال والجاه وبذلك تتحقق أستاذية العالم .

سادسا :مجالات الإتقان

مجالات الإتقان كثيرة، منها :

1- الإتقان في العبادات بأنواعها:

- فمثلاً في الوضوء :يقول النبي -عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ))

- وفى الصلاة : قال تعالى : {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ}وهذه الإقامة تتضمن الإتقان والإحسان والإتمام

،وقال الحبيب "يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله"

- وفي موضوع التكفين، يقول النبي -عليه الصلاة والسلام- : ((إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ)).رواه مسلم .

- وفي قراءة القرآن : قال -عليه الصلاة والسلام- :((الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ)) رواه البخاري ومسلم .

-وفي قصة مشروعية الأذان حينما رأى عبد الله ابن زيد الرؤيا قال له صلى الله عليه وسلم "ألقه على بلال فإنه أندى منك صوتاً"

- وفي حفر القبر :قال : ((احْفِرُوا ، وَأَعْمِقُوا ، وَأَحْسِنُوا)) رواه النسائي وهو حديث صحيح .

فهذا هو الإتقان في التوسعة والعمق، لا توسعوا كثيراً ولا تضيقوا أيضاً .

2- وفي التربية :

((أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ، فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا،)) الحديث رواه البخاري.

3- الإتقان في العلم

عن أبي عبد الرحمن السّلمي أنه قال: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن، كعثمان بن عفان وعبد الله ابن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلّموا من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عشر آياتٍ لم يجاوزوها حتى يتعلّموا ما فيها من العلم والعمل.قالوا: فتعلّمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً ..

قال أبو عيسى الترمذي في سننه : إنما تفاضل أهل العلم بالحفظ والإتقان.

4-الإتقان في العمل الحياتى:

لقد كانت قضية الإتقان عند المسلمين ليست خاصة بالشعائر التعبدية، ولا بالعلوم الشرعية، وإنما أيضاً في الأعمال الدنيوية، لأن الدين يُخدم بها.

فمثلا تأمل هذا النموذج القراّنى: فقد قص الله علينا في كتابه إتقان ذي القرنين في البناء، {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً*قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً*قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً }

وضع خطة العمل مفصلة على مراحل :

- { آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ) أي: تجميع قطع الحديد، ثم اجعلوا بعضها فوق بعض

- {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ}. فملأ المسافة بين الجبلين بما يشبه الجبل الثالث

- ثم جاءت مرحلة { قَالَ انْفُخُوا } وأوقدوا النيران، وهاتوا المنافخ، حتى إذا جعله ناراً لتصهر هذه القطع المنفصلة، فتلتحم وتصير قطعة واحدة.

- { قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا } أي: النحاس المذاب، لتكون سبيكة من الحديد والنحاس غير قابلة للاختراق، ، وصار سداً منيعاً محكماً ملتصقاً من هذه الجهة لهذا الجبل، ومن هذه الجهة لهذا الجبل مرتفعاً في علو الجبلين،

- (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ) من ارتفاعه،

- { وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا } من سمكه وإتقانه وأحكامه،

فهذا هو الإتقان في الصنعة بهذه الطريقة العظيمة.

* والنبي -عليه الصلاة والسلام اهتم بمسألة الإتقان في بناء المسجد النبوي كما جاء في حديث طلق بن علي رضي الله عنه : جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَبْنُونَ الْمَسْجِدَ، فَكَأَنَّهُ لَمْ يُعْجِبْهُ عَمَلُهُمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُ عَمَلَهُمْ أَخَذْتُ أُحْذِقُ الْمِسْحَاةَ (أي: المجرفة من الحديد) فَخَلَطْتُ بِهَا الطِّينَ، فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ أَخْذِي الْمِسْحَاةَ وَعَمَلِي، فَقَالَ: ((دَعُوا الْحَنَفِيَّ وَالطِّينَ، فَإِنَّهُ أَضْبَطُكُمْ لِلطِّينِ)). رواه أحمد والطبراني في المعجم الكبير . وفي رواية: ((قَرِّبُوا الْيَمَامِيّ مِنْ الطِّينِ فَإِنَّهُ أَحْسَنُكُمْ لَهُ مَسًّا وَأَشَدُّكُمْ لَهُ سَبْكًا)). إتقان، وفي لفظ لابن حبان : فَقَلَتْ: يَا رَسُول اللَّهِ أَأَنْقُلُ كَمَا يَنْقُلُونَ ؟ أنا أعمل في نقل الحجارة ؟

فَقَالَ: ((لا وَلَكِنْ اِخْلِطْ لَهُمْ الطِّين فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ)) " فتح الباري.

وصلى الله وسلم على معلم الناس الخير

17‏/01‏/2010

وقال الأخيار كلمتهم

وقال الأخيار كلمتهم

آثرت أن لا أخط كلمة خلال الشهور القليلة الماضية حول الأحداث المحيطة بجماعة الإخوان المسلمين وما لازمها من لغط هنا وهناك ، لأننى كنت على يقين أن المشهد سينتهى إلى ماانتهى إليه اليوم من إظهار للعظمة والشموخ فى المواقف والمبادئ.

لقد انتظرتُ حتى اكتمال الصورة وتمام المشهد باختيار الدكتور محمد بديع مرشدا ثامنا للجماعة المباركة ، وقائدا لمسيرة الجماعة فى الإصلاح الشامل والمتدرج خلال الفترة القادمة ، هذه الصورة الجميلة التى اكتملت وهذا المشهد العظيم الذى تم أثلج الصدور ، وأراح النفوس المحبة للخير والصلاح والإصلاح ، لاأقول من أبناء هذه الدعوة بل من أبناء هذه الأمة العظيمة . ولا نبالى بالمتربصين والكائدين الذين تمنوا أن تُشَق الأرض وتبتلعهم ولا يرون هذا المشهد العظيم الذى برز أمام وسائل الإعلام حين قَبَّل المرشد الجديد رأس المرشد السابق الأستاذ العظيم محمد عاكف ولسان حاله يقول له : لقد وفيت فنعم الوفاء ، وأديت فأحسنت الأداء ، وسرت فأكملت البناء ، وأرشدت فتحقق النماء ، فلك الشكر والثناء، ونحن قد حملنا اللواء ،إرضاء لرب الأرض والسماء ، فبدعواتك لى سيدى يسير الركب ويتحقق الرجاء ، فشكرا لك ثم شكرا ولك من الله عظيم الجزاء .

أقول لا علينا بهؤلاء الذين لايروق لهم أن يرون هذه العظمة ، فهؤلاء وأمثالهم حالهم كما قال ربنا سبحانه (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران:120)

والمتأمل فى دقائق وتفاصيل المشهد كله والذى بدأ بما أُشيع - زورا وبهتان- ا عن استقالة الأستاذ العظيم / محمد مهدى عاكف ، وانتهى باختيار العالم والمربى العظيم الدكتور بديع ، يخلص إلى نقاط عدة من أبرزها :

أولا : أن جماعة الإخوان المسلمين أعظم من أن يهزها قلم أصابه عَطَنٌ ، أو تُعوِّق مسيرتها كلمة بها دَخَنٌ ،أو أن يُشَوِّه سمعتها موقف يعلوه غُبَارٌ ، أو أن يتأثر صَفُّها بحملة فيها أََفْنٌ ( بسكون الفاء أي نقص) وأفَن (بفتح الفاء أي ضعف الرأي والعقل ) يقودها مأفونون ، وقد صدق العظيم إذ قال (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد:17)

ثانيا : أن سُمو المبادئ وعِظَم المنهج لا يلازمه حتما تخلى الفرد ، المتحلى بهذه المبادئ والمتمسك بهذا المنهج ،عن بشريته التى من شأنها الخطأ والصواب .فالصحابة الأخيار الأطهار الذين تربوا على يد أعظم مرب فى الوجود ، بأبى هو وأمى صلى الله عليه وسلم ، قد حدث بينهم مواقف ومشاهد لو صدرت من الأخيار اليوم لبرز المتربصون بالدعوة من الخارج يُهيلون التراب على هذا الصرح العظيم، وتعالت أصوات المتشائمين من الداخل هلعا وخوفا ، بدافع الحرص والغيرة على دعوتهم لا شك فى ذلك . ولكن أقول لهؤلاء وهؤلاء :

* من كان يتصور أن يفعل حاطب بن أبى بلتعة مافعل وهو من مشاهير المهاجرين ،وكان من الرماة الموصوفين وشهد بدرا والمشاهد ؟!

- حاطب الذى بُشِّر بالنجاة من النار وهوحى، فكما روى مسلم بسنده عن جابر رضي الله عنه أن عبدا لحاطب جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو حاطبا فقال يا رسول الله ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرا والحديبية"

- حاطب هذا يبلغ أهل مكة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحين يسأله الرسول : ما حملك ؟ قال : كان بمكة قرابتي وولدي ، وكنت غريباً فيكم معشر قريش.( هكذا فكر وقدر الموقف وهكذا كانت حساباته ) فقال عمر: ائذن لي يا رسول الله في قتله.( أي أن الموقف لم يكن عاديا ولا مألوفا فى ذلك الوقت) فقال الحبيب: ( لا ، إنه شهد بدراً ، وإنك لا تدري ، لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم ، فإني غافر لكم). فى الصحيحين.

هكذا يتعامل الأخيار جنود وقيادة ، خطأ من هنا وغيرة من هناك ، وسماحة وغفران ثم تقدير للطبيعة البشرية.

* من كان يتصور أن يقول صحابى جليل كأبى ذر لأخيه بلال "حتى أنت ياابن السوداء تخطئني "..، وذلك حين لم يرض بلال برأي اقترحه أبو ذر، فقام بلال غضبان أسفا .. واشتكى لرسول الله، فلما عاتب الرسول صلى الله عليه وسلم أباذر قائلا: "يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية" فبكى أبو ذر .. وقال يارسول الله استغفر لي .. ثم خرج باكيا من المسجد … وأقبل بلال ماشيا .. فطرح أبو ذر رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب .. وقال: والله يا بلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك .. أنت الكريم وأنا المهان …..،،
فأخذ بلال يبكي .. واقترب وقبل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا .

موقف لا يحتاج لتعليق، فأين نحن من هذا؟

* وهل كان يخطر ببال أحد أن يأمر القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم فى غزوة أحد ولا ينفذ الصحابة؟! فقال الله تعالى : {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران152

حتى قال ابن مسعود : " ما كنت أرى أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد الدنيا حتى نزل فينا يوم أحد ) مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ( " أي أن كل شيء وارد ، فلم التهويل والتضخيم للأخطاء التى لا تدانى واحدة مما ذكرتُ؟ والأمثلة كثيرة لمن قرأ وتدبر.

ثالثا : أن الحكمة والتؤدة التى لازمت التعامل مع الأحداث من جانب القيادة أكسبت الدعوة الكثير والكثير ،وانتقلت بها إلى الأمام ، وخطت بها خطوات واسعة على الصعيد الداخلى والخارجى.

* فهل كان يدور بخلد أحد أن تقوم الجماعة (المحظورة )– حسب زعمهم وبهتانهم طبعا – بإعلان اسم مرشدها الثامن فى مؤتمر صحفى عالمى يشهده القاصى والدانى وتتناقله وسائل إعلام عدة فى العالم كله؟

* هل كان بالإمكان إظهار عظمة البناء فى هذه الجماعة ومتانة تماسكها الداخلى حين ظهر عظماء فى هذه الدعوة لهم باع وتاريخ كالشيخ الخطيب والدكتور أبو الفتوح والأستاذ عرفة والأستاذ لاشين وغيرهم فى أكثر من موقف ومناسبة يعلنون ولاءهم وانتماءهم واعتزازهم بهذه الدعوة ،رغم خروجهم من مكتب الإرشاد ، وحتى من بدا منه موقف ما اتجاه إجراء ما ، فهو موقف يُحسبُ له لا عليه لأنه كان يهدف – من وجهة نظره قطعا – إلى تحسين البناء وصالح الدعوة ، وكلٌّ موكول إلى نيته ، ولكننا تربينا على حسن الظن بالآخرين فكيف بإخواننا وأساتذتنا؟

أقول لولا حكمة القيادة وتمسكها باستكمال إجراءات الشورى فى هدوء ورَوِيَّة مابرز للكافة هذه العظمة وهذا الشموخ.

رابعا : أن الكثيرين من المتابعين والمراقبين للعمل الإخوانى يبدوا أنهم لا يعرفون الكثير عن هذه الدعوة ولا عن طبيعة منهاجها ، ولا كيف يتخذ القرار فيها ، ولا أدل على ذلك مما أطلقوه من أوصاف لا تليق بأن هناك محافظون وإصلاحيون ، ومتشددون ومعتدلون ونحو ذلك من نعوت لا أصل ولا ظل لها داخل الجماعة ، فلقد حدَّد الإمام البنا- رحمه الله- في رسالته "هل نحن قوم عمليون" منهج الإخوان مبينا أن الأجيال متواصلة فى البناء ، كل يبدأ من حيث انتهى من سبقه ، فالجميع أصحاب مشروع نهضوى واحد فيقول: "أنت إذا راجعتَ تاريخ النهضات في الأمم المختلفة شرقيةً وغربيةً، قديمًا وحديثًا, رأيتَ أن القائمين بكل نهضةٍ موفَّقةٍ نجحت وأثمرت كان لهم منهاجٌ محدودٌ عليه يعملون، وهدفٌ محدودٌ إليه يقصدون.. وضعه الداعون إلى النهوض، وعملوا على تحقيقه ما امتد بهم الأجل، وأمكنهم العمل, حتى إذا حيل بينهم وبينه، وانتهت بهم تلك الفترة القصيرة: فترة الحياة في هذه الدنيا, خَلَفَهم من قومِهم غيرُهم، يعملون على منهاجهم، ويبدءون من حيث انتهى أولئك، لا يقطعون ما وصل، ولا يهدمون ما بنَوا، ولا ينقضون ما أسسوا وشادوا، ولا يخرِّبون ما عَمَّروا، فإما زادوا عمل أسلافهم تحسينًا، أو مكَّنوا نتائجه تمكينًا، وإما تبعوهم على آثارهم، فزادوا البناء طبقةً، وساروا بالأمة شَوْطًا إلى الغاية؛ حيث يصلون بها إلى ما تبتغي، أو ينصرفون راشدين، ويَخلُفُهم غيرهم. وهكذا دواليك حتى تحققَ الآمال، وتصدقَ الأحلام، ويتمَّ النهوض، ويثمرَ الجهاد، وتصلَ الأمة إلى ما إليه قصدت، وله عملت، ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (الزلزلة:7." وهكذا ينطلق الإخوان فى نهضتهم ، فلا تأتى قيادة بسياسة تنقض تماما سياسة من سبقه ولا نحو ذلك ، فالهدف واضح والكل يجتهد حسب وسعه فى الوصول إليه.

ومن ثم وجب على حملة الأمانة وأصحاب الرسالة من أبناء هذه الدعوة المباركة أن يمضوا فى طريقهم ولا يلتفتوا وراءهم فهم أدرى بشئون دعوتهم من غيرهم.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ دعوتنا وأن يبارك فيه أخوتنا وأن يوفق بالحق قادتنا ، وأن يلهمنا رشدنا ويتولى أمرنا وأن يُصلح أوطاننا، ويرد الفتن عنا... اللهم آمين.

11‏/01‏/2010

مصر التى فى خاطرى

مصر التي في خاطرى

مصر محبوبتى ... مصر جنتى ... مصر الرجولة ... مصر التاريخ ... مصر الأزهر... ستظل أبدا ذا تاريخ مشَرِّف لأجيالها المتعاقبة ، ولن يستطيع أحد أن يختطفها أو يغيرَ ملامح وجهها الناصع المشرق ، ستظل أبدا حرة أبية ، ترفض الضَّيْم وتأبى المذلة ، ستبقى مصر لِأبنائها وليس لِأعدائها ، ستبقى مصر أُمًّا للدنيا بمناصرتها الحق ، وتضحياتها الغالية ، ولن يتمكن حاكم أو سلطة مهما تجبرت وأفسدت أن تُغَيِّر مسارها أوأن تجعلها نصيرا لأعدائها خاذِلة لأبناء عروبتها وجلدتها ودينها ، أو أن تتخلى عن شركاء نضالها وكفاحها .

أقول هذا الكلام نظرا لِلَّغَط الكثير الذي دار خلال الأيام القليلة الماضية حول غزة وأهل غزة ، حيث شهدنا أحداثا كثيرة ومتعاقبة بخصوص أهل غزة وحماس على وجه التحديد . وبدأت فصول هذه المأساة ببناء هذا الجدار الفولاذى تحت الأرض لإحكام الخناق والحصار على أهلنا فى غزة ، ثم مارافقه من محاولة لإذلال الأحرار الشرفاء القائمين على أمر قافلة شريان الحياة (3) ، ثم ماصاحب ذلك من استشهاد الجندى المصرى على الحدود ، قيل وقتها بأيدى فلسطينى وهو ما نفَتْهُ حماس تماما قائلة بأن هذا القتل تم بأيدى الجنود المصريين عن طريق الخطأ وهم يطلقون الرصاص على الفلسطينيين الغاضبين على الحدود ، ثم اختُتِم المشهد بهذه التصريحات اللا مسئولة حول حماس وغزة ، وكذلك التحريض الإعلامى اللامُبَرَّر الذى أظهر الوجه القبيح للإعلام الأمنى الأصفر فى بلادنا .

فمصر التى فى خاطرى :

لا تقوم أبدا ببناء جدار تحت الأرض لا نظير ولا مثيل له فى الدنيا لتحكم الخناق على مليون ونصف من البشر ، كل جريرتهم أنهم أحرار ، معتزون بأرضهم ووطنيتهم ، لا يستسلمون لأعدائهم ، متمسكون بهويتهم العربية والإسلامية.

مصر التى فى خاطرى :

سَتُقَرِّر – بعدما أخذت هذه الخطوة الخاطئة ببناء الجدار – فتح معبر رفح بصورة دائمة ، لأن هذا المعبر مصرى فلسطينى 100% لا دخل لليهود ولا للغرب به ، ولا تتعلل بأن الانقسام الفلسطينى هو السبب فى قفل المعبر ، فلا علاقة لهذا بذاك.

مصر التى فى خاطرى :

لا تستصدر فتوى من مجمع البحوث الإسلامية بأن هذا الجدار حلال زلال ، فّتُهِين بذلك كرامة أزْهَرِها وتجعله عرضة للسخرية والقيل والقال ، والاتهام وسوء الظن – المبرّر بالطبع – من كثيرين ، كما تفقده هيبته ومكانته العلمية فى العالم الإسلامى ، وهو مالا نرضاه أبدا ، خاصة بعدما صدرت فتاوى مضادة وبالأدلة الشرعية من مؤسسات إسلامية معتبرة فى شتى أرجاء العالم الإسلامى .

حيث أنه من المسلَّمات – كما قال العلماء - بأن من تعاليم الدين الإسلامي أنك إذا كنت واقفًا بين يدي الله تبارك وتعالى، وكان هناك ملهوفٌ يحتاج إغاثتك، فالأولى لك أن تقطع صلاتك لإغاثة هذا الملهوف، حتى صلاة الجمعة، وهي فرض عين على كل مسلم، إذا كان هناك مريضٌ بحاجة إلى عناية وإذا خرجت وذهبت إلى صلاة الجمعة، قد يتوفى هذا المريض، هنا تسقط صلاة الجمعة عن الطبيب أو الممرِّض الذي يقوم بعناية المريض، ثم يصلي الظهر، هذا يعني أن شرعنا وإسلامنا العظيم قد احترم النفس الواحدة وحرَّم قتلها، كما بين سبحانه} أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً }المائدة32 فكيف بشعب بأكمله يعيش تحت الحصار لسنوات، ثم نعين العدو عليه بدل أن نعينه. وإذا كان الإسلام قد حرَّم نفسًا واحدةً، فما بالك بقتل آلاف النفوس؟! وأي نفوس هذه؟! هي نفوس صامدة صابرة مرابطة، يعانون الفقر والعوز وقلة الدواء والغذاء والأمن.
مصر التى فى خاطرى :

صاحبة رأي واحد ومبدأ واحد ، فكما لجأت للأزهر وهو مؤسسة دينية للتدخل فى مثل هذه القضية السياسية الهامة والحساسة ، فهى لا تقبل أن تُبقى فى قوانينها ما يُجَرم العمل الحزبى على أساس دينى ، أو استخدام الشعارات الإسلامية مثل " الإسلام هو الحل " فى الدعاية الإنتخابية ، وينتظر منها أن تحرر نفسها من هذه القوانين سيئة السمعة ، وتُقر بصحة فهم الإخوان المسلمين للإسلام وصواب منهجهم ، وتعمل على استصدار فتوى من الأزهر بذلك معربة عن توبتها من أخطائها الجسام وظلمها الفادح للإخوان المسلمين على مدار الثمانين عاما ، لا لشيء إلا لأنهم قالوا " الإسلام دين ودولة".

مصر التى فى خاطرى:

ترحب وتسعد بقوافل الإغاثة التى تأتى نصرة لإخواننا فى غزة ، لأن القائمين على أمر هذه القافلة يؤدون الواجب بالنيابة عنا ، حيث قطعوا ثمانية آلاف كيلومتر وهم يقودون العربات من بريطانيا في السادس من شهر ديسمبر الماضي، حاملين معهم معونات بقيمة أربعة ملايين دولار، فوجب علينا شكرهم وإعطاء النياشين والأوسمة لهم ، لا أن نعمل على إذلالهم وتعويقهم وإعادتهم من العقبة فى الأردن إلى ميناء اللاذقية بسوريا ، ثم إلى العريش ، مما كلفهم عبء مالى إضافى ، 300 ألف دولار ، وفى العريش كانت المأساة : بعد وصولهم حوصر الميناء بألفين من جنود الأمن المركزي، ودخلوا في مفاوضات مع بعض المسئولين المصريين حول ترتيبات عبورهم إلى القطاع، و رشقتهم عناصر الشرطة بالحجارة.وذكرت صحيفة «الدستور» أن مجموعة منهم ارتدى أفرادها الثياب المدنية وكانوا يحملون عصيا كهربائية قامت بالاعتداء بالضرب على مجموعة من أعضاء القافلة .وذكرت بعض الصحف مثل صحيفة نيويورك تايمز ووكالة أنباء رويترز وجيروزاليم بوست أن الشرطة هي التي بادرت بالاعتداء. وهو ما أسفر عن إصابة 40 من أعضاء الحملة نقل 11 منهم إلى مستشفيات العريش. ما خطر ببال أحد أن تلقى قافلة التضامن مع غزة (شريان الحياة "3") ذلك الكم من العراقيل وصنوف العنت والمعاناة. فلماذا ضخمنا رد فعل المتضامنين تعبيرا عن غضبهم من هذه المعاملة الشاذة والغريبة والإستفزازية التى تعرضوا لها؟!!

لقد جاءت القافلة لكي تفضح الحصار الإسرائيلي لغزة في ذكرى العدوان عليها، وفوجئنا بأن الفضيحة أصبحت من نصيبك يا مصر بسبب تعسف السلطات المصرية وإجراءاتها المستغربة.

مصر التى فى خاطرى :

لا تقرر منع قوافل الإغاثة عن أهل غزة لأنها بذلك تَحْكُم على مليون ونصف المليون بالموت المحقق ، ولا يصرح أحد مسئوليها من عاصمة الشر ، واشنطن ، بأن : "مصر لن تسمح بأي نوع من القوافل بعبور أراضيها مجددا مهما يكن مصدرها أو نوعية القائمين عليها". فهو بذلك أغلق النافذة الأخيرة لغزة على العالم الخارجي، وخيّب ظن الغزاويين المحاصرين في أنها لن تُغلق أبدًا.

إن هذا الإعلان الخطير والمريب من واشنطن مخيب للآمال ، خاصةً أن سجل "الهلال الأحمر المصري" ، المزمع احتكاره لقوافل الإغاثة الخارجية ، غير مطمئن ومليء بالفضائح.

يطلق مسئولك يامصر هذا التصريح من واشنطن ،وما أدراك ما واشنطن؟! إنها حامية حمى إسرائيل وحارسة أمنها كما صرح رئيسها الحالى ... نعم يصرح بهذا وفى نفس الوقت يثنى على السفاح نتنياهو . فقد رحبت كبرى منظمات اللوبي الإسرائيلي في أمريكا بما وصفته بثناء هذا المسئول "النادر" على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقامت بتوزيع تصريحاته على قائمتها البريدية التي تصل إلى عدة ملايين من المتعاطفين مع إسرائيل واليهود في العالم.

مصر التى فى خاطرى :

لا تتصيد أخطاء لإخوانها وجيرانها الفلسطينيين جراء الحادثة التى استشهد فيه جندى مصرى ، قيل ساعتها بأيدى فلسطينية ، وهو مانفته حركة حماس المجاهدة الصابرة المحتسبة التى لا يمكن أن تكذب تحت أي مبرر كان . ولم تستبعد صحيفة الدستور أن يكون قد قتل برصاص قناص إسرائيلي .

فمصر التى سكتت،أو أُسْكِتت، على جرائم عدوِّها اليهودي على حدودنا خلال السنوات القليلة الماضية والتي قتل فيها اليهود 47حوالى جنديا مصريا ، لا تأتى اليوم إزاء هذه الحادثة ، حتى لو صدقنا بأن فلسطينيا ارتكبها ، فتقيم الدنيا ولا تقعدها ويدق الإعلام الأصفر فيها طبول الحرب على أهل غزة والذين يدافعون عن غزة. حتى أن رئيس تحرير «الجمهورية» قال (إنه اتضح فعلا أن حماس أخطر على حدودنا من العدو الواضح وأن إسرائيل تقتل جنودنا بالخطأ، وحماس تقتلهم بتصويب متقن (؟! و«روزاليوسف» وصفت قافلة شريان الحياة بأنها «شريان البلطجة» ورئيس تحريرها وصف الناشطين الذين انضموا إليها بـ«المنحطين» ووصف موقفهم بالانحطاط والخيانة.

ورئيس تحرير «الأخبار» طالب بمعاقبة حماس لتدفع الثمن غاليا، معتبرا أنه «لا عفو ولا مغفرة ولا تسامح بعد اليوم».

تأملوا هذه الأقوال ؟!! وإلى حد وصل إليه إعلامنا الأصفر!!

وأقول أيضا إن مصر التى دِيسَت كرامتها ومُرِّغ أنف بعض أبنائها بالتراب من مشاغبي الجزائر أثناء المباراة الشهيرة ، بسبب الإهمال الجسيم لبعض المسئولين المصريين والإدارة الفاشلة للحدث ، لم تتخذ موقفا عدائيا من الشعب الجزائرى ، وهذا يُحمد لها ولا شك، ولكن مالا يُحمد هو التفريط فى كرامتها وعدم محاسبة المقصرين من أبنائها . أقول بصرف النظر عن هذه الإيجابية أو تلك السلبية ، أنت يامصر قادرة على تحمل الأخطاء والعفو عن الزلات لأن الأم لا ينتظر منها إلا هذا ، وأنت "أم الدنيا" أليس كذلك ؟! أوليست غزة من الدنيا؟!

مصر التى فى خاطرى :

لاتستجيب لهؤلاء الحمقى ، وكلاء دايتون برام الله ، الذين يصطادون فى الماء العكر ، والذين يتحقق فيهم قول الله تعالى عن أولياء من باعوا دينهم وأوطانهم : } قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ}، هؤلاء صاروا يعوون كالذئاب ويصبون النار على الزيت ، فنعق أحدهم محذرا " حركة حماس من نفاذ صبر مصر تجاه أعمالها الغير أخلاقية والهمجية والغوغائية ،على الحدود المصرية فى قطاع غزة – على حسب زعمه وكذبه - ، ومضيفا : لا شك أن مصر ، إذا ما أرادت أن تقوم بفعل أي شيء تجاه هؤلاء ستقوم بفعل الكثير " .. أرأيتم إلى هذا الحقد الدفين على الرجال فى زمن عزت فيه الرجولة ؟
أقول مصر العاقلة تدرك أن هذه دعوات يراد بها أن تشوه وجه مصر - المشوه أصلا بحق أو بباطل - وتلطخ سمعتها بالتراب فتجعلها تعادى إخوانها فى حماس، ولا أظنك يابلدى تفعلين ذلك.

مصر العاقلة تدرك أن دم الجندي الشهيد معلق في رقاب الذين حولوا رحلة القافلة إلى أزمة ،ثم فشلوا في إدارة الأزمة - كالعادة - حتى حولوها إلى فضيحة أساءت إلى سمعة مصر ولطختها بالأوحال

وأخيرا يامصر :

الكل يعلم أنكِ قوية بإيمانك ورباطك ووحدتك ، لا تهابين ظالما أو متجبرا ، ولا يقعدك العجز عن مواقف النصرة الواجبة للضعفاء المعاصرين ، فكونى كما هو مأمول منك ، وتذكرى :

أن هلاك غزة هو دمار وهلاك لنا جميعا لأنك تعرفين جيدا المثل القائل :"أُكِلت يوم أُكِل الثور الأبيض"

وتعلمين يامصر أن من أجبن العرب رجلا يدعى أبو حشية النميرى اتخذ سيفاً من خشب فكان يجلس في آخر قبيلته عند القتال فإن انتصروا ضارب معهم وإن انهزموا فرّ و كان يسمي سيفه "ملاعب المنية " و يعرضه أمامه و يقول : يا سيف كم من نفس أهدرتها و من دم أسلته

قال عنه ابن قتيبة في عيون الأخبار وصاحب العقد الفريد : دخل كلب في ظلام الليل بيته فخرج هو و زوجته من المنزل و تناول سيفه الخشبي و قال : الله أكبر وعد الله حق فاجتمع أهل القرية و قالوا : مالك ؟ قال: عدو محارب انتهك عرضي دخل عليّ بيتي و هو الآن في البيت، ثم قال: يا أيها الرجل إن تريد مبارزة فأنا أبو المبارزة و إن تريد قتلاً فأنا أم القتل كله و إن تريد المسالمة فأنا عندك في مسالمة قال : فبقي يضرب الباب بالسيف و ينادي فلما أحس الكلب بجلبة الناس خرج من بينهم فألقى السيف من الخوف و قال : الحمد لله الذي مسخك كلباً و كفانا حرباً .
عفوا وعذرا يا أبو حشية النميري... عفوا وعذرا!!!فوالله مع جبنك وشدة خوفك أنت بطل بالنسبة للكثيرين فى زماننا.
وكما ذكر عمرو بن معد يكرب الزبيدى في كتاب بدائع السلك لابن الأزرق : عندما سأله عمر بن الخطاب عن أجبن رجل لاقاه فقال: يا أمير المؤمنين كنت أشن الغارة فرأيت فارساً لابساً لأمة الحرب، وهو راكب على فرسه فقلت:يا بنىّ خذ حذرك فإني قاتلك لا محالة، فقال لي: و من تكون ؟ فقلت: عمرو بن معد يكرب فسكت ودنوت منه فوجدته قد مات، فهذا أجبن من لقيت..
وحشاك يابلدى أن تكونى كهؤ لاء!

فى ساحة الهـزل إقدام وتضحية ... وفى ساحة الجد تقصير وإحجام

أين المـروءة فى الأقـوام إذ قبلوا ... أن تخفـق اليوم للأوغـاد أعـلام

يامصرأين سيوف العز مشرعة ... أين الأشاوس والأبطال الكــرام

بل سيكون موقفك هو ما عبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لعمرو الخزاعي حين جاءه مستنصرا " نصرت يا عمرو بن سالم " فهلا قلتِ يابلادى : " نصرت ياغزة "

فإن ديننا السمح علمنا نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب؛ أيً كان دينه ومهما كان فكره، ناهيك عن جنسه ولونه ووطنه، وأمرنا بالسعي على تفريج كربات المسلمين، ورفع المعاناة عنهم أينما كانوا ..

- يقول تعالى: "وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الِّدِيِن فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ" (الأنفال: 72) وما هذه النصرة إلا واجب من واجبات آصرة الديانة كما قال سبحانه: "وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء: 92)، فالمسلمون أمة واحدة دون الناس يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم .

- وفي الصحيحين ( دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ( فما ظنكم بمليون ونصف قد حبسوا فى سجن كبير مفاتيحه بأيدينا

-وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - محذرًا من التخاذل في نصرة أهل الحاجة والمعاناة: " ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ، ثم جعل من حوائج الناس إليه، فتبرم، فقد عرض تلك النعمة للزوال " (حسن، الطبراني، ابن عباس(

- إنّ المسلم إذا تخاذل عن نجدة إخوانه في الواقعة الواحدة، والحادثة الفذة فإنّ ربه له بالمرصاد ويخذله في أحلك ما سيلقى، ويدعه إلى نفسه الضعيفة تستغيث ولات حين مغيث، فعن أبي أمامة عن سهيل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أُذل عنده مؤمن فلم ينصره، وهو يقدر على أن ينصره، أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة" (أخرجه الإمام أحمد).

-- أوقن أنك يابلادى تدركين ذلك وستقومين بالواجب وتصححين المسيرة ، وساعتها نحن دونك الفداء، فعنك يا بلادى لا استغناء ، وفيك بعد الله عظيم الرجاء.


08‏/01‏/2010

والله إنه الحقد

إن أحداث الأسبوع المنصرم كانت كثيرة ومتلاحقة بالنسبة لغزة ومصر ، فبداية الأحداث هو قيام السلطات المصرية ببناء جدار فولاذي تحت الأرض لكي يحكم الحصار على مليون ونصف غزاوى لكي يجعلهم يستسلمون للصهاينة أو املاءات المصريين بخصوص المصالحة المزعومة بين الفلسطينيين ، وكما هو معلوم فبناء هذا الجدار كان جزء من التفاهم الذي تم بين وزيرة الخارجية الأمريكية ومثيلتها الصهيونية عقب الحرب الظالمة على أهلنا في غزة . والدليل على ذلك أن الحكومة المصرية – اللارشيدة - أنكرت بناء الجدران فى البداية ثم اعترفت به ، ثم تأتى اضحوكة الأضحوكات عندما أمرت السلطات مجمع البحوث الإسلامية بقيادة الجنرال طنطاوى ان يصدر فتوى بأن بناء هذا الجدار حلال حلال حلال زلال زلال زلال وبالهنا والشفا ، ولى أسئلة ليست بريئة : مادخل الأزهر بالجدار ؟ هل يفهم أصحاب العمائم ماذا يعنى الجدار ؟ وإن كانوا يفهمون فهل الدين له علاقة بالسياسة ؟ إن كانت الإجابة بنعم - وهذا ما أومن به - فلماذا تنكرون على الإخوان إدخال الدين فى السياسة ؟ ولماذا جرمتم شعار الإسلام هو الحل ؟

  • ثم جاءت بعد ذلك قافلة شريان الحياة ، وهذا الإذلال الذي أذلته الحكومة المصرية العربية المسلمة للمسلمين وغير المسلمين الذين جاءوا متضامنين مع أهل غزة ... ثم هذا الحقد على أهلينا فى غزة بأن لا يسمح لهم بتملك سيارات خاصة ، وكأنهم ليسوا ببشر كتب عليهم أن يركبوا ذوات الأربع ... ثم إنها والله لعجيبة !! مادخلكم أنتم أيها المصريون ؟ هل هذه السيارات من جيوبكم وجيوب أهليكم ؟ والله لو كانت هذه السيارات مملوءة بالأسلحة - وهذه من أحلامي - لوجب عليكم أن تدخلونها ،... ثم كانت مأساة مطار العريش التى مرغت أنوف المصريين بالتراب أمام العالم؟! تبا لكم من قيادة حمقاء؟!
  • ثم جاءت بعد ذلك مأساة استشهاد الجندى المصرى المسكين الذى دفع ثمن حماقة قيادته فى التعامل مع المشكلة...وهذا الحادث لا شك مستنكر من المصريين والفلسطينيين على حد سواء وقد عبر عن هذا قيادات حماس وبدأوا التحقيق فى الحادث...ولكن جاء الإعلام الحاقد لينفث سمومة فى حماس وقيادتها وهم الأطهار الأحرار ، ثم – نقحت - عليهم كرامتهم من استشهاد الجندى - وهو مؤلم ولا شك- ولكن لماذا لم نجد هذه الحمية حين قتل اليهود المجرمون 47 جندى مصري خلال العامين الماضيين ولا حين قتل الأمريكان الصيادين المصريين فى قناة السويس العام الماضى .... ولم لم نجد هذه الحمية من المسئولين حين ديست كرامتنا تحت أقدام الجزائريين ... حيث لم يتخذ أي إجراء ضد المسئولين المصريين المهملين الذين تسببوا فى هذه الإهانة!!
  • ياسادة : إنهم يريدون أن يُركِّعوا المقاومة خدمة للأعداء.... ألم أقل لكم بأنه الحقد الأعمى على أن يوجد في هذا الزمن رجال كحماس ، وهم ليسوا كذالك ، ولا عزاء للمخنثين والبلهاء....


 


 


 

05‏/01‏/2010

مجمع البحوث الاسلامية والموبقات السبع في حق غزة


أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " اجتنبوا السبع الموبقات، الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات"

إن غزة وكل ما يتصل بها هي معلم من معالم الدين، يرفع الله بها أقواما، ويضع بها آخرين.

غزة أرض الشرف، وموطن العزة، ومعلم الفخار، ومستقر المقاومة والإباء. غزة هاشم الجد الثاني لخير الخلق صلى الله عليه وسلم، ومولد الإمام الشافعي، ودار ابن حجر العسقلاني غزة المحاصرة يأتيها الرجال والنساء من فجاج الأرض –وللأسف من غير العرب والمسلمين- يأتونها متألمين لها، ومتفجعين عليها ومتوجعين، يعلنون لأجلها الإضراب عن الطعام، مستصرخين لها، فيخرج من مجمع البحوث الإسلامية في يوم الخميس الرابع عشر من المحرم لحادي والثلاثين من ديسمبر فتوى غير موفقة ولا مُنَزَّهةٍ تقول إن بناء الجدار الفولاذي على حدود مصر مع غزة حلال!!! وذلك بدلا من أن يلزموا الصمت الذي وإن كان في غير صالحهم إلا أنه كان خيرا لهم مما وقعوا فيه من أمر هم يعلمون قيمته وأثره عند الله وفي ميزان الخَلْقِ والأخلاق.

كيف لا وهذا الحصار كما يعلمون قد جمع من الموبقات السبع مابين الثلاثة إلى الخمسة من تلك الموبقات ، فحصارها ليس جريمة واحدة بل هو جرائم تؤدي إلى غيرها مما هو أشد مما يستدعي نزول مقت الله بالفاعلين والساكتين ، وذلك لما يلي:

أولا :

إن هذا الجدار الفولاذي هو تأكيد لسياسة الكافرين " سايكس بيكو" تلك السياسة التي رمت وترمي إلى أن أرض المسلمين ليست أرضا واحدة، وينبغي أن لا تكون كذلك على ما تهدف سياسة المستعمرين،وينبغي كذلك على وفق رغباتهم أن لا تكون الأرض لله الذي قال (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الانبياء:92) وقال(وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) (المؤمنون:52) فجاء هذا الصنيع من ذلك المجمع ليقول بلسان الحال " صدق سايكس بيكو وكذب الله" ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) .

وهذا هو المعلم الأول من معالم السبع الموبقات قد تحقق في سياسة الجدار الفولاذي العازل ، الإشراك بالله ،وقد قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51 )

أما المعلم الثاني من معالم السبع الموبقات في تلك الجريمة جريمة حصار غزة بهذا الجدارفهو:

في هذا القتل المتحقق للمحاصرين بهذا الجدار وبغيره بغير حق مع تحقق إرادة العمد فيه، والمُعين على القتل شريك القاتل، كما أن المعين على الغدر شريك الغادر، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إلاه إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث، النفس بالنفس،والثيِّبُ الزاني، والمفارق لدينه التارك للجماعة" فجاءت هذه الفتوى الشائهة تضم إلى تلك الثلاث رابعة، وهي : أن تكون فلسطينيا حرا، خرج عن إرادة الكبار ولو كانوا ظالمين.

أما المعلم الثالث من معالم الموبقات الذي تتحقق به جريمة الجدار الفولاذي العازل فهو:

في قوله صلى الله عليه وسلم" والتولي يوم الزحف" وقد تحققت تلك الجريمة في هذا الصنيع الذي ينطق بلسان أهله أنهم لم يتولوا فقط يوم الزحف بل إنهم جرَّموا الزحف، وخانوا عهدهم مع الله فيه جاء في قرارات مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الثاني المنعقد بالقاهرة يوم الخميس 12 من المحرم 1385هـ الموافق 13 من مايو 1965م ما يلي: " يرى المؤتمر أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين، جميعا، لارتباطها الوثيق بدينهم، وتاريخهم، وتراثهم، وأنه لن يهدأ للمسلمين بال حتى تعود الأرض المقدسة إلى أهلها، وأن في وجود إسرائيل في فلسطين خطرا يهدد المسجد الأقصى؛ وطريق الحرمين الشريفين؛ والسبيل إلى قبر الرسول صلوات الله وسلامه عليه، مما يجعل تحرير فلسطين وأمنها لا زما لأمن الديار المقدسة ؛ ولأداء الشعائر الدينية لجميع المسلمين في المشارق والمغارب. ولذلك كان الدفاع عن فلسطين؛والعمل على تحريرها فرضا على كل مسلم، وكان القعود عنه إثم كبير"

صدر عن مجمع البحوث الإسلامية، ونشر بمجلة الأزهر في الجزء الأول للسنة السابعة والثلاثين في المحرم سنة 1385هـ مايو 1965م ص 123 وما بعدها.

ثم جاء في قرارات المجمع الخامس- مجمع البحوث الإسلامية- المنعقد بالقاهرة في 27 من ذي الحجة 1389هـ 6مارس 1970م ونشر بمجلة الأزهر الجزء الثاني للسنة الثانية والأربعين صفر 1390هـ الموافق إبريل م1970 ص 170 ما يلي: " 7- يقرر المؤتمر أن العمل الفدائي ضرب من أهم ضروب الجهاد المشروعة، بل المفروضة، ولذلك فإن تجهيز الفدائيين بالسلاح؛ والمال، وكل ما يحتاجون إليه هو من الواجبات الشرعية، وأن دفع الزكاة في هذا السبيل هو من مصارف الزكاة الشرعية، تبرأ به ذمة المزكي أمام الله سبحانه وتعالى" 000000000 14- وأن المؤتمر كذلك يقرر أن المعركة القائمة اليوم معركة مصيرية، معركة بقاء أو فناء للشعوب العربية والأمة الإسلامية،فالعروبة هي وعاء الإسلام، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم" إذا ذلت العرب ذلَّ الإسلام"، وأنه بناء على ذلك يجب على جميع العرب والمسلمين أن يشتركوا فيها اشتراكا فعليا، وأن المؤتمر يدعو بهذا إلى واجب شرعي، وواجب وطني، ومصلحة مشتركة، درءا لخطر زاحف لن يكتفي بما امتد إليه عدوانه" أهـ

إن هذه القرارات المنقولة عن مجمع البحوث قديما فوق أنها قرارت مجمعية على الحقيقة ، لم ينسخها ناسخ من شرع الله، أو يبطلها إجماع على مثل درجتها ، والقرار الجماعي في شرع الله من العلماء يمثل مصدرا من مصادر الشرع ،الخروج عليه هو خروج على معالم الدين على ما قضى به ربنا في كتابه الكريم في قوله جل جلاله (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) ( النساء 115) فإن هذه القرارت القديمة تسجل على أصحاب هذه الفتوى الشائهة الجديدة كذلك أن قضية الجهاد والقتال للمغتصبين اليهود لا تزال قائمة بنفس المجمع، وأن الخروج عنها والتخذيل لها جريمة تتحقق بها تهمة التولي يوم الزحف.

أما عن الجريمة الرابعة المتحققة في قضية حصار غزة فهي في :

ذلك السباب الذي صدر عن أحد أعضاء مجلس الشعب المصري يوم الخميس بحق هؤلاء المجاهدين من أهل غزة بألفاظ خبيثة تعاقب عليها كل الشرائع والقوانين الأرضية والسماوية لولا أن هذا النائب يتمتع بما يتمتع به أمثاله، وهي ألفاظ ردَّ الله مثلها على قائلها من قبل في قاعدة خُلقية قرآنية دامغة برّأ بها الله تعالى أعراض المظلومين خاصة إذا كانوا من المجاهدين وكان ظالموهم من أصحاب السلطة الجائرين ، وذلك في قوله جل جلاله(الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ (النور: من الآية26) يعني بذلك على ما ذهب إليه المفسرون من أن المراد بالخبيثات أي الكلمات الخبيثات، فإن هذه الكلمات لا؛ ولن تفارق قائليها من الخبيثين، وأن الخبيثين من القاذفين هم الذين لهم وحدهم الكلمات الخبيثات .

وإن كانت الجريمة الخامسة وهي "أكل مال اليتيم" ليست ببعيدة عن تلك الجريمة بعد أن جمعت الأموال لإعادة التعمير لغزة ثم حيل بينها وبين أصحابها .

لقد غاب عن مُصَدِّرِ هذه المقولة الخبيثة بحق حصار غزة أن غزة منذ النكبة العربية عام 1948م كانت تقع تحت سلطات مصر ومسؤليتها تعامل معاملة وحدة من وحدات محافظاتها، وأن مصر-على ما قال الكاتب النابه الأستاذ إبراهيم عيسى- هي التي تسببت في ضياعها مع الضفة الغربية والمسجد الأقصى صبيحة الخامس من يونية، وأنه بدلا من أن تكون غزة محل رعاية مصرية يفرضها الشرع والقوانين والأخلاق فإنها اختارت التخلي عنها بعد إضاعتها، واليوم تتجه نحو ثم التخلص منها بعد التخلي عنها.[ الدستور العدد 248 في 12 من ديسمبر 2009م].

إن غزة هي قبس الحرية، وهي أرض النار الذي صُبَّ عليها من اليهود وأتباعهم فلم يزدهم هذا البلاء إلا قوة و ثباتا، وبدلا من أن تناصر مصر جيرانها إن لم يكونوا أشقاءها على بلائهم الذي لا نظير له والذي صار معلما من معالم الفخار للإنسانية ، والذي انتفعت به مصر وغيرها من أرض العروبة إذا بنظامها السياسي يسارع في مرضاة عدو الله وعدوهم ليدمغ نفسه بنفسه بقول الله فيه (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة:52) وما كنا نحب لهذا النظام ولا لشيوخه أن يقع في تلك الوهدة القاصمة ، وإن أفضل ما نصرخ به عليهم هو قول الله جل جلاله ( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)ِ (البقرة: من الآية61) وهؤلاء الشيوخ أعلم بتلك الآيات وبما بعدها وبما في غيرها من مثل قوله تعالى (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة:85) .

وغننا بهذا لسنا مغفلين حق الدولة وكل بلد في السهر على حدودها والعمل على أمنها ،لكن أن يكون هذا مع عدوها لا مع أهلها، كما انه لا يغيب عنا كذلك أن حدود مصر المفتوحة مع عدو الله وعونا هي أحق بالتدابر الأمنية من غيرها ممن هم في حكم الدافعين عن حدود مصر وحدود غيرها بثباتهم وبطولاتهم.

فلك الله يا غزة يا بلد الرجولة والثبات، ولك الله يا فلسطين كلها ، ووالله الذي لا إلاه سواه لن يخذلكم الله، ولن يُسلمكم إلى المخادعين والمتلاعبين بدين الله وبأقدار وحقوق الشعوب، ولن يضيعكم من كان على الدوام مدافعا عن الذين آمنوا ، فاصبروا حتى يأتي وعد الله، فقد قال وقوله الحق(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ* يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (غافر 51 :52) وقال(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (آل عمران:179)

فعزاؤنا لكم يا أهل غزة وسلوانا معكم بعد هذا أن الفتوى الشائهة التي صدرت اليوم عن هذا المجمع لم يجدوا لها من يدافع عنها غير تلميذ حسن حنفي، المستخف دوما بكرامة ومنزلة كبار العلماء والذي لا يزال بهذا المجمع مروجا لجريمة استئجار الأرحام، فنسي نفسه، ونسي حتى حقيقة المجمع وعدد أعضائه الذين حين ذهب يُعَرِّض على قناة الجزيرة باتحاد العلماء قائلا " اتحاد العلماء والأربعين " ناسيا أن هذا هو عدد مجمعه هو لا عدد أعضاء اتحاد العلماء العاملين، فما أراد أن يرمي به اتحاد العلماء بنحو ما رمى به زميله النائب من قبل قد ردَّه الله على مجمعه ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) (الزخرف:76) وصدق الله العظيم :(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (الانبياء:18)

اخْتَرْالموضوعَ الذى تَوَدُّ قِرَاءَتَهُ

مائة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم*** مناجاة*** الشاعر أحمد مطر يكتب: تحية إلى غزة*** هل تتقى ربك فى معاملاتك المالية ؟ *** صلاة الفجر : درر ونفائس فمن يفوز بها؟ *** شاب فلسطيني يروي وقائع 30 يوماً من التعذيب الشديد في السجون المصرية*** سفراء الكيان الصهيوني من الكتاب العرب*** سِرْتُم على بصيرَة ... فأتِمُّوا المسيرَة*** اّيات الرحمن فى معركة الفرقان*** فُزْتِ ياغَزَّة ورَبِّ العِزَّة * بيان علماء الأمة في مظاهرة اليهود على المسلمين في غزة* شبهات حول قضية "غزة" والرد عليها * أين تقف مما يحدث فى غزة؟* القيادي نزار ريان .. شهيد الكرامة والصمود* القائد العالم ريان * ياعلماء الأمة : ماذا أقول لكم ؟! * حكاية عباس .. لأحمد مطر * سَيْرٌ بِلاَ الْتِفَاتْ ووفاءٌ بِلا غَدَرَات * أرجوك يا"بوش" لاتعفو عن " المنتظر" * هل فرحت بالعيد؟ * فى ظل المحن علمتني دعوتي * عشر ذي الحجة محطة سفر إلى الجنة * عشر ذى الحجة من مواسم الخير * غزة تحتضر * غزة غزة !! وما لنا وغزة * وعجلت إليك رب لترضى1 * وعجلت إليك رب لترضى2 * الحج فى فكر الشيخ الغزالى * ماذا تعرف عن عز الدين القسام؟ * اقرأ هذه الأبيات * هنيئا لك ياحافظا لكتاب الله * طريقك إلى العزة * شارك في الحملة الشعبية للقيد بالجداول الانتخابية * ضياء رشوان : جمال مبارك الأقل فرصة للوصول لحكم مصر * بيان تحذيري من جبهة علماء الأزهر * شعر أعجبنى * ,وصـف الـجـنـة * رسالة إلى من لم يغض البصر * نص الرسالة المفتوحة التى وجهها الشيخ القرضاوى للرد على أحمد كمال أبو المجد * هذي بلاد. . لم تعد كبلادى * سلام عليكم أيها الإخوان * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ... الأيام من 27-30 * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم السادس والعشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الخامس والعشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الرابع والعشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثالث والعشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثانى والعشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الحادى والعشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم العشرون * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم التاسع عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثاامن عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم السابع عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم السادس عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الخامس عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الرابع عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثالث عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثانى عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الحادى عشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم العاشر * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم التاسع * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثامن * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم السابع * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم السادس * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الخامس * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الرابع * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثالث * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الثانى * دلائل الخيرات فى أيام الرحمات ...اليوم الأول * وأقبل رمضان الخير * كيف تستعد لشهر رمضان ؟ 2 * كيف تستعد لشهر رمضان ؟ 1 * إن الله ليطلع على عباده في هذه الليلة * كن نافعا أينما كنت 2 * كن نافعا أينما كنت 1 * البيت الرباني ...فيض إلهى * الثقة بالنفس * من يشارك في حصار غزة مرتد عن الإسلام * هل أنت متفائل ؟ * أتدرى ما يفوتك من الأجر بترك صلاة الجماعة؟(5) * سبع نصائح لحفظ كتاب الله (5) * هل أنت رجل ؟ (5) * هل أنت رجل ؟ (4) * هل أنت رجل ؟ (3 ) * هل أنت رجل ؟ (2) * هل أنت رجل ؟ (1) * إياك أن تجحد نِعَمَ رَبِّكَ * الصبر خلق الأقوياء ودرب الأوفياء * اقرأ قبل أن تقرأ * مواقف غضب فيها النبى صلى الله عليه وسلم * رائعة حافظ إبراهيم في عمر بن الخطاب * أرقام وإحصائيات ومعلومات متفرقة في القرآن الكريم * كف عليك هذا * واعجبى من دعاة السلفية * أَلاَ لعنةُ اللهِ على الطُّغاة البُغاة وحيَّا اللهُ الهُداة التَّقَاة * هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أكله وشربه * دُرَرٌ وَنَفَائِسٌ من الأقوال * كيف تتنزل علينا البركة ؟ * كيف يؤدي المسلم مناسك العمرة ؟ * من شرفاء مصر : أ. د. محمد علي بشر * من شرفاء مصر : م. خيرت الشاطر * من شرفاء مصر : حسن عز الدين يوسف مالك * من شرفاء مصر : الدكتور / عصام عبد الحليم حشيش * من شرفاء مصر : الدكتور / خالد عبد القادر عودة * فى ظل المحن ...علمتنى دعوتى * يوم أسود فى تاريخ مصر فى عهد الفرعون * يا مصر * الأدلة الشرعية على جواز المظاهرات * كلمات شعرية عن الوطن وحكامه في العهد الأسود * إخراج القيمة فى الزكاة * الإسبال * 1 اللحية * ورحل عنا فارس الكلمة * لماذا تحملون اوزار الفاسدين والظالمين ؟؟ * المرشد العام والكتلة البرلمانية ينعيان النائب ماهرعقل * وفاة الشيخ ماهر عقل * توقي أسباب الفتن * لكم الله يا أهل غزّة * كيف تعرف أن الله يحبك؟ * سين وجيم * • أيـن الـسـعـادة ؟؟؟!!! * صلاة الفجر هي مقياس حبك لله ا * حقائق مزعجة * من ننتخب من المرشحين؟ * هم العدو فاحذرهم * سبع تفيد العبد بعد موته * المقاطعة الاقتصادية :حقيقتها و حكمها * بيان في الحث على المقاطعة الاقتصادية * فتوى بوجوب المقاطعة * * أين أنت يا بلادي؟ * المنهج الإسلامي لعلاج مشكلة البطالة * عبد الرحمن : شهيد السيادة والكرامة * وقفة الوفاء والولاء * نصرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم * منتخب الساجدين : دروس وعبر * فى عهد فرعون اليوم : محلك سر * أه ثم أه * "جوجل" يخضع للضغوط الإسرائيلية * محمد أبو تريكة هداف المنتخب المصري * تنظيم المظاهرات في الإسلام * آداب وأحكام المطر والرعد والبرق والريح * غزة !!غزة!! "وأنا مالى" * حول غزة : يحيا أبو تريكة * غزة تستغيث ...هل من نصير * الزهار حاملاً بندقية نجله * فى ذكرى عاشوراء.....لكل فرعون نهاية * اّه يافلسطين ...الجرح النازف * فرعون الأمس........ وفرعون اليوم * هذي بلاد. . لم تعد كبلادى * الهجرة النبوية ..... وقفات تأملية * عام هجري جديد.. جدد العهد مع ربك * وقفة احتجاجية أمام "أبو حصيرة" بدمنهور ... * بشرى للمصريين : مدد ياسيدى أبو حصيرة * منافقوا اليوم.... ويل لهم * تهنئة بالعيد المبارك * أهمية الصلاة في حياة المسلم * حكم فقهى هام (صلاة النافلة جماعة) * الثبات.. صور ومعينات

هذه ليست بلادى

احسب وزنك

   

الجنس : ذكر انثى
الوزن :
الطول :
النتائج :
مساحة سطح الجسم : م2
الوزن بدون شحوم : رطل = كجم
الوزن المثالي لك هو : رطل = كجم
نسبة وزنك لمسطح الجسم : كجم/م2