انتهى مساء أمس المولد المزعوم للحاخام الصهيوني أبو حصيرة بقرية دمتيوه مركز دمنهور بمحافظة البحيرة، وغادرت الحشود الأمنية القرية وتم فك الحصار الأمني من على مداخل القرية، واستنشق أهالي دمنهور والقرية عبير الحرية التي فقدوها أثناء الاحتفالات।
وكان اليهود قد مارسوا في ليلة الجمعة مجونَهم ورقصَهم، وشربوا الخمر، وأكلوا اللحوم داخل الاستراحة "الفندق" كما يطلق عليها أهالي القرية المجاورة للقبر، وقام على حراستهم جنود الأمن المركزي، كما تمت إضاءة المكان بالكامل بواسطة مولِّدات كهرباء جاءت خصِّيصًا لإضاءته، ويقوم عليها فريق عمل متكامل لضمان إضاءة المكان بلا انقطاع، وهو الشيء الذي جعل الأهالي يزدادون حسرةً بسبب الاعتناء الزائد عن الحدِّ باليهود.
جديرٌ بالذكر أن الشركة التي نقلت اليهود إلى القبر اسمها "مونيكا ترافل"، وأكد الأهالي لـ(إخوان أون لاين) أن جنود الأمن المركزي المكلَّفين بحراسة اليهود تسوَّلوا من أهالي قرية دميتوه الطعام والشراب؛ حيث إنهم ظلوا في أماكن خدماتهم ساعاتٍ كبيرةً بدون طعام ولا شراب، وغير مسموح لهم بالحركة؛ لدرجة أن مدير أمن البحيرة كان موجودًا بنفسه منذ العاشرة صباحًا يوميًّا؛ ليتابع بجوار قيادات أخرى الموقف الأمني.
وعبَّر الأهالي عن سخطهم على التشديد الأمني، الذي واكب الاحتفالات اليهودية، ووصل لمنعهم من فتح محالِّهم أو التجوُّل أثناء الاحتفالات في قريتهم أو المرور من جوار القبر، بالإضافة إلى وجود العشرات منهم على أسطح منازلهم.
د. محمد جمال حشمت
وقال الدكتور محمد جمال حشمت- النائب الشرعي لمدينة دمنهور لـ(إخوان أون لاين)-: إن الحكومة المصرية فشلت للمرة المائة في الانحياز للقانون والشعب وإرادته ومصالحه ودستور الدولة، وانحازت لليهود والمشروع الصهيوني.
وأضاف: لقد استقبلت الدولة الضغوط بإلغاء ما يُسمَّى بمولد أبو حصيرة بصدر رحْب، ووفَّرت الحماية لشذاذ الآفاق، الذين لا حَقَّ لهم في الحضور بعد صدور أحكام نهائية تلغي هذه الاحتفالات، وقال إن السلطة التي لا تحترم قوانينَها تفقد شرعيتَها، والنظام بما قام به فقد شرعية وجوده، وأصبح غير شرعي على المستويين الشعبي والقانوني.
ووصف المهندس محسن القويعي- رئيس المجلس المحلي السابق لمدينة دمنهور وأحد قيادات الإخوان بالبحيرة- عدم احترام الحكومة لأحكام القضاء بأنها تُخرِجُ بذلك لسانها للعدالة، وقال: إن القضاء قد حكم بأنه لا يوجد شيءٌ اسمه أبو حصيرة يخصُّ اليهود، وكان يجب على الحكومة تنفيذ أحكام القضاء المصري التي تتشدَّق بأنها تحترمه، ولكنها داست، ولا تزال، هذا القانون بالنعال لصالح الصهاينة!!.
م. محسن عبد الفتاح القويعي
وأبدى دهشته مما حدث قائلاً: إننا لا نعلم لأي جهة تعمل الحكومة؟ هل تعمل للشعب المصري الذي أدَّت القسَم على خدمته والحفاظ على مصالحه وأمنه القومي أم تعمل لصالح العدو الصهيوني الذي يدنِّس أرض البحيرة بدمتيوه، والذي صرَّح في حقِّه الرئيس مبارك أن وزير خارجيته تسيبي ليفني قد تعدَّت الخطوط الحمراء معه؟!!
وطالب مدوِّنون مصريون يقودون حملةً على الإنترنت من خلال مدوّناتهم لوقف المولد- التي تحمل اسم "مدونون ضد أبو حصيرة"- الحكومةَ المصريةَ بتقديم استقالتها فورًا؛ لكونها بحسب تعبيرهم فقدت ركنين أساسيين من أركان تدعيم شرعية حكمها، وهما: احترام إرادة الشعب وأحكام قضاء الدولة.
وأطلقوا دعوةً إلى جميع المدوِّنين والكتَّاب والأحرار إلى التضامن معهم في حملة أسبوع التدوينات الغاضبة من أول العام الجديد حتى نهاية الأسبوع الأول منه؛ للتعبير عن الغضب والرفض لتكرار مثل هذه الاحتفالات والتضامن مع المحاصرين في غزة والمعذَّبين في فلسطين.
إرسال تعليق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق