الصبرخلق الأقوياء ودرب الأوفياء
** عندما بين الله سبحانه بأن الإنسان سيبتلى فى ماله ونفسه وأهله قائلا" ولنبلونكم بشيء من الخوف ......" فإلى ماذا دعانا؟ قال " وبشر الصابرين"
**وأيضا "{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ }آل عمران186
** وعندما تعرض طالوت ومن معه من المؤمنين لجالوت ومن معه من الكافرين , ماذا كان دعاؤهم؟ " {وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة250
** وعندما حرض الملأ من قوم فرعون علي موسى وقومه قائلين " أتذر موسى وقومه ....." فماذا كان موقف موسى ؟ " ...استعينوا بالله واصبروا..."
** وتمر الدعوة الاّن بظروف صعبة ...... فما الذي يجب أن نتحلى به من الأخلاق فى مثل هذه الظروف ؟ الصبر والذى هو خلق الأقوياء ودرب الأوفياء .
فنتاول الموضوع كالأتى :
1** مفهوم الصبرلغة وإصطلاحا.
2** الحقائق التى بنى عليها الصبر.
3** أهمية الصبر .
4** من مسميات الصبر:
5**هل الصبر خلق سلبى؟
6** الصبر فى القرآن والسنة
7** أنواع الصبر.
8** نماذج من الصابرين
9** كيف نتحقق بالصبر
10** أن نقوِّم أ نفسنا في التخلق بخلق الصبر
1** ما مفهوم الصبر؟
الصبر فى اللغة معناه :** الحبس والكن.
فى الإصطلاح الأخلاقى : ** حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع.
2** والصبر يعتمد على حقيقتين:
الأولى :** تتعلق بطبيعة الحياة الدنيا :**
فإن الله لم يجعلها دار جزاء وقرار بل جعلها دار تمحيص وامتحان يخرج الإنسان من امتحان ليدخل امتحانا آخر , فيكتب القدر على البعض صنوفاً من الإبتلاء , وليس أمام الفرد إلا أن يستقبل البلاء الوافد بالصبر والتسليم , وحتى النجاح فى أي مشروع دنيوى يلزمه صبر وعدم تعجل للثمر
ومادامت الحياة امتحاناً فلنكرس جهودنا للنجاح فيه وامتحان الحياة ليس كلاماً يكتب أو أقوالاً توجه إنها الآلام , إنها النقائض , إنها المظالم .
الثانية ** قتتعلق بطبيعة الإيمان :**
فالإيمان صلة بين الإنسان وبين الله عز وجل وإذا كانت صلات الصداقة بين الناس لا يعتد بها ولا ينوه بشأنها إلا إذا أكدها مر الأيام وتقلب الليالى واختلاف الحوادث ، فكذلك الإيمان لابد أن تخضع صلته للإبتلاء الذى يمحصها فإما كشف عن طيبها وإما كشف عن زيفها قال تعالى : " أحسب الناس أن يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " العنكبوت : 2**3
على هاتين الحقيقتين يقوم الصبر
3** أهمية الصبر :
** الصبر واجب بإجماع الأمة لأنه نصف الإيمان لأن الإيمان شطران نصفه صبر ونصفه شكر
**والصبر من معالم العظمة وشارات الكمال ومن دلائل هيمنة النفس على ما حولها
ولذلك كان الصبور من أسماء الله الحسنى فهو سبحانه يتمهل ولا يتعجل
قال تعالى : " وكأين من قرية أمليت لها وهى ظالمة ثم أخذتها وإلى المصير " الحج 47
** والصبر من عناصر الرجولة الناضجة والبطولة الفارعة
يقول الشيخ الغزالى رحمه الله:
فإن أثقال الحياة لا يطيقها المهازيل ، والمرء إذا كان لديه متاع ثقيل يريد نقله لم يستأجر أطفالاً أو مرضى أو خوّارين إنما ينتقى له ذوى الكواهل الصلبة والمناكب الشداد ، كذلك الحياة لا ينهض برسالتها الكبرى ولا ينقلها من طور إلى طور إلا رجال عمالقة وأبطال صبّارون ومن ثم كان نصيب القادة من العناء والبلاء مكافئاً لما أوتوا من مواهب ولما أدوا من أعمال ، عن سعد رضي الله عنه قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أى الناس أشد بلاءً ؟ قال : الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الناس على قدر دينهم فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشى على الأرض ما عليه خطيئة " رواه بن حبان
"فاختلاف أنصبة الناس من الجهد والتبعه والهموم الكبيرة يعود إلى طاقاتهم فى التحمل والثبات "
4** من مسميات الصبر:
والصبر لفظ عام ينتظم جملة فضائل وقد يسمى بأسماء كثيرة لكثرة مواطنه ومظاهره
وقد تعرض الإمام الغزالى لكثرة أنواع الصبر وألوانه واختلاف أسمائه باختلاف متعلقاته :
1**"إن كان صبراً على شهوة البطن والفرج: ( ماذا يسمى ؟) يسمى عفة
2** وإن كان عن احتمال مكروه اختلفت أساميه عند الناس باختلاف المكروه الذى غلب عليه الصبر( ماذا يسمى ؟) اقتصر على اسم الصبر
3** وإن كان فى احتمال الغنى ( ماذا يسمى ؟) سمى ضبط النفس وتضاده حالة تسمى البطر
4**وإن كان فى حرب مقاتلة سمى( ماذا يسمى ؟) شجاعة ويضاده الجبن
5**وإن كان فى كظم الغيظ والغضب( ماذا يسمى؟)سمى حلماً ويضاده التذمر
6** وإن كان فى نائبة من نوائب الزمان ( ماذا يسمى ؟) يسمى سعة
الصدر ويضاده الضجر والتبرم وضيق الصدر
7**وإن كان فى اخفاء كلام( ماذا يسمى ؟) سمى كتمان السر
8** وإن كان عن فضول العيش( ماذا يسمى ؟)سمى زهداً ويضاده الحرص
9** وإن كان صبراً على قدر يسير من الحظوظ( ماذا يسمى ؟) سمى قناعة
5** هل الصبر خلق سلبى ؟ كيف؟
وكثير من الناس يظنون أن الصبر خلق سلبى وأن معناه الإستسلام والرضى بالواقع والكف عن معالجة الأمور والإحتيال للخروج من الشدائد
وهذا فهم خاطىء ووهم فاسد فالصبر كما يكون جهداً نفسياً للتأبى على المعاصى والإبتعاد عن السيئات يكون فى كثير من الأحيان جهداً عملياً إيجابياً فيه حركة وفيه سعى وفيه إنتاج وفيه تحمل للتبعات وتعرض لجلائل الأعمال ومواقف الأبطال : كبف؟
6** الصبر فى القراّن والسنة:
أ** الصبر فى القرآن :**
** أكثر القرآن الكريم فى ذكر خلق الصبر:
** الصبر فى القرآن فى نحو تسعين موضعاً
** وقد كرر القرآن الأمر بالصبر فتكررت كلمة" اصبر" تسع عشرة مرة
كقوله تعالى : " واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين " هود آية 115 ، وقوله : " فاصبر إن وعد الله حق " الروم آية 60 ، وقوله : " ولربك فاصبر " المدثر آية 9 ،
-وتكررت كلمة "اصبروا: ست مرات
كقوله تعالى : " يآيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " آل عمران آية 200 ، وقوله " فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين " الأعراف آية 87 ،
- والقرآن يحدثنا بأن الصبر صفة الأنبياء والمرسلين
** فهو يقول فى سورة ص عن سيدنا أيوب عليه السلام " إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب "
** ويقول فى سورة الأنبياء" واسماعيل وادريس وذا الكفل كل من الصابرين "
** ويقول فى سورة يونس لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : " واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين "
** ويقول فى سورة الأحقاف مخاطباً إياه أيضاً : " فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ** " ويقول فى سورة الأنعام : " ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا"الأناعم آية 34 .
والصبر – كما يحدثنا القرآن– خلق أهل العزيمة القوية **
يقول الله تبارك وتعالى فى سورة الشورى : " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور " ويقول تعالى فى سورة لقمان : " واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور "
والصبر يكون فى مواطن الشدة والتعب التى يحتاج احتمالها إلى عزيمة –
ولذلك قرن كتاب الله تعالى بين ذكر الجهاد وذكر الصبر لأن فى الجهاد مشقة تستلزم العزيمة فجاء فى سورة البقرة قوله تعالى : " ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا افرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين "
- وجاء فى سورة آل عمران قوله تعالى : " بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين"
- ** وجاء فى سورة محمد قوله تعالى : " ولنبلونكم حتى نعلم المجادين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم "
-- كما قرن الله تعالى الصبر فى مواطن كثيرة بالأذى الذى يحتاج تحمله إلى عزيمة وإرادة : فقال تعالى فى سورة إبراهيم : " وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون "
ولما كان الصبر بهذه المنزلة جعل الله تعالى جزاءه عظيماً جليلاً ** **فالقرآن الكريم يخبرنا أولاً بأن أهل الصبر يستحقون البشرى فقال تعالى : " وبشر الصابرين "
** كما أخبرنا أن الصبر هو طريق الخير فقال تعالى فى سورة النحل : " ولئن صبرتم لهو خير للصابرين "
** كما أخبرنا سبحانه وتعالى أنه يحب الصابرين فقال فى سورة آل عمران : " والله يحب الصابرين "
** كما أخبرنا سبحانه وتعالى بأنه مع الصابرين ومعية الله هنا معية محبة وتأييد ونصر وتكريم ومعونة ومثوبة فقال فى سورة البقرة فى شأن الصابرين : " أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون "
** وقال فى سورة القصص : " أولئك يؤتون أجرهم مرتين بم صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون "
**كما ذكر القرآن الكريم أكثر من مرة أن عاقبة الصابرين هى نعيم الجنة
-- فقال عن عباد الرحمن فى سورة الفرقان : " أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً "
-- وفى سورة النحل : " ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "
** وينتهى بنا القرآن الكريم فى تكريم الصابرين إلى أن ثوابهم غير محدود بل هو موكول لفضل الله الذى لا حدود له ولا قيود فيقول تعالى : " إنما يوفى الصابرون أجرم بغير حساب "
ب** الصبر فى السنة :**
كرم الإسلام أهل البلاء وواسى المتعبين مواساة تطمئن بالهمم وتخفف آلامهم ،
** عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله r " مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج ، ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذبة على أصلها ولا يفيئها شىء حتى يكون انجعافها مرة واحدة " رواه مسلم
فالمؤمن المكافح فى الحياة هدف لمشاكلها الجمة أما العاجز الهارب من الميدان فماذا يصير
** وذلك سر قوله r " من يرد الله به خيراً يصب منه " رواه البخارى
وقوله r " إذا أحب الله قوماً ابتلاهم فمن رضى فله الرضى ومن سخط فله السخط " رواه الترمذى ،
وما ادخره الله لأولئك الصابرين يفوق ما ادخره لضروب العبادات الأخرى من ثواب جزيل ،
** قال رسول الله r " يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت بالمقاريض " رواه الترمذى
****وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها فى عمل ابتلاه فى جسده أو ماله أو فى ولده ثم صبر على ذلك حتى يبلغه المنزلة التى سبقت له من الله عز وجل " رواه أحمد
وعلم النبى r أصحابه الصبر عند نزول البلاء
** فعن أسامة بن زيد قال : " كنا عند النبى r فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبياً لها أو ابناً لها فى الموت فقال الرسول r : إرجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شىء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب " رواه البخارى
7**أنواع الصبر
صبر على الطاعة وصبر عن المعصية وصبر على النوازل
أ** الصبر على الطاعة
فأما الصبر على الطاعة : فأساسه أن أركان الإسلام اللازمة تحتاج فى القيام بها والمداومة عليها إلى تحمل ومعاناة
أذكر نماذج للطاعات التى تحتاج إلى صبر؟
**** فالصلاة مثلاً فريضة متكررة يقول الله فيها " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً والعاقبة للتقوى " طه : 132
ويقول تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " البقرة : 45
****وعشرة المؤمنين والإبقاء على مودتهم والإغضاء عن هفواتهم خصال تعتمد على الصبر الجميل قال تعالى : " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه " الكهف : 28
****والتواصى بالحق قرين التواصى بالصبر وقد أقسم عز وجل على أن فلاح البشر منوط بهما " والعصر إن الإنسان لفى خسر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " سورة العصر
ب** والصبر على المعاصى :
هو عنصر المقاومة للمغريات التى بثت فى طريق بالشهوات . والإقبال على المكاره والإدبار من الشهوات لا يتأتى إلا بصبر ، ... وهو روح العفاف الذى يحمى المؤمن من أوكار الدنايا ومكر السيئات ، قال تعالى : " ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين " الأعراف : 126
ج- الصبر على يصيب المؤمن فى نفسه أو ماله أو منزلته أو أهله
وتلك كلها أعراض متوقعة وهيهات أن تخلو الحياة منها قال تعالى : " ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " البقرة : 155**157
**** وعن أم العلاء – وهى من المبايعات قالت : دعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة فقال " يا أم العلاء أبشرى فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الحديد والفضة " رواه أبو داوود
**** وفى حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر واحتسب وقال ما أمره الله بثواب دون الجنة " رواه النسائى في السنن الكبرى .
8** نماذج من الصابرين :
** روى عن أم سليم رحمها الله قالت توفى ابن لى وزوجى أبو طلحة غائب فقمت فسجيته فى ناحية البيت فهيأت له إفطاره فجعل يأكل فقال : كيف الصبى ؟ فقلت بحمد الله لم يكن منذ اشتكى بأسكن منه الليلة ثم تصنعت له كأحسن ما أتصنع له قبل ذلك حتى أصاب منى حاجته ثم قلت ألا تعجب من جيراننا ؟ قال : وما لهم ؟ قال : أعيروا عارية فلما طلبت منهم واسترجعت جزعوا فقال بئس ما صنعوا ، فقلت هذا إبنك كان عارية من الله تعالى وإن الله قبضه إليه فحمد الله واسترجع ثم غدا على رسول الله r فأخبره فقال " اللهم بارك لهما فى ليلتهما " رواه البخارى
قال الراوى " فلقد رأيت لهم بعد ذلك سبعة فى المسجد كلهم قد قرأوا القرآن" مختصر منهاج القاصدين
9** كيف نتحقق بالصبر ؟
1. الإستعانة بالله فى تعود الصبر والإستمساك به قال تعالى " واصبر وما صبرك إلا بالله " فهو سبحانه الذى يهب عبده نعمة الصبر إذا حاول العبد التزين به ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله r " ..... ومن يتصبر يصبره الله " رواه البخارى
2. التأسى بالأنبياء والصالحين والصابرين قال رسول الله r " إن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم " رواه البخارى فهو نبى تربى فى حجور الأنبياء وتحدر من شجرة عريقة وهو كريم على الله بالإجتباء والرسالة فانظر إلى هذا الكريم كيف قضى مراحل حياته وهو يخرج من ضائقة ليدخل فى أختها
ماذا تعرف عن بلاءاته؟
فقد أمه وهو طفل ثم تآمر عليه أخوته فاختطفوه من أحضان أبيه ورموا به فى البئر ليلقى فى غيابها مصيره المجهول واستنقذه السيارة ثم يبيعوه بثمن بخس فى سوق الرقيق وابتاعه ملك مصر فما إن أواه القصر حتى تعرض للدسائس الماكرة فاتهم وهو العفيف بأنه يبغى السوء ومع ظهور براءته طرح فى السجن مع الأشقياء لا اياماً أو شهوراً بل بضع سنين
لو أن شخصاً آخر ينظر فى ماضيه فوجده مثقلاً بالآلام على هذا النحو لضاق بالأرض وتنكر للسماء بيد أن يوسف الصديق بقى متألق اليقين وراء جدران السجن يذكر بالله من جهلوه ويبصر بفضله من جحدوه "
3. إدراك حقيقة الدنيا وأنها لا تدوم على حال : ذلك على حد قول الشاعر :
عرفنا الليالى قبل ما نزلت بنا فلما دهتنا لم تزدنا بها علماً
4. استشراف فجر الفرج فذلك من شأنه أن يهون المصائب والآلام
5. لزوم الصحبة المؤمنة التى تذكر بالله وقت المحن والمصائب مثل الأعرابي الذي ذكر سيدنا عبد الله بن عباس عند وفاة سيدنا العباس قائلاً له :
وخير من العباس صبرك عليه والله خير منك للعباس
فقال سيدنا عبد الله بن عباس ما عزاني أحد بمثل هذا
6- التصبر : وفى الحديث " ... ومن يتصبر يصبره الله وما أعطى احد عطاء خيراً وأوسع من الصبر " رواه البخارى .
10** التقويم :**
م | المظاهر | دائماً 4 | غالباً 3 | أحياناً 2 | نادراً 1 |
1 | أحمد الله سبحانه وتعالى عندما تنزل بى مصيبة | | | | |
2 | أوقن أن ما أصابنى لم يكن ليخطئنى | | | | |
3 | أصبر على هنات إخوانى | | | | |
4 | أواظب على الصلاة فى جماعة | | | | |
5 | أحرص على الصف الأول | | | | |
6 | أحافظ على وردى القرآنى اليومى | | | | |
7 | أغض بصرى عن الحرام | | | | |
8 | أتواصى بالصبر مع إخوانى | | | | |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق