وقفة الوفاء والولاء
الحمد لله خالق الأكوان ، ومصرف الأزمان ، أحمده سبحانه على نعمة الأمن والإيمان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يخرج عن تدبيره و بطشه وانتقامه إنس ولا جان وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله للثقلين الإنس والجان صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع نهجه وسنته على مر الزمان.أما بعد:.
نحن اليوم في وقفة الوفاء والولاء , وقفة العزة والإباء وقفة النصرة والإخاء
وقفنا اليوم لنرضى الله ونشهد التاريخ أننا مع الحق ماحيينا وأننا للباطل بالمرصاد مهما كلفنا وأننا في طريق الإصلاح ماضون مها عانينا وقفنا اليوم نصرة للمقاومة في فلسطين ......نصرة للمجاهدين
***وقفنا اليوم لأداء واجبات ثلاث :
:أداء للواجب الشرعي وأداء للواجب الوطني وأداء للواجب الإنساني
**أما عن الواجب الشرعي :
- فكما قال الله {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71
- وقال عليه الصلاة والسلام" –المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله ، كل المسلم على المسلم حرام ، عرضه وماله ودمه ، التقوى هاهنا ، بحسب امرؤ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم )" حديث صحيح (.
- وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } . وفيهما عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ) المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا , وشبك بين أصابعه (
. وهنا يتساءل أحدهم ؟ وما فائدة هذا الذي نقوم به؟. أقول لك:
** إعذار إلى الله وخروج من الإثم الشرعي :
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم ....."
وهل هناك منكر يرى أكبر مما نشاهد من قتل وتدمير للمسلمين ولا يتحرك أحد؟
- وقال : ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليوشكن اللّه أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم)
- وقال (إن اللّه لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه، فلا ينكرونه، فإذا فعلوا ذلك عذب اللّه الخاصة والعامة) "رواه أحمد"
- وعن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها، كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها، كان كمن شهدها)
فقيامنا هو :
**قيام بواجب الجهاد والنصرة : (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)
** وتنبيه للغافلين من المسلمين : ليس أنتم فقط ولكنكم رسل لأقوامكم
**وتذكير للحكام : بأن هذا السكوت المخزي المهين سيلقى بهم في مذبلة التاريخ وسيصابون بالخزي في الدنيا والآخرة وسيجرون الويلات علينا جميعا
وأنا أتساءل وماذا بأيدينا أن نفعله والحال كما تعلمون : لانشكو إلا إلى الله:
يارب نشكو إليك حكومات تكيد | لنا وتفتح للأعداء أحضانا |
تشكوا إليك أفواها مضللة | كم أوسعونا إشاعات وبهتانا |
مازال فينا ألوف من أبى لهب | يؤذون أهل الهدى بغيا وعدوانا |
مازال لابن سلول شيعة كثروا | وأضحى النفاق لهم وسما وعنوانا |
والحاكمون غدا الكرسي ربهم | يقدمون له الأوطان قربانا |
يارب نصرك فالطاغوت أشعلها | حربا على الدين إلحادا وكفرانا |
يارب إنا ظلمنا فانتصر وأنر | طريقنا واحبنا بالحق سلطانا |
** وأداء للواجب الإنساني :
فأنتم مدعوون للتبرع والدعاء والمقاطعة
** وأداء للواجب الوطني :
فهذه الكارثة التي حلت بفلسطين هي دمار وهلاك لنا جميع لأنكم تعرفون جيدا المثل القائل :
"ًكلت كما أًكل الثور الأبيض"
كلمة قالها الثور الأسود حينما جاء يتفرسه الأسد بعد أن قضى على الأبيض ثم الأحمر
ولكن ماذا نصنع في هذا الجبن والهلع من حكومات العرب وهم بصريح العبارة ساروا في الطريق الذي حذر القرءان منه " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
﴿ وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ق ﴾ هل يتوقع من نصارى ويهود وأدواتهم لأمة الإسلام غير الإجرام والقتل والسجن.. فسبحان الله.. هذه دنيا المسلمين.. سجن في شرق بلادي وسجن في غرب بلادي، سجن هي كل بلادي.. فمتى نتحرك لرفع الذل عنا؟ متى؟ ...... متى تتحرك جيوش المسلمين؟
### إن من أجبن العرب رجلا يدعى أبو حشية النميري اتخذ سيفاً من خشب فكان يجلس في آخر قبيلته عند القتال فإن انتصروا ضارب معهم وإن انهزموا فرّ و كان يسمي سيفه ملاعب المنية و يعرضه أمامه و يقول : يا سيف كم من نفس أهدرتها و من دم أسلته
قال عنه ابن قتيبة في عيون الأخبار وصاحب العقد الفريد : دخل كلب في ظلام الليل بيته فخرج هو و زوجته من المنزل و تناول سيفه الخشبي و قال : الله أكبر وعد الله حق فاجتمع أهل القرية و قالوا : مالك ؟ قال: عدو محارب انتهك عرضي دخل عليّ بيتي و هو الآن في البيت، ثم قال: يا أيها الرجل إن تريد مبارزة فأنا أبو المبارزة و إن تريد قتلاً فأنا أم القتل كله و إن تريد المسالمة فأنا عندك في مسالمة قال : فبقي يضرب الباب بالسيف و ينادي فلما أحس الكلب بجلبة الناس خرج من بينهم فألقى السيف من الخوف و قال : الحمد لله الذي مسخك كلباً و كفانا حرباً .
عفوا وعذرا يا أبو حشية النميري... عفوا وعذرا!!!
فوالله مع جبنك وشدة خوفك أنت بطل بالنسبة لحكام زماننا... فهم قليلوا المروءة اذناب للامريكان... لا يُظهرون قوتهم الا على شعوبهم لقمع المظاهرات والاحتجاجات وكم الافواه وقطع الالسن التي تُطالب بالاطاحة بهم.
عفوا وعذرا يا أبو حشية النميري... عفوا وعذرا!!!
ها هي لبنان تُقصف وبيوتها تُهدم وحقولها تُجرف ونساؤها تُرمل... والحكام وجيوشهم يشاهدون ما يجري على استغراب ودون استحياء... بضعة أفراد مجاهدين اخلصوا النية لله- ولا أقول القادة, أروا يهود ما لم تراه منذ سنين بل قل ما كان يجب أن تراه منذ أكثر من 50 عاما.
عفوا وعذرا يا أبو حشية النميري... عفوا وعذرا!!!
ذكر عمرو بن معد يكرب الزبيدي عندما سأله عمر بن الخطاب عن أجبن رجل لاقاه فقال: يا أمير المؤمنين كنت أشن الغارة فرأيت فارساً لابساً لأمة الحرب، وهو راكب على فرسه فقلت:
يا بنىّ خذ حذرك فإني قاتلك لا محالة، فقال لي: و من تكون ؟ فقلت: عمرو بن معد يكرب فسكت ودنوت منه فوجدته قد مات، فهذا أجبن من لقيت. ذكره في كتاب بدائع السلك لابن الأزرق.
أيها الجُبناء:
موتوا بخوفكم... فوا لله يوشك أن يطلع عليكم يوما تتمنون فيه الموت فلا تجدوه.
أيها الحكام يا من تعتبرون عمل المقاومة الشريفة مغامرة :قال فيكم المتنبي :
يرى الجبناء أن العجز عقل وتلك خديعة الطبع اللئيم
ما بال قومي على درب الهوى هاموا فى ساحة الهزل إقدام وتضحية قوم إذ ركعوا فالغرب قبلتهم يستوهبون من الأعداء لقمتهم إن الرؤوس التي بالعجز تخذلنا فأغلب الظن أن الرأس خائنة ياغزة يالبنان نبئ عن عداوتهم أرواح قتلى الأبرياء تلعنهم أين المروءة فى الأقوام إذ قبلوا يامصر أين سيوف العز مشرعة من رام حلا ففي القرءان بغيته وسيرة المصطفى فيهم لموعظة | مسخ إذا قعدوا مسخ إذا قاموا فى ساحة الجد تقصير وإحجام ويفطرون على خمر إذا صاموا والحال ينبى أن الكل أنعام يحل فيها إ1ذذا أنصفت إعدام وأغلب الظن أن الكل خدام أسمع الصم أيقظ كل من نامو أين الرجال فكل العرب أيتام أن تخفق اليوم للأوغاد أعلام أين الأشاوس والبطال ياشام آيات رب الورى فصل وإحكام لو أن قومي لهم بأٍس وإقدام |
أيها المسلمون ثقوا فى الله وحده بأنه أقوى من أمريكا وإسرائيل ولا تسمعوا للعجزة والمثبطين :
وأريدك أن تتأمل هذين الحالين كما صوره القراّن الكريم :
حال الجبناء الضعفاء 1-" لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده" 2-"لو أطاعونا ما قتلوا" 3-"إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم....." 4-"نخشى أن تصيبنا دائرة" 5-"إذ يقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض غر مؤ لاء دينهم" | وحال الأقوياء الشرفاء " كم من فئة قليلة غلبة فئة كثيرة بإذن الله ...." ( البقرة) " قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين " .... ( اّل عمران) " حسبنا الله ونعم الوكيل" ( اّل عمران) " فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده" ( المائدة) " ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم" ( الأنفال) |
ولا تكون تخذيلاً للمجاهدين، أو تعويقاً لهم، أو انتقاداً لجهادهم، أو سَلْقاً لهم بألسنةٍ حِدَاد. وقد قال ربُّنا عزّ وجل عمَّن يفعل ذلك: (قد يَعْلَمُ الله الـمُعَوِّقين منكم والقائلين لإخوانهم هَلُمَّ إلينا، ولا يأتون البأس إلا قليلاً(18) أشِحَّةً عليكم، فإذا جاء الخوف رأيتَهم ينظرون إليك تدور أعيُنُهم كالذي يُغْشَى عليه من الموت؛ فإذا ذهب الـخَوف سَلَقوكم بألسنةٍ حِدَاد، أشِحَّةً على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم) [الأحزاب: 18-19].
. وخاطـب الله المتخاذلـين والمتـردّديـن بقولـه: (أتخشونهم فالله أحق أن تَخْشَوْهُ إن كنتم مؤمنين)، وخاطب جُنْدَه المجاهدين بقوله: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم، ويُخْزهم، وينصركم عليهم، ويَشْفِ صدورَ قوم مؤمنين، ويُذْهِبْ غيظَ قلوبهم).
ليست أمريكا شيء خارق للعادة، ولا هيَ ماردٌ لا يُطال ، كما صوَرَها لكم عَبيدُها ، بل هي أدنى من ذلكَ وأوضع ، وأضعفُ ممَّا قد يُقال ، وعارضٌ لا بُدَّ أن يـُزال ، ما هي إلاَّ نَمِرٌ مِنْ ورق ، فوا لله ما أظهَرَ قوتـَهُمْ غيرُ ضَعفِنـَا ، وما عَلـَتْ علينا ، ولا تمكنتْ مِنَّا ، إلا بخيانةِ الأنذال ، وهو ممَّا لا يُستغربُ منهم ، فهذا دَيدَنُهُم ، وقد جُبـِلوا على الخيانةِ ، وخانوا الأمانة َ، واستمرؤوا الإهانة ، بل المستغربُ صَمْتُ الأمَّةِ ورضاها ، إلاَّ مَنْ رَحِمَ الله
إخوة َالإيمان :
إنَّ من أعظم ِما يُثبِّطُ العزيمة َ، ويُضعِفُ الهمَّة َ، أن يملأ اليأسُ قلبَ المسلم ِفيقنـَطَ من رحمةِ اللهِ جَرَّاءَ دعاياتٍ مُضَلـِّلـَةٍ يَبـُثـُّهَا الكفارُ وأعوانُهُم من حكام ٍضعفاءَ ، وموظفينَ أجراء ، حينَ يُعلِنونَ ضَعفـَهُم مُستسلمينَ بأنْ لا طاقة َلنا اليومَ بأمريكا، كما قالت بنو إسرائيلَ لموسى عليه السلام : ﴿ لا طاقة َ لنا اليومَ بجالوتَ وجنودِهِ ﴾ فهُم يُمثلونَ بني إسرائيل ، حينَ يخشوْنَ من جالوتِ أمريكا وليِّ نعمَتِهم ، وقد اتخذوا من بيتِهِ الأبيضَ قبلتـَهُم ، متذرعينَ بضعفِهم ومُتمسكينَ بقراراتِ مجلِسِهِ ومراسم ِهيئاتِهِ وَنـُظـُم ِمبدئِهِ ، هؤلاء ِالأمراءُ والزعماءُ وَمَنْ شاكـَلـَهُم ، وقد عَمَدُوا بسياستِهـِم إلى تيئيس ِالأمَّةِ وتلوين ِ شخصيتِهَا حتى غـَدَتْ من غيرِ لون ٍيُمَيِّزُهَا ، أوفكرٍ يُهَذبُهَا ، حتى أوصلوهَا إلى ما آلَ إليهِ حالـُهَا ، من ضعفٍ ويأس ٍلتفقِدَ حرارة َالعقيدةِ وثـقتـَهَا بنفسِهَا ، فقد رَوَّعُوهَا بيهودَ ، وَهُم أهونُ خلق ِاللهِ على اللهِ ، وأجبنُ خلق ِاللهِ مِمَّنْ خلق ، يومَ اصطنعوا حروباً وهميَّة ً تؤكـِّدُ ما ادَّعُوهُ من ضَعفٍ لأنفـُسِهم ، ولِـيُظهـِروا قوَّة َعَدُوِّهِمُ الزائفةِ التي ما كانت لِتكونَ لولا خياناتِهم وتخاذلِهم ، ثـُمَّ قالوا : إنْ كانَ هذا حالـُنا مَعْ إسرائيلَ فكيفَ بهِ مَعْ أمريكا ودول ِالغربِ إذِ اجتمعوا علينا !!!
أيها الأحبة في الله قولوا لمن تسلل إلى نفسه شيء من هذه الأوهام من أهلك قوم نوح ؟ من أمر السماء بأن تمطر فأطاعته وأمطرت ماء منهمرا ؟ من أمر الأرض فأطاعته وتفجرت عيوناً ؟ إنه..الله..إنه الله..من أهلك عادا وثمود؟ إنه الله ..... فقولوا لمن عظمت في قلوبهم قدرة البشر الضعفاء ، أعطونا من يفعل مثل ذلك ؟ فإن لم يفعلوا ولن يفعلوا فقولوا لهم أما آن لقلوبكم أن توقن بتلك القاعدة الربانية {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}(3).
الحمدُ للهِ القائل ِفي الآيةِ الخامسة َعَشْرَة َمن سورةِ الحجِّ : ﴿ من كان يَظنُّ أن لن ينصُرَهُ الله ُ في الدنيا والآخرة ِفليمدُد بسببٍ إلى السماء ِثمَّ ليقطعْ ، فلينظرْ هل يُذهبنَّ كيدُهُ ما يَغيظ ﴾
في هذهِ الآيةِ الكريمةِ يصفُ الله ُعزَّوجلَّ حركة َاليائِس ِمن نصر ِاللهِ لهُ في الدنيا والآخرةِ فيقول :﴿ فليمدُد بسببٍ إلى السماء ﴾ أيْ : فليربط حبلا ً في سقفِ بيتِهِ وقد لفـَّهُ حولَ جيدِهِ (أي عُنقِهِ) ثـُمَّ ليقطع( أي : فليلقي نفسَهُ من عليٍّ لِـيُشنـَق) فلينظر، هل يُذهبنَّ كيدُهُ ما يَغيظ ، أيْ : هل يُشفي ذلكَ ما يجدُ في صدرهِ من الغيظِ 0
وَخُلاصة ُالقول ِ: من كانَ يَظنُّ أنَّ اللهَ ليسَ بناصرٍ محمداً وأَمَّـتـَهُ وكتابَهُ ودينَهُ حتى يُظهـِرَهُ على الدين ِكـُلـِّهِ فليقتـُلْ نفسَهُ شَنـْقاً ، كمَداً وغَيظاً ، إن كان ذلك يَشْـفي غليلـَهُ ، لأنَّة منْ مستلزماتِ الإيمان ِأنَّ اللهَ مؤيدُهُ ، وناصرُ دينِهِ لا محالـَة َ، من غيرِ شكٍ أوِ ارتياب ، وصدقَ اللهُ :﴿ ولينصُرنَّ اللهُ من ينصُرُهُ ، إنَّ اللهَ لقويٌ عزيزٌ ﴾
أيها المسلمون:
كونوا مِنَ الفئةِ الظاهرةِ التي وصفها رسولُ اللهِ فقال :( لا تزالُ طائفة ٌمن أمَّتي على الدِّين ِظاهرينَ ، لعدوِّهِمْ قاهرينَ ، لا يضرُهُم مَنْ خَالـَفـَهُم ، إلاَّ ما أصابَهُم من لأواء ، حتى يأتيَهُم أمرُ اللهِ وهم كذلك ، قالوا : يا رسولَ اللهِ : وأينَ هم ؟ قال ببيتِ المقدس ِوأكنافِ بيتِ المقدس ِ) 0
وكونوا منَ الغرباءِ نـُزَّاعَ القبائل ِ،أولئكَ الذينَ مَدَحَهُمْ رسولُ اللهِ فقال : ( إنَّ الإسلامَ بدأ غريباً وسيعودُ غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ، قيلَ وَمَن الغرباء ؟ قال النـُّزَّاعُ من القبائل ِ) وفي رواية : ( فطوبى للغرباء الذين يُصلِحونَ ما أفسدَ النَّاسُ منْ بعدي من سُنـَّتي ) وفي رواية :( يَصْلـُحُونَ إذا فسَدَ النَّاس) وقد بيَّنَ الرسولُ واقعَ النـُّزَّاع ِ فقال : ( إنَّ للهِ عباداً ليسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ ، يغبـِطهُمُ الشهداءُ والنبيونَ يومَ القيامةِ لِقربهم من اللهِ تعالى ومجلسِهم منه ، فجَثا أعرابيٌّ على رُكبتيهِ فقال : يا رسولَ اللهِ صِفهم لنا ؟ وحَلـِّهم لنا، قال : قومٌ من أفناء ِالنَّاس ِ، من نـُزَّاع ِالقبائل ِتصادقوا في اللهِ وتحابُّوا فيهِ يضعُ الله ُعزَّ وجلَّ لهم يومَ القيامةِ منابر من نور، يخافُ النَّاسُ ولا يخافونَ،هم أولياءُ اللهِ عزَّ وجلَّ الذينَ لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون )
ثـقوا بالنَّصرِ والتمكين ِ: ولو بعدَ حين ، وكونوا مِنَ الآمرينَ بالمعروفِ الناهينَ عن ِالمنكرِ، تلبية ً لتوجيهِ مُحمدٍ وقد جاءَهُ رجلٌ وهو على المنبرِ فقال : ( مَنْ خير الناس ِ يا رسولَ الله ؟ قال : آمرهم بالمعروفِ وأنهاهُم عن المنكرِ وأتقاهُم للهِ ، وأوصلـُهُم للرَّحِم )
وكونوا مَعَ العاملينَ للإسلام : ِلتكونوا شُهداءَ على النَّاس ، ويكونَ لكمُ السَّبـْقُ ، وقد كنتم منَ الذينَ جَرَى النصر على أيديهم لتفوزوا ، ليكونَ أجرُ الواحدِ منكم بأجر ِخمسينَ مِنَ الصحابةِ ، كما وَعَدَ البشيرُ النَّذيرُ سيدُ وَلـَدِ آدمَ عليهما السلام ، إذ يقولُ : ( إنَّ مِنْ ورائِكـُم أياماً الصَّبرُ فيهنَّ مثلُ القابض ِعلى الجمر ، للعامل ِفيهنَّ ، مثلُ أجرِ خمسينَ رجلاً يعملونَ مثلَ عملِكم ، قالوا : يا رسولَ اللهِ : أجرُ خمسينَ منـَّا أم منهم ؟ قال بل أجرُ خمسينَ منكم) .
ونشيدنا:
ضع في يدي القيد ألهب أضلعي بالسوط ضع عنقي على السكين
لن تستطيع حصار فكرى ساعة أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي , وقلبي في يدي ربى ناصري ومعيني
سأعيش معتصما بحبل عقيدتي وأموت مبتسما ليحيا ديني
اللهَ أسألُ أنْ نكونَ وإيَّاكـمُ منهم ، وأنْ يجعلنـاَ مِمَّنْ يستمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنهُ ، وآخرُ دعوانا أن ِالحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق