فى ظل المحن ...علمتنى دعوتى
لقد أصدرت محكمة ُ الرَّدَى , ونطق قاضى الجور , أصدرت محكمة الردى حكمها طغيانا , ونطق قاضى الجور قراره عدوانا , و ذلك في يوم نكد من أيام مصر النحسات ويوم بئيس من أيامها الكئيبات , صدر حكم الطغيان وقرار العدوان علي كوكبة من علماء وأساتذة ورجالات مصر الشرفاء, في يوم سيذكره التاريخ بكل أسى وتَتَدَارَسه الأجيال بكل لوعة ويقرؤه الأحرار بكل حسرة ,
صدر الحكم في عهد من عهود حكم الطغيان , في عهد طاغوت مصر الأكبر وفرعونها الأشِر
في مصر للتهم النكراءِ قائمةُ
إن لم تكن هذه فبِِأُختها بدَلاً
من قال أفِِّ كأن قد قال منكرةًََ
أو واهٍِِ ثوى فى السجن معتقلاً
يامصرُ حتى متى نعنوا لهم إبلاً
لجًَ الذَِئابُ وبات الليلُ متًَصِلا
عصابةُُ من رفاق السوءِ تحكمنا
أرهقت شعبَنا من حكمها عِللا
الناس من هونهم ملوا حياتهم
وغدا شعبُنا في سوئِه مثلاً
هذه ليست دياريَ الذي عرفتُ
ولولا إيماني لقليتها مللا
نعم أقول انتهت هذه المهزلة بامتياز في هذا اليوم في الخامس عشر من أبريل , 2008ويا للعجب العجاب ! ولا عجب في عهد الفرعون الأشِر , حيث يصدر في نفس اليوم حكم تبرئة لبعض من رموز الفساد وأدوات الاستبداد في بلدي ممن تاجروا بحياتنا من خلال أكياس الدم الملوث الفاسد التي استوردوها لمستشفياتنا وأشقوا بها البلاد والعباد ومن بينهم القيادي بالحزب الحاكم هاني سرور.
وكأن النظام البائس رفع شعارا:
"كن فاسدا تعش حرًّا أبدا فإن أردت إصلاحا سُقِيتَ الحنظلا"
أقول :
لو لم أكن صاحب دعوة لو صفت الفرعون اليوم بما وُصِفَ به فرعون الأمس :
- حين قال ربنا سبحانه {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }القصص4
- وأيضا ما حكاه القران {وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ }الأعراف127
- وقوله {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى }النازعات24
- وقوله {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ }القصص38
- وقوله {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }غافر26
لو لم أكن صاحب دعوة ورسالة لقلت :
إن فرعون الأمس خير من فرعون اليوم حيث أن فرعون الأول حاور موسي وجادله :
" قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ "
أما فرعون اليوم فحاله هو :
-- {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ }الأنفال22
-- {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179
أقول لو لم أكن صاحب دعوة ورسالة :
لوسعني ما لم يسع الجماعة ولوصفتُه بذلك وشبهتُه بما ذكرتُ ولقلتُ ما قلتُ , ولكن لأن دينَنا يعلمنا أن لا نُشغل أنفسنا بالحكم على الأشخاص وتصنيفهم , ودعوتَنا على ذات الدرب تسير تُعلِّمُنا المبادئ والقيم , وأن نُشغِل أنفسنا بالعمل , ونتحمل التضحيات أيا كان حجمها في سبيل إعلاء كلمة الله , وتحقيق شرع الله , ورفع الظلم عن أمتنا , علمنا ذلك ديننا ورسمت معالم السير فيه دعوتنا فجعلتُ لا أنفعل ولا أثور من تلك الأحكام الجائرة لأننا لا نعمل لأنفسنا ,وليقيني التام الذي لا يخالطه ريب أن هناك يوما سيقفُ فيه الناس بين يدي الله وسيقف قاضي الأرض أمام قاضي السماء ويقال فيه للشامات والأعلام أمثال المهندس خيرت الشاطر ومن معه ..... يقال لهم يا من ظلمتم :" قفوا وتحَكَّموا" ويقال للطاغوت الأكبر وزبانيته وقاضيه "لا تتكلموا " نعم يقال للمظلوم" قف و تحكم" ويقال للظالم "لا تتكلم "
--" وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ "(42)
--" يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" [غافر : 52]
--" وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "(20)
يومئذ يتبرَّأُ التابِع من المتبوع والمتبوع من التابع , ولا ينفع عذر القاضي ولا الجندي ولا الضابط حين يقول : انا عبد مأمور !!!! لا..
- الم يسمعوا قول ربهم (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ)(القصص: من الآية8)
- فلم يغنى فرعون عن الجنود (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ) (العنكبوت:39)
- (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) (القصص:40)
-- "إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ "(167)
--" يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً" (68)
--" وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ (32)."
ولذلك فنحن نصبر ونحتسب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا " حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ "
وأقول ما قاله الشاعر:
صبرا أخي في محنتي وعقيدتي
لا بد بعد الصبر من تمكين
ولنا بيوسف أسوة في صبره
وقدارتمى في السجن بضع سنين
هوّن عليك الأمر لا تعبأ به
ان الصعاب تهون بالتهوين
أمس مضى واليوم يسهل بالرضي
وغدا ببطن الغيب شبه جنين
لا تيأس من الزمان وأهله
وتقل مقالة قانط وحزين
يا رب خلص مصر من أعداءها
و أعن على طاغوتها الملعون
لو لم أكن صاحب دعوة ورسالة!!!
لثرت علي كل من يؤذيني ويسعي لقطع قوت أولادي ويعمل علي تدمير حياتي , نعم ثُرت وأشعلتها نارا تحرق الأخضر واليابس ولكن ديني ودعوتي لم يعلِّماني ذلك , لأن هذه البلاد هي بلادي أحميها وأفديها وأحتضنها وأدافع عنها لأننا نحن الآباء الحقيقيون لهذه البلد , أقصد الأبناء الحقيقيين لهذه البلد , وأنتم تعلمون جيدا قصة المرأتين اللتين جاءتا إلي سليمان عليه السلام ليحكم لهما في طفل تنازعا عليه , كلاهما يدَّعى أمومته....................
فمن تاريخ الأمم والأنبياء ما يرويه لنا نبينا صلى الله عليه وسلم: (أن امرأتين ولد لكل واحدة منهما ولد، فغفلتا عن ولديهما، فجاء الذئب وخطف واحداً من الولدين، فاختلفتا في الولد الموجود، وكل واحدة منهما تدعيه لنفسها، فجاءتا إلى نبي الله داود، وسمع منهما، فحكم به للكبرى، فمرتا على سليمان، فسألهما عن خبرهما، فقالت: هذا ولدي حكم به داود لهذه، فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما نصفين، فقالت الصغرى: لا تفعل، هو لها، ولا تشق الولد، فانتزعه من الكبرى ودفعه إلى الصغرى)؛ فالكبرى لم تمنع من شقه؛ لأنها وترت في ولدها وتريد أن توتر الأخرى مثلها، ولما رأى شفقة الصغرى من أن يشق الولد نصفين واختيارها أن يبقى حياً في يد الغير أولى من أن يكون ميتاً، فعرف من قرينة عاطفة الأم أن الولد لها، وعرف من تساهل الأخرى أنها لا تبالي، فانتزعه من الكبرى، ودفعه للصغرى. )
نعم ...فهذه بلدنا لا بلدهم , نحميها ونفديها ونسعى لخيرها ولا نربد بها سوءا , فلا عنف ولا دمار ولا انتقام , بل حسبنا أن الله يرى ويعلم .. ونحن على طريق الإصلاح ماضون مهما كان الثمن الذي ندفعه من غير انتظار لشكر أو ثناء , فعملنا لخدمة ديننا وأمتنا مُنطَلقُهُ الحرصُ على مرضاة الله .أما هم فلا يبالون عَمُرَت البلاد أم خَرِبَت , المهم أن تمتلئ جيوبهم بالدولارات وليكن بعد ذلك مايكون.
لو لم أكن صاحب دعوة ورسالة!!!
وكان الأمر بيدي لتخليت عن رسالتى ولتركت طريقي يأسا وملَلاً , لأن كل محاولة للإِصلاح تُقتَلعُ من جذورها , وكل صوت يَصدعُ بالحق يتم إخراسه , يُقدَّم فيه دعاة الإصلاح للمحاكم , ويُترك المفسدون يعيثون في الأرض فسادا , ولكن لا!! وألف لا !!
لن أتخلى عن طريقي , ولن أترك دعوتي , بل سأزداد لها حبا , وأضاعف جهدي في سبيل تحقيق أهدافها.
قائلا للطاغي والجلاد :
ضع في يدي ّ القيد ألهب أضلعي
بالسوط ضع عنقي على السكّين
لن تستطيع حصار فكري ساعةً
أو نزع إيماني .. ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يديْ
ربّي .. وربّي ناصري ومعيني
سأعيش معتصماً بحبل عقيدتي
وأموت مبتسما ليحيا ديني
نعم....أنطلق مع رفاق درب دعوتي الأوفياء هاتفا :
يا سيد الرسل طب نفسًا بطائفة
باعوا إلى الله أرواحًا وأبدانا
قادوا السفين فما ضلوا ولا وقفوا
وكيف لا وقد اختاروك ربَّانا؟!
أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم
والناس تزعم نصر الدين مجانا
أعطوا ضريبتهم صبرًا على محن
صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا
"الله أكبر".. ما زالت هتافهمو
لا يسقطون ولا يحيون إنسانا
نعم أنطلق وأنا على يقين أن العاقبة للمتقين , فالعبرة ليس بمن يضحك كثيرا ولكن بمن يضحك أخيرا.
فاليأس ليس من أخلاق الرجال : {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ }الحج15
بل نحن على يقين من نصر الله للأوفياء لدينهم وأوطانهم : {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }القصص83
وأختم بهذه الكلمات لإمام دعوتنا وقائد نهضتنا في هذا الزمان :
لقد قام هذا الدين بجهاد أسلافكم علي دعائم قوية من الإيمان بالله ، و الزهادة في متعة الحياة الفانية وإيثار دار الخلود ، والتضحية بالدم والروح والمال في سبيل مناصرة الحق ، وحب الموت في سبيل الله والسير في ذلك كله علي هدي القرآن الكريم .
فعلي هذه الدعائم القوية أسسوا نهضتكم و أصلحوا نفوسكم وركزوا دعوتكم وقودوا الأمة إلي الخير ، (وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ) (محمد:35) .
لا تيئسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين ، وحقائق اليوم أحلام الأمس ، وأحلام الأمس ، وأحلام اليوم حقائق الغد . ولا زال في الوقت متسع ، ولا زالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة رغم طغيان مظاهر الفساد . والضعيف لا يظل ضعيفاً طول حياته ، والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (القصص:5) .
إن الزمان سيتمخض عن كثير من الحوادث الجسام ، وإن الفرص ستسنح للأعمال العظيمة ، وإن العالم ينظر دعوتكم دعوة الهداية والفوز والسلام لتخلصه مما هو فيه من آلام , وإن الدور عليكم في قيادة الأمم وسيادة الشعوب ، وتلك الأيام نداولها بين الناس ، وترجون من الله ما لا يرجون ، فاستعدوا واعملوا اليوم ، فقد تعجزون عن العمل غداً .
لقد خاطبت المتحمسين منكم أن يتريثوا و ينتظروا دورة الزمان ، و إني لأخاطب المتقاعدين أن ينهضوا و يعملوا فليس مع الجهاد راحة :
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
وإلي الأمام دائماً ...
والله أكبر ولله الحمد
هناك تعليق واحد:
حسبنا الله ونعم الوكيل ,حسبنا الله ونعم الوكيل فى الظالمين, اللهم ثبتهم وهون على ذويهم.
إرسال تعليق