هل تتقى ربك فى معاملاتك المالية ؟
لا شك أن الإنسان القدوة هو النموذج الذي به يُعرف الحق من الباطل ، وهو الأمل المنشود الذي يود الجميع رؤيته ، فبه يتجسد الحق فى دنيا الناس أمرا واقعا ، هذا بصفة عامة وفى مجال المعاملات يكون الأمر ألزم ، فكثير من الناس قد يجيدون الشعائر التعبدية ويفشلون فى أول اختبار فى جانب المعاملة ، والدين هو المعاملة.
ومن هنا كان هذا النموذج بمثابة المرآة الكاشفة لكل من أراد أن يعرف إن كان هو النموذج المبتغَى فى المعاملة المالية أو غير هذا ، فإن كانت الأولى فاحمد ربك واثبت على دربك ، وإن كانت الأخرى فجاهد نفسك وقوم أخلاقك واستعن بالله ولا تعجز فالآمال عليك معقودة :
وهذه هي أهم مواصفات القدوة فى المعاملات:
** فى معاملته وتجارته :
1 - يكتب كل دين وكل قرض مهما قل حجمه و قصرت مدته :
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ }البقرة282
2-يرد الأمانات ولا يماطل:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }النساء58
{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ }المؤمنون8
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أد الأمانة إلى من ائتمنك ولاتخن من خانك" رواه أحمد وأبو داود
3-لا يتاجر فى مال وُضع عنده أمانه ولا يستفيد منه من غير إذن صاحبه سلفا :
}-فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ }البقرة283
-"فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا" ،
-وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ" ,
- وفي حديث ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع – فذكر الحديث، وفيه: لا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما أعطاه من طيب نفس، ولا تظلموا... "
- وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ اَلسَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ لامرئٍ أنْ يأخُذَ عصا أخِيه بِغيرِ طِيبِ نَفْسٍ منْهُ، قال: وذلك لشدة ما حرم الله عز وجل على المسلم من مال المسلم" .
4- يكتب عقد مشاركة مع أخيه ويُوَثِّقُه مع الوفاء بكل ما ورد فيه .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ }المائدة1
{وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}الإسراء34
قال رسول الله" ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بى ثم غدر ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره." البخاري
5-لا يعطى ماله لمن لاخبرة له للمتاجرة فيه من باب العاطفة .
قال رسول الله " إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة" البخاري
وقال لأبى ذر" إني أحب لك ما أحب لنفسي ، إنى أراك ضعيفا فلا تأمرن على اثنين ، ولا تولين مال اليتيم" مسلم
6- لا يتأخر فى سداد ما عليه من حقوق وهو موسر مستغلا حياء أخيه وخجله .
قال رسول الله " مطل الغنى ظلم" رواه الجماعة
قال رسول الله:" إن من أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه بها عبد بعد الكبائر التي نهى الله عنها أن يموت رجل وعليه دين لا يدع له قضاء.....فمن أخذ أموال الناس يريد أداءها ، أدى الله عنه" رواه البخاري
7- لا يُزكى أحدا للعمل عند غيره بدافع عاطفي لاعلى أساس الكفاءة .
قال تعالى "{إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ *قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ }يوسف55-54{ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }القصص26
قال رسول الله" من استعمل رجُلاً من عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله" رواه الحاكم
وقال " من وَلى من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم" رواه أحمد
8- لا يستغل فى معاملاته المالية قاعدة الضرورات تبيح المحظورات كالتعامل مع البنوك الربوية وغيرها.
9- يَعُد المال عند تسلمه فلا يسلم أحد من الخطأ والنسيان
}رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }البقرة286
10- لا يضيع حقوق العمل الواجبة علية نحو الغير بحجة الإنشغال بالدعوة ، بل يعطى كل ذي حق حقه.
11-لا يبيع ولا يشترى سلع المقاطعة مهما كانت الظروف
12-يقدم المسلم الصالح على غيره فى تجارته ومعاملته ما وسعه ذلك .
قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ }التوبة71
وقال رسول اله :" لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي" رواه أبو داود والترمذي
13- يتسامح مع غيره فى معاملته أداء وقضاء.
قال رسول الله :" رحم الله عبداً سمحاً إذا اشترى ، سمحا إذا اقتضى" رواه البخارى
وقال :"إن خياركم أحسنكم قضاء" رواه مسلم
14-يتسامح مع أخيه عند السداد إذا كان معسرا
{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة280
وقال رسول الله:" من أنظر معسرا أو وضع له ، أظله الله فى ظله" رواه ابن ماجه
) من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه ( رواه مسلم.
15-لا يبيع على بيع أخيه
قال رسول الله:" لا يبيع الرجل على بيع أخيه ، ولا يسوم على سوم أخيه" رواه مسلم
16-لا يستغل حاجة الغير ، بل يرخص له عند الحاجة ، ويقنع بما قسمه الله له
قال رسول الله :"" قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه" رواه مسلم
17- يتفقه فى معاملته قبل أن يبدأ فيها خشية الوقوع فى الحرام
18- يتجنب التعامل غير المشروع مع البنوك وشركات التأمين
19- يعطى الأجير حقه دون بخس
قال تعالى :" { وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ }هود85
قال رسول الله كما فى الحديث القدسي :" ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ، ولم يعطه أجره" رواه ابن ماجه
20-يؤدى حق الله فى المال من زكاة وصدقات وغيره
21-يلتزم بالضوابط الشرعية عند تصفية المشروع ويحدد حقوق الشركاء عند التخارج وفقا للمتفق عليه من قبل.
22- صادق أمين ، لا يكذب ولا يخون أبد.
{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة177
وقال رسول الله:" التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصالحين والشهداء" رواه الترمذى
وقال :" البيعان بالخيار مالم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما فى بيعهما وإن كتما وكذبا مُحقت بركة بيعهما" متفق عليه
23- يبتعد عن الشبهات ولو أدى ذلك إلى قلة الربح أو حتى عدم الكسب
24-لا يستفيد من الفوائد المتحصلة من الربا فى تخفيف أي عبئ عن صاحبها فلا يدفع منها ضرائب ولا يسدد منها ديون
25-لا يأخذ زيادة عل الدين مقابل مماطلة المدين
26-لا يستدين إلا بشروط الاستدانة وهى :أ- وجود الحاجة الفعلية المشروعة للاستدانة ( فقر مدقع أو دم موجع أو غرم مفظع) ، وليس مجرد التوسع والترفه ب- غلبة الظن بالقدرة على الوفاء. ج- وأن لا تكون بفائدة
ومخالفة هذه الشروط تجعل الاستدانة تدخل في حيز المحذور الشرعي الذي يصل إلى التحريم.
- كان من دعاء رسول الله : "اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال". وكان يقول في صلاته كثيرا: "اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم (الدين) فقيل له: إنك تستعيذ من المغرم كثيرا يا رسول الله. فقال: إن الرجل إذا غرم (استدان) حدث فكذب ووعد فأخلف".
وكان لا يصلي على الميت إذا عرف أنه مات وعليه ديون لم يترك وفاءها، تخويفا للناس من هذه العاقبة.
وقال: "يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين".
27- يراعى حقوق الوظيفة عليه وإن لم يتابعه أحد من رؤسائه
------------------------------------------------------------------------------------
** فى بيته:
1- يحافظ على حقوق الزوجة المالية ، فيكتب قائمة منقولاتها
2- يعتبر ما يَأْخذه من مال الزوجة كذهب أوميراث أو غيرهما على سبيل القرض الحسن
3- لا يتصرف فى مرتبها إلا برضاها واتفاق معها منذ البداية ، فلها ذمة مالية مستقلة.
فقد قال الله تبارك وتعالى : "للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن" (النساء : 32).
4- يحرص على تحقيق الضرورات ، فالحاجيات ثم الكماليات دون تكبر أو مظهرية
5-يعتدل فى إنفاقه دون إسراف أو تقتير
{وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }الفرقان67
وقال رسول الله :" الاقتصاد نصف المعيشة " رواه البيهقى وقال :" من فقه الرجل قصده فى المعيشة " رواه أحمد
6 - يعدل بين الأولاد فى الهبات والهدايا والوصايا.
ولقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : "اتقوا الله واعدلوا فى أولادكم".
7- يقتصد فى الهدايا ولا يتكلف أكثر مما يطيق .
فقد قال الله عز وجل : "لا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها" (البقرة : 286)
8- يتوسط ويعتدل فى نفقات تأثيث البيت ويتجنب تحميل النفس فوق الطاقة.
مصداقاً لقول الله عز وجل : "لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها" ( الطلاق:7)
9- يتجنب الإنفاق الترفي والمظهري وخاصة فى المناسبات .
ولقد نهى الله عن ذلك بقوله عز وجل : "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا"
10- ينفق علي الوالدين عند حاجتهما فهو من حقوقهما.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل الذى يسأل هل يعطى ماله لأبيه فقال له: "أنت ومالك لأبيك".
11- لايبخل على أهله مادام موسرا .
------------------------------------------------------------------------
** وصايا هامة :
1- يؤمن بأن الغاية من العمل هي عبادة الله وتعمير الأرض
قال تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
وفال : {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162
وقال:}هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا }هود61
وقال رسول الله" إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر" رواه أحمد
2- يعمل على تحقيق التوازن بين الإشباع الروحي والإشباع المادي :
قال تعالى : {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }القصص77
وقال : {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة93
3- يأخذ بالأسباب لجلب الأرزاق ويتوكل على الله مولاه ويتَّقيه:
قال سبحانه : {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }الملك15
وقال رسول الله : " طلب الحلال فريضة بعد الفريضة " رواه البيهقى
وقال :" أفضل لكسب بيع مبرور وعمل الرجل بيده" رواه البزار وأحمد
4- يكثر من الاستغفار فهو من موجبات الرزق
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً }نوح10-12
وقال رسول الله :" من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب" رواه أبو داود
5- يهتم بسوق الآخرة فهو أولى من سوق الدنيا
6- يعمل للحصول على الكسب الحلال الطيب للإنفاق على الزوجة والأولاد فهو من القوامة
مصداقاً لقول الله تبارك وتعالى : "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" (النساء : 34)·.
7- يحرص على الادخار كوقاية لنوائب الدهر وتأميناً للذرية من المسألة،
فلقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: "رحم الله امرأ اكتسب طيبا، وأنفق قصدا، وقدم فضلا ليوم فقره وحاجته" (عن عبادة بن الصامت).