من درر الكلام
عن قتادة رضي الله عنه قال:
إن المؤمن قد ينسى بالليل ويذكر بالنهار، وينسى بالنهار ويذكر بالليل فأدوا إلى الله أعمالكم خيراً في هذا الليل والنهار. فإنهما مطيتان تقحمان الناس إلى آجالهم، يقربان كل بعيد، ويبليان كل جديد، ويجيئان بكل موعود إلى يوم القيامة.
ذم البخل:
قال صلى الله عليه وسلم: (السخي قريب من الله قريب من الناس والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس) ومن أسباب ذلك أنَّ بخل البخيل يحمله على منع الناس حقوقهم، والاعتداء على أموال الناس، ويدفعه إلى جمع المال من الحلال والحرام، نعوذ بالله تعالى من ذلك.
قال الشاعر:
أرى الناس خلان الجواد ولا أرى ** بخيلاً له في العالمين خليل
رأيت قليل البخل يزري iبأهله ** وأكرمت نفسي أن يقال iiبخيل
الحكمة واللين:
يتصور كثير من الناس أن الرفق واللين يعنيان الضعف وهذا غير صحيح، فإن الرفق واللين لا يضادان القوة، ولا يستلزمان الضعف. وإنما يضادان الفظاظة والغلظة. ومما يدل على ذلك:
1- أن الله تعالى وصف رسوله صلى الله عليه وسلم باللين ومدحه بذلك، ونفى عنه الفظاظة والغلظة. ولا يمدح ربنا سبحانه أحداً إلا بمعنى ممدوح.
قال تعالى: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك)) آل عمران-159.
2- أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقوى الرجال مع اللين والرحمة والرفق وخفض الجناح.
3- أن الجهاد مظهر من مظاهر القوة ومع ذلك ينهى فيه عن الغلظة والقسوة والعنف كالمثلة وما يشبهها.
فلا تظن أخي المسلم أن معنى الحكمة الضعف والجبن بل هي وضع الأمور مواضعها فحيث وجبت القوة كان لا بد منها.
سبحان من أعطى كل شيء خلقه:
الحصى الذي نجده في قانصة الدجاجة أو الطير هو من أهم وسائل هضم طعامه، لأن الطيور ليس لها أسنان تطحن بها الطعام قبل ابتلاعه، لذا فإنها تبتلع الحصى عمداً ليساعد على هضم الطعام الذي يكون عادة من الحبوب، وإذا حرم الطير من ابتلاع الحصى فإنه سيشكو من اضطراب في الهضم، فسبحان من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى.
طبيب حاذق:
قال الطبيب قبل العملية للمريض: الأجرة لا أهمية لها، إذ يمكنني الاتفاق عليها مع أرملتك.
رب ضارة نافعة:
يروى أن ابنة أبي الأسود الدؤلي قالت له في ليلة صافية وهي تنظر إلى السماء: ما أجملُ السماء (بضم اللام) فقال لها أبو الأسود مجيباً: النجوم. فقالت: أردت أن أقول إن السماء جميلة ولم أسألك عن أجمل ما فيها.
فقال: إذن قولي: ما أجملَ السماء (بفتح اللام).
وعندما حدَّث أبو الأسود علياً رضي الله عنه بقصته مع ابنته قال سيدنا علي رضي الله عنه يا أبا الأسود: الاصطلاح بالاصطلاح: اضبط أواخر الكلمات باصطلاح وانحُ هذا النحو.
وعاد أبو الأسود إلى بيته لينحو نحو ما أشار به سيدنا علي رضي الله عنه ولذلك سمي هذا العلم علم النحو. وكان ذلك بداية نشوئه.
مجنون بني عجل:
حكي أن الحجاج خرج يوماً متنزهاً ثم إنه صرف عنه أصحابه وانفرد بنفسه، فإذا هو بشيخ من بني عجل، فقال له الحجاج: من أين الشيخ؟
قال: من هذه القرية.
قال الحجاج: كيف ترون عمالكم؟.
قال: شر عمال، يظلمون الناس ويستحلون أموالهم
قال: فكيف قولك في الحجاج؟
قال: ذلك ما ولي شر منه، قبحه الله وقبح من استعمله.
قال الحجاج: أتعرف من أنا؟
قال: لا. قال: أنا الحجاج.
قال الشيخ: جُعلت فداك. أو تعرف من أنا؟
قال: لا. قال: أنا فلان بن فلان مجنون عجل، أُصرع في السنة مرتين. قال: فضحك الحجاج وأمر له بصلة.
لو حدث مثل هذا مع بعض حكام هذا الزمان فماذا كان يصنع!.
خادم ماكر:
قدم خادم المطعم القائمة إلى الزبون فلما نظر فيها قال للخادم: إن مجموع القائمة (13) ديناراً وليس (15). فقال الخادم: معذرة يا سيدي، سأصحح حالاً، فقد ظننتك من المتشائمين من الرقم (13) فوضعت (15) بدلاً منه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق