العفو خلق الأقوياء
من ثمار العفو العظيمة :
* الحلم دليل قوة إرادة صاحبه. قال النبي (صلى الله عليه وسلم): ( ليس الشديد بالصُّرْعَة (مغالبة الناس وضربهم)، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب (.* مغفرة الله وعفوه: { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ألاَ تُحِبُّونَ أنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ {
* التفرغ لمعالي الأمور فلا وقت للعظماء حتى يقفوا عند التوافه.
* الحلم أفضل وسيلة لكسب الخصوم وتحويلهم إلى أصدقاء { ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } [فصلت: 34].
* التفرغ للنفس وإصلاح عيوبها.
* يكفيك أن الله مطلع على نقاء قلبك
* القدرة على التركيز والإبداع والسلامة من التشتت.
* بقاء الهيبة لأن من حاسب على كل شيء هانت نفسه وتجرَّأ عليه أراذل الناس.
* تحقيق العزة والانتصار على النفس، فما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً ومن تواضع لله رفعه.
* طريق الفوز برضا الله وجنته، قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : ( من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَه دعاه الله -عز وجل- على رءوس الخلائق يوم القيامة، يخيره من الحور العين ما شاء (.
* تحقيق الهدوء النفسي والاستقرار الداخلي لسلامة القلب من شواهب العتاب والخصومات.
* التسامح علاج لأمراض كثيرة كالكذب والبخل والغضب والجبن والخوف والقلق.
* إبقاء المودة فمن كثر عتابه قل أصحابه.
نور قرآني:} خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلينَ } (الأعراف (199
} خُذِ الْعَفْوَ } أمرٌ له عليه الصلاة والسلام بمكارم الأخلاق أي خذ بالسهل اليسير في معاملة الناس ومعاشرتهم، قال ابن كثير: وهذا أشهر الأقوال ويشهد له قول جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم "إن الله يأمركَ أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك"{ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ } أي بالمعروف والجميل المستحسن من الأقوال والأفعال
{ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } أي لا تقابل السفهاء بمثل سفههم بل احلم عليهم، قال القرطبي: وهذا وإن كان خطاباً لنبيه عليه الصلاة والسلام فهو تأديبٌ لجميع خلقه
الرسول قدوتنا :
فلقد نال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الشتائم والسِبابَ من كافة فئات المجتمع، فقد هجاه الشعراء، وسخر منه سادة قريش ، ونال منه السفهاء بالضرب بالحجارة، وقالوا عنه ساحر ومجنون وغير ذلك من صور الأذى التي كان يتلقاها رسول الله بسعة صدر وعفو وحلم وتسامح ودعاء لمن آذاه بالمغفرة والرحمة، ومن حلمه وعفوه صلى الله عليه وسلم مع الأعراب، حينما أقبل عليه ذلك الأعرابي الجلف، فشد رداء النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوة، حتى أثَّر ذلك على عنقه، فصاح الأعرابي قائلا: مُر لي من مال الله الذي عندك ، فقابله النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يضحك له ، والصحابة من حوله في غضب شديد من هول هذا الأمر، وفي دهشة من ضحك النبي (صلى الله عليه وسلم) وعفوه وفي نهاية الأمر، يأمر النبي صحابته بإعطاء هذا الأعرابي شيئاً من بيت مال المسلمين.
من درر الأقوال :
- قال ابن القيم: فإِن المخلوق يحلم عن جهل ويعفو عن عجز، والرب تعالى يحلم مع كمال علمه، ويعفو مع تمام قدرته، وما أضيف شئ الى شئ أزين من حلم الى علم، ومن عفو إلى اقتدار، ولهذا كان في دعاء الكرب وصفه سبحانه بالحلم مع العظمة، وكونه حليماً من لوازم ذاته سبحان
- وقال الأحنف: إياكم ورأي الأوغاد. قالوا: وما رأي الأوغاد ؟ قال: الذين يرون الصفح والعفو عاراً.
- وعن لأحنف أنه قال : ما عاداني أحد قط إلا أخذت في أمره بإحدى ثلاث خصال : إن كان أعلى مني عرفت له قدره ، وإن كان دوني رفعت قدري عنه ، وإن كان نظيري تفضلت عليه .
- قال أبو بكر بن عبد الله: أطفئوا نار الغضب بذكر نار جهنم.
من روائع القصص:- شتم رجل ابن عباس رضى الله عنه فلما قضى مقتله، فقال : يا عكرمة، انظر هل للرجل حاجة فنقضيها ؟ فنكس الرجل رأسه واستحى .
- وأسمع رجل معاوية كلاماً شديداً فقيل له : لو عاقبته ؟ فقال : إني لأستحي أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي.
- وجاء غلام لأبى ذر وقد كسر رجل شاة له، فقال له : من كسر رجل هذه ؟ قال : أنا فعلته عمداً لأغيظك، فتضربنى، فتأثم . فقال : لأغيظن من حرضك على غيظي، فأعتقه .
- وشتم رجل عدى ابن حاتم وهو ساكت، فلما فرغ من مقالته قال : إن كان بقي عندك شئ فقل قبل أن يأتي شباب الحي، فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا.
- ولقي رجل على بن الحسين رضى الله عنهما، فسبه، فثارت إليه العبيد، فقال : مهلاً، ثم أقبل على الرجل فقال : ما ستر عنك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها ؟ فاستحى الرجل، فألقى عليه خميصة كانت عليه، وأمر له بألف درهم، فكان الرجل بعد ذلك يقول : أشهد أنك من أولاد الرسول
- اغتاظت عائشة رضي الله عنها على خادم لها ثم رجعت إلى نفسها فقالت : لله در التقوى ما تركت لذي غيظ شفاء .
- وقسم معاوية رضي الله عنه قماشا فأعطى شيخا من أهل دمشق قطيفة لم تعجبه، فحلف أن يضرب بها رأس معاوية، فأتاه فأخبره فقال له معاوية: أوف بنذرك وليرفق الشيخ بالشيخ!!وغابت شمس الحلم
- بغضب في قيادة السيارة
- بغضب في تحصيل حق- مشاجرة مع موظف في مصلحة حكومية
- بنزاع بين اثنين انتهى بسباب وشجار
- بخلاف بين زوجين أدى إلى خصومة وهجر
كفانا كلاما أرونا العمل :
- إذا تملك منك الغضب فأسرع بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وقل إني صائم إني صائم!!
- لا تنتقم لنفسك، وإنما اجعل الانتصار حين تنتهك محارم الله فلا تغضب لنفسك، وإنما اجعل طاقة الغضب كلها لله.
- ارحم الجهلاء بأن لا تقابل إساءتهم بمثلها فتكون من عباد الرحمن الذين قال الله تعالى فيهم: } وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا {