** حديثي هنا ليس موجها لأحد هنا أو هناك حتى لا يأخذ كل مايريد ويترك مايريد ، لأن الألفاظَ فى هذا المقام معدودة ، والأنفاسَ مرصودة ، والنظراتِ مشهودة ،والآذانَ واعية ، والقلوبَ مدركة. ولكنه موجه لمن ؟ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } ، موجه لمن يحب الله ورسوله ،موجه لكل من يعتز بدينه وهويته ، موجه لكل من يحب وطنه. موجه لكل صاحب ضمير حى ، لمحبى الخير وكارهى الشر.
** ونبدأ بقول الله على لسان المؤمنين الصادقين ")..رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } وبقوله عن حال أهل الجنة نسأل الله أن يجعلنا منهم :"{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الأعراف43
** وأخاطب الشباب خاصة : فالشباب قديمًا وحديثًا في كلِّ أمة هم عماد نهضتها، وفي كلِّ نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13 (الكهف. راجيا منهم أن يحققوا صفة أئمة الخير ، "{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }
*-وكما أن هناك أئمة فى الخير فهناك أئمة فى الشر وفيهم قال الله {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ }القصص41 وهؤلاء سيحملون أوزارهم وأوزار من يتبعهم يوم القيامة {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }
- وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ وَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ" " رواه ابن ماجه فى سننه وذكره السيوطي في الجامع الصغير
أن الحديث الشريف يعلمنا أن من الناس من يكونون كالعافية للناس، حضورهم إفادة وفعلهم ريادة، ومن الناس من يكونون كالعلة أو الداء، حضورهم بلاء وفعلهم عناء.وكلكم جميعا بفضل الله من أئمة الخير ومفاتيحِه ، وأنتم كالعافية للناس ،وستساهمون فى التصالح والتغافر، وستعملون فى صمت ولا تبالون ولا تلتفتون لما يقال :
وَما أَحَدٌ مِن أَلسُنِ الناسِ سالِم وَلَو أَنَّهُ ذاكَ النَبِيُّ المُطَهَّرُفَإِن كانَ شجاعاً يَقولونَ أَهوَج وَإِن كانَ جوَادا يَقولونَ مُبذِرُ
وَإِن كانَ سِكّيتاً يَقولونَ أَبكَم وَإِن كانَ مِنطيقاً يَقولونَ مِهذَرُوَإِن كانَ صَوّاماً وَبِاللَيلِ قائِماً يَقولونَ كِذاباً يُرائي وَيَمكُرُ
فَلا تَحتَفِل بِالناسِ في الذَمِّ وَالثَناوَلا تَخشَ غَيرَ اللَهِ فَاللَهُ أَكبَرُ
والله لو صاحب المرء جبريل
.. لم يسلم المرء من قال وقيلاقد قيل فى الله أقوالاً مضللة ..
تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا
قد قيل أن له ولداً وصاحبهً ..
زوراً عليه و بهتاناً وتضليلا
هذا قولهم فى الله خالقهم ..فكيف لو قيل فينا بعض ماقيلا
نداء
** ندائى لكل من يعمل للقاء الله حسابا ، ويوقن بأنه موقوف بين يديه: راجع نفسك فيما فعلت وتب إلى الله واطلب العفو من كل من آذيته . وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَـٰناً وَإِثْماً مُّبِيناً [الأحزاب:58].عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" رواه البخاري
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ". أخرجه أحمدويقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولايخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا ـ وأشار إلى صدره ثلاثاً ـ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وعرضه وماله)).
أيهـا المظلـوم صبراً لا تهـنإن عين اللــه يقظــى لا تنام
نم قرير العين واهنــأ خاطـراً
فعدل اللـه دائــــم بين الأنام
فالإسلام كرم الإنسان ، فقال سبحانه: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءادَمَ وَحَمَلْنَـٰهُمْ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ وَرَزَقْنَـٰهُمْ مّنَ ٱلطَّيّبَـٰتِ وَفَضَّلْنَـٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً والحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الكعبة المشرفة ـ التي يتوجه إليها المسلمون من كل أقطار الدنيا خمس مرات في اليوم ينظر إليها الرسول عليه الصلاة والسلام ويقول: ((ما أعظمك! وما أشد حرمتك! والذي نفسي بيده، للمؤمن أشد حرمة عند الله تعالى منك"
ترويع المسلم ظُلْم عظيم
ورُوِيَ عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ـ صلَ الله عليه وسلم ـ يقول: ''مَن أخافَ مؤمنًا كان حقًّا على الله أن لا يُؤَمِّنَه من أفزاع يوم القيامة''. وحُرْمة ترويع المؤمن متحقِّقة، ولو كان بمجرد النظرة ،فقد رُوِيَ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلَ الله عليه وسلم: ''مَن نظر إلى مسلم نظرةً يُخيفه فيها بغير حق أخافَه الله يوم القيامة''، كما رُوِيَ عنه أن رسول الله ـ صلَ الله عليه وسلم ـ قال: ''لا يُشير أحدُكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يَدري لعل الشيطانَ يَنْزِعُ في يده ''أي يَرْمي ويُفْسِد'' فيقع في حفرة من النار."وقد جعل الإسلام لغير المسلم حقا فما ظنك بالمسلم :.
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " من ظلم معاهدًا أو انتقصه حقًا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة" . رواه أبو داود والبيهقي . ويروى عنه: "من آذى ذِمِّياً فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة"
رواه الخطيب بإسناد حسن.وعنه أيضًا: "من آذى ذميًا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله" .(رواه الطبراني بإسناد حسن.
رجاء
-- أخي الكريم .. أتحب أن يعفو الله عنك ؟!أتحب أن يعزك الله ؟!أتحب أن يتجاوز الله عنك ؟!إنه سبحانه عفو يحب أهل العفو، فإن عفوت عن الناس أحبك الله سبحانه كما قال سبحانه : { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (آل عمران : 134 . " { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }الشورى40 (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }. النور (22* واستمع لهذا الكلام القيم لابن القيم:[يا ابن ادم.. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها الا هو .. وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده ،وإن أحببت أن يعفو عنك فاعف أنت عن عباده , فإنما الجزاء من جنس العمل..تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك..).. لن تنفعك عقوبة من دعوت عليه إن حلت به عقوبة .... وتذكر أنك إن كنت رحيما فالله أرحم منك .. وإن كنت كريما فالله أكرم منك ..
وتأمل :حديث عظيم يقوى ضعفه مأثبته الصحيح لعظيم معناه ومبناه :عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ مَوْعُوكًا قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : " خُذْ بِيَدِي يَا فَضْلُ " فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمِنْبَرِ فَجَلَسَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " صِحْ فِي النَّاسِ " فَصِحْتُ فِي النَّاسِ ، فَاجْتَمَعَ نَاسٌ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلا إِنَّهُ قَدْ دَنَا مِنِّي حُقُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ، فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْرًا فَهَذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ ، أَلا وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضًا فَهَذَا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ ، وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ مِنْهُ مَالا فَهَذَا مَالِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ ، أَلا لا يَقُولَنَّ رَجُلٌ : إِنِّي أَخْشَى الشَّحْنَاءَ مِنْ قِبَلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَلا وَإِنَّ الشَّحْنَاءَ لَيْسَتْ مِنْ طَبْعِي وَلا مِنْ شَأْنِي ، أَلا وَإِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ أَخَذَ حَقًّا إِنْ كَانَ لَهُ ، أَوْ حَلَّلَنِي فَلَقِيتُ اللَّهَ وَأَنَا طَيِّبُ النَّفْسِ ، أَلا وَإِنِّي لا أَرَى ذَلِكَ مُغْنِيًا عَنِّي حَتَّى أَقُومَ فِيكُمْ مِرَارًا " ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الظُّهْرَ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ ، فَعَادَ إِلَى مَقَالَتِهِ فِي الشَّحْنَاءِ وَغَيْرِهَا ، ثُمَّ قَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَلْيَرُدَّهُ وَلا يَقوُلْ : فُضُوحُ الدُّنْيَا ، أَلا وَإِنَّ فُضُوحَ الدُّنْيَا أَيْسَرُ مِنْ فُضُوحِ الآخِرَةِ " فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي عِنْدَكَ ثَلاثَةَ دَرَاهِمَ ، فَقَالَ : " أَمَا إِنَّا لا نُكَذِّبُ قَائِلا وَلا نَسْتَحْلِفُهُ ، فَبِمَ صَارَتْ لَكَ عِنْدِي ؟ " قَالَ : تَذْكُرُ يَوْمَ مَرَّ بِكَ مِسْكِينٌ فَأَمَرْتَنِي أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَيْهِ ، قَالَ : " ادْفَعْهَا إِلَيْهِ يَا فَضْلُ " ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ : عِنْدِي ثَلاثَةُ دَرَاهِمَ كُنْتُ غَلَلْتُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، قَالَ : " وَلِمَ غَلَلْتَهَا ؟ " قَالَ : كُنْتُ إِلَيْهَا مُحْتَاجًا ، قَالَ : " خُذْهَا مِنْهُ يَا فَضْلُ " ثُمَّ قَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، مَنْ خَشِيَ عَلَى نَفْسِهِ شَيْئًا فَلْيَقُمْ أَدْعُو لَهُ " ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي لَكَذَّابٌ ، وَإِنِّي لَمُنَافِقٌ ، وَإِنِّي لَنَئُومٌ ، قَالَ : " اللَّهُمَّ أرْزُقْهُ صِدْقًا وَإِيمَانًا ، وَأَذْهِبْ عَنْهُ النَّوْمَ إِذَا أَرَادَ " ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي لَكَذَّابٌ ، وَإِنِّي لَمُنَافِقٌ ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ مِنَ الأَشْيَاءِ إِلا وَقَدْ أَتَيْتُهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا هَذَا ، فَضَحْتَ نَفْسَكَ ، قَالَ : " مَهْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، فُضُوحُ الدُّنْيَا أَيْسَرُ مِنْ فُضُوحِ الآخِرَةِ " ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ صِدْقًا وَإِيمَانًا ، وَصَيِّرْ أَمْرَهُ إِلَى خَيْرٍ " فَكَلَّمَهُمْ عُمَرُ بِكَلِمَةٍ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا مِنْ عُمَرَ وَعُمَرُ مِنِّي ، وَالْحَقُّ بَعْدِي مَعَ عُمَرَ حَيْثُ كَانَ " .الحكم المبدئي: إسناد ضعيف فيه القاسم بن يزيد المدني وهو ضعيف الحديث. ...
-- وهذا هو حال الكبار ، خريجي مدرسة الحبيب، رضى الله عنك ياعمر : روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه عين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاضياً على المدينة، فمكث عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة كاملة لم يختصم إليه اثنان، لم يعقد جلسة قضاء واحدة، وعندها طلب من أبي بكر الصديق إعفاءه من القضاء، فقال أبو بكر لعمر: أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ قال عمر: لا يا خليفة رسول الله، ولكن لا حاجة لي عند قوم مؤمنين عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه، وما عليه من واجب فلم يقصر في أدائه، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، إذا غاب أحدهم تفقدوه، وإذا مرض عادوه، وإذا افتقر أعانوه، وإذا احتاج ساعدوه، وإذا أصيب عزوه وواسوه، دينهم النصيحة، وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففيم يختصمون؟فتسامحوا وتصافحوا ولا تتعاتبوا .
-- فاللهَ اللهَ أن ينظر الله سبحانه إلى قلبك وفيه غل أو ضغينة لأخ لك.اللهم أصلح فساد قلوبنا، وانزع الغل والحسد والحقد من صدورنا.
اللهم أصلح ذات بيننا، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.-----
هناك تعليقان (2):
أخى الفاضل الكريم
جزاك الله خير الجزاء
كنا فى حاجة ملحة لمثل هذه الكلمات حتى تزيل الكثير من أدران الحياة التى رانت على قلوبنا.
حسبنا الله ونعم الوكيل
بارك الله فيك اخي استاذ محمد
إرسال تعليق