أتدرى ما يفوتك من الأجر بترك صلاة الجماعة؟
أولا: يفوتك الأجر المضاعف
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ))متفق عليه .
ثانياً : هل يحسن بنا أن نفوت هذه الكنوز ؟:
1- يفوته رفع الدرجات .2ـ حط الخطيئات.3ـ دعاء الملائكة له.4ـ أجر اعتكافه في المسجد منتظراً للصلاة.دليل ما سبق- قال صلى الله عليه وسلم : (( صلاة الرجل في جماعة تَضْعفُ على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً ، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد ، لا يُخْرِجُه إلا الصلاة ، لم يخطُ خطوة إلا رُفِعَت له بها درجة ، وحُطّ عنه بها خطيئة ، فإذا صلَّى لم تزل الملائكة تُصلِّي عليه ، ما دام في مُصَلاّه ما لم يُحْدِث : اللهم صلّ عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة )) متفق عليه .
ُثالثاً : تفوتك فرصة غفران الذُّنوب:
- قال صلى الله عليه وسلم : (( من توضّأ فأَسْبَغ الوضوء ، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاّها مع الإمام ، غُفِرَ له ذنبه )) رواه ابن خزيمة في صحّيَحه .
رابعاً : يفوتك سنن أهل الهدى وتوشك على الضلال :
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " من سرّه أن يلقى الله غداً مسلماً ، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بِهِن ، فإن الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سُنن الهدى ، وإنهن من سُنن الهدى ، ولو أنكم صلَّيتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته ؛ لتركتم سُنَّة نبيّكم ، ولو تركتم سُنّة نبيّكم لضللتم .. ولقد رأيتنا وما يتخلَّف عنها إلا منافق معلوم النِّفاق ، ولقد كان الرَّجُل يُؤْتى به يُهَادَى بين الرَّجُلَين حتى يُقام في الصَّف )) رواه مسلم .
خامساً : قد يفوتك فضل هذا الحديث:
1ـ من حافَظ على الجماعة عاش بخير ومات بخير.2ـ أن يخرج من الذنوب كيوم ولدته أمه.- قال صلى الله عليه وسلم : (( أتاني الليلة آتٍ من ربي . قال : يا محمد ! أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : نعم ؛ في الكفّارات والدرجات ، ونقل الأقدام للجماعات ، وإسباغ الوضوء في السَّبَرات ، وانتظار الصلاة ، ومَن حافظ عليهن عاش بخير ، ومات بخير ، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه )) رواه أحمد والترمذي .
سادساً : فضل صلاة العشاء والفجر جماعة-
قال صلى الله عليه وسلم : (( من صلَّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومَن صلّى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله )) رواه مسلم .
سابعاً: براءة من النار وبراءة من النفاق-
قال صلى الله عليه وسلم : (( مَن صلَّى لله أربعين يوماً في جماعة ، يدرك التكبيرة الأولى ، كُتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق )) رواه الترمذي .
ثامناً : أن الله تبارك وتعالى لا يظلك في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله .
يقول الإمام النووي في شرح قوله (ورجل قلبه معلق في المساجد) : معناه شديد المحبة لها والملازمة للجماعة فيها .
تاسعاً : يفوتك فضل المشي إلى المساجد :
روى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد قال : والبقاع خالية . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يابني سلمة دياركم تكتب آثاركم ) يقول الإمام النووي رحمه الله في شرح قوله عليه الصلاة والسلام أي الزموا دياركم فإنكم إذا لزمتموها كتبت آثاركم وخطاكم الكثيرة إلى المسجد )
عاشراً : يفوتك أجر كأجر الحاج المحرم:
فقد روى الإمام أحمد والإمام أبو داوود عن أبي امامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ) حديث حسن .الله أكبر ! ما أعظم اجر الخارج إلى المسجد .
الحادي عشر: ضمان الله ورعايته :
فقد روى الإمام أبو داوود عن أبي امامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل ) وذكر منهم ( ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة ) حديث صحيح
ما أوثق هذا الضمان وأعظمه ! وأي ضمان أعظم من ضمان مولانا عزوجل؟.
الثاني عشر: بشارة لأهل المشي للمساجد بالنور التام يوم القيامة:
روى الإمام ابن ماجه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليبشر المشاءون في الظلم إلى المساجد بنور تام يوم القيامة ) حديث صحيح .وقال الطيبي في شرح الحديث ( في وصف النور التام وتقييده بيوم القيامة تلميح إلى وجه المؤمنين يوم القيامة في قوله تعالى ( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا )
الثالث عشر: إكرام الله لأهل الصلاة في المسجد:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح ) رواه البخاري ومسلم
الرابع عشر: أن تزورالله تعالى :
ومما يدل على فضل صلاة الجماعة في المسجد ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر ) سبحانه جل شأنه يكرم عباده تفضلاً منه وإنعاماً.
الخامس عشر : فضل الصفوف الأولى وميامن الصفوف :
إن لصلاة الجماعة في الصفوف الأولى ولاسيما في الصف الأول فضلاً عظيماً وقد بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث هذا الفضل ومنها : قوله ( لو يعلم الناس مافي النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ) حديث صحيح .وروى الإمام أبو داود عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وان الصف الأول على مثل صف الملائكة ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه ( .كما أن الله تعالى وملائكته يصلون على الصفوف الأولى وميامن الصفوف فقد قال النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأولى )كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف )
السادس عشر : العصمة من الشيطان :
فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الإمام احمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الشيطان ذئب للإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية وإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة )ومعنى ذئب الغنم أن الشيطان مفسد للإنسان بإغوائه كإفساد الذئب إذا أطلق في قطيع من الغنم .
السابع عشر: فضل الجماعة بزيادتك لعدد المصلين :
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل )
هذا ما تيسر جمعه من فضائل الصلاة مع الجماعة , ولعل ما ذكر فيه الكفاية والدلالة على الفضائل الكثيرة العظيمة للصلاة مع الجماعة وليست المسألة هل هي واجبة أم لا ؟ وإنما المسألة أن هناك كنوز تضييع ، وبالمقابل هناك شيطان يتربص وله خطوات ،والنفس أمارة بالسوء يريد الإنسان راحتها، وراحتها ليست في هذه الدار ،إذ كيف تكون الراحة في دار الكبد والمشقة ؟ وإنما راحتها أن نجاهدها حتى يستوي لها الطريق وعند الصباح يحمد القوم السرى .
فمن الظلم أن نلقي بأنفسنا وهي أمانة على خطوات الشياطين ثم نعاتبها
ألقوه في اليم مكتوفاً وقالوا له *** إياك إياك أن تبتل بالماء .
واعلم أخي : أن الدنيا هي كما وصفها الشاعر:
هي الدار دار الهم والغم والعنا: سريع تقضيها قريب زوالها
إذا اضحكت أبكت وإن رام وصلها : غبي فياسرع انقطاع وصالها
مياسيرها عسر وحزن سرورها : وأرباحها خسر ونقص كمالها
أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه