وأهل علينا رمضان
أيها المسلم الكريم:
أقبل رمضان وبالخير بفضل الله عاد ، وأذكرك في أوله بهذه الأحاديث لعلها تكون لك زادا يبلغك لمرضاة ربك :
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان , صُفّدت الشياطين ومردة الجنّ , وأغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب , وينادي منادٍ : يا باغي الخير أقبل , ويا باغي الشرِ أقصر . ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة "
صحيح :الألباني: صحيح الترمذي
2- عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : كان أخوان من بلي من قضاعة أسلما مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاستشهد أحدهما ،وأُخِّر الآخر سنة ، فقال طلحة بين عبيد الله ـ رضي الله عنهما ـ فرايت المؤخر منها أُدخل الجنة قبل الشهيد ، فتعجبت لذلك ، فأصبحت فذكرت ذلك للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال :" من أيِّ ذلك تعجبون ؟! فقالوا : يا رسول الله ! هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ، ثم استشهد ،ودخل هذا الآخر الجنة قبله . فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أليس قد مكث هذا بعده سنة ؟" قالوا : بلى . قال :" وأدرك بعده رمضان فصام ؟ وصلى كذا وكذا من سجدة في السنَّة ؟ " قالوا : بلى . قال ـ صلى الله عليه وسلم :" فما بينهما أبعدُ ممَّا بين السماء والأرض " صحيح سنن ابن ماجه
3- وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال رسول الله r: " أتاني جبريل ، فقال: يا محمد ، من أدرك أحد والديه , فمات فدخل النار , فأبعده الله , قل: آمين ، فقلت: آمين ، قال: يا محمد , من أدرك شهر رمضان , فمات فلم يُغفر له، فأُدخل النار , فأبعده الله , قل: آمين ، فقلت: آمين , قال: ومن ذُكِرتَ عنده فلم يصل عليك , فمات ، فدخل النار ، فأبعده الله , قل: آمين , فقلت: آمين} " رواه الطبراني في " الكبير" , وصححه الألباني {.
فهل تعجب أخي المؤمن أن جبريل ملك الوحي يقول في هذا الحديث , وفيما رواه مسلم " من أدرك شهر رمضان ولم يُغفر له باعده الله في النار " ثم يؤمِّن خليل الرحمن الصادق r على دعائه ؟! , وأي عجب ورمضان فرصة نادرة ثمينة فيها الرحمة والمغفرة , ودواعيها متيسرة , والأعوان عليها كثيرون , وعوامل الفساد محدودة , ومردة الشياطين مصفَّدون , ولله عتقاء في كل ليلة , وأبواب الجنة مفتحة ، وأبواب النيران مغلقة , فمن لم تنله الرحمة مع كل ذلك فمتى تناله إذن ؟ ، ولا يهلك على الله إلا هالك , ومن لم يكن أهلاً للمغفرة في هذا الموسم ففي أي وقت يتأهل لها ، ومن خاض البحر اللجاج ولم يَطَّهَّرْ فماذا يطهره ؟! .
إذا الروْض أمسى مُجْدِباً في ربيِعِه
ففي أي حينٍ يستنيرُ ويُخْصِبُ ؟
4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه من طريق آخر مرفوعاً: " أظلَّكم " أي أشرف عليكم , وقرب منكم – " شهركم هذا بمحلوف رسول الله r , ما مَرَّ بالمؤمنين شهر خير لهم منه , ولا بالمنافقين شهر شر لهم منه , إن الله عز وجل ليكتب أجره ونوافله من قبل أن يُدخِله , ويكتب إصره – أي إثمه وعقوبته – ( وشقاؤه من قبل أن يدخله ) لأنه يعلم ما كان وما يكون ( وذلك أن المؤمن يُعِدُّ فيه القوة للعبادة من النفقة , ويعد المنافق اتباع غفلة الناس واتباع عوراتهم , فهو غنم للمؤمن , يغتنمه المنافق ) وفي رواية البيهيقي " ونقمة للفاجر " [ رواه الإمام أحمد والبيهقي والطبراني في الأوسط , وابن خزيمة في صحيحه ,.
أسأل الله التوفيق لنا جميعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق