وهنا جمع لبعض الأمور التي تكون سبباً لمحبة الله تعالى، لعل الله ينفع بها
1- الحنيفية السمحة أحب الأديان إلى الله
قال صلى الله عليه وسلم (أحب الأديان إلى الله تعالى الحنيفية السمحة)
حسنه الألباني
الحنيفية: هي ملة إبراهيم، التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة والميل عن الشرك والباطل .
2- اتباع الله ورسوله
قال تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
(31) سورة آل عمران
قال ابن قيم الجوزية: وهي تسمى آية المحبة قال أبو سليمان الداراني لما ادعت القلوب محبة الله أنزل الله لها محنة قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله . مدارج السالكين (3/18-25) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وإذا كانت المحبة أصل كل عمل ديني، فالخوف والرجاء وغيرهما تستلزم المحبة وترجع إليها، فإن الراجي الطامع إنما يطمع فيما يحبه لا فيما يبغضه، والخائف يفر من الخوف لينال المحبوب،
قال الله تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} (57) سورة الإسراء
وقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (218) سورة البقرة
و«رحمته» اسم جامع لكل خير. «وعذابه» اسم جامع لكل شر. ودار الرحمة الخالصة هي الجنة، ودار العذاب الخالص هي النار، وأما الدنيا فدار امتزاج.
3- الله يحب المحسنين
قال تعالى{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
(195) سورة البقرة
وقال صلى الله عليه وسلم (إذا حكمتم فاعدلوا ، و إذا قلتم فأحسنوا ، فإن الله محسن يحب المحسنين)
والإحسان أعلى مراتب الدين، وأعظم أخلاق العبادة، والتي هي عبادة الصالحين. والإحسان كما جاء مفسراً في الحديث: "الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه،فإن لم تكن تراه فإنه يراك"رواه البخاري ومسلم.
4- الله يحب المتقين
قال تعالى { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}
(4) سورة التوبة
والمتقون: هم الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقهم الله ينفقون.والتقوى:هي مخافة الجليل،والعمل بالتنـزيل، والرضى بالقليل،والاستعداد ليوم الرحيل،ويروى ذلك عن علي .
5- الله يحب المتوكلين
قال تعالى { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
(159) سورة آل عمران
والتوكل: هو الاعتماد على الله تعالى، وأن تكل كل أمورك إليه سبحانه وتعالى .
6- الله يحب الصابرين
قال تعالى { وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}
(146) سورة آل عمران
والصبر كما فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان: الصبر والسماحة". صحيح الجامع حديث رقم (2795) عن جابر . قال البيهقي: يعني بالصبر الصبر عن محارم اللّه وبالسماحة أن يسمح بأداء ما افترض عليه اهـ. ففسر الإيمان بهما لأن الأول يدل على الترك، والثاني على الفعل وبما قاله البيهقي صرح الحسن البصري فقال: الصبر عن المعصية والسماحة على أداء الفرائض. وقال الغزالي: الصبر ملاك الإيمان لأن التقوى أفضل البر والتقوى بالصبر والصبر مقام من مقامات الدين ومنـزل من منازل السالكين وجميع مقامات السالكين ينتظم من معارف وأحوال وأعمال.فيض القدير.
7- الله يحب المقسطين
قال تعالى { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
(42) سورة المائدة
والمقسطون:هم العادلون المتقون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر .
وقال صلى الله عليه وسلم (إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُّوا) رواه مسلم
8- الله يحب التوابين والمتطهرين
قال تعالى { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}
(222) سورة البقرة
التوابون: هم الذين إذا أذنبوا ذكروا الله وندموا على ما فعلوا وتابوا ورجعوا إلى الله تعالى واستغفروا لذنوبهم، ولم يصروا على ما فعلوا .
والمتطهرون: هم الذين يتطهرون بالماء من الحدث الأكبر والأصغر الجنابة وغيرها، وهم الذين يتنـزهون عن الأذى والأقذار، وهم الذين يعتزلون النساء في الحيض .
9- الفرائض أحب شيء إلى الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته"
صححه الألباني
الولي: المؤمن المخلص في عبادته لله.
آذنته: أعلمته بأني محارب له. يتقرب: يطلب القرب.
النوافل: الطاعات الزائدة على الفرائض. يبطش بها: يضرب بها.
10- أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها وبر الوالدين والجهاد
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أ ي العمل أحب إلى الله فقال (أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ الصلاة على وقتها ، وبر الوالدين ، والجهاد في سبيل الله عز وجل)
صححه الألباني
وعن ابي بن كعب رضي الله عنه قال (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الصبح فقال أشاهد فلان قالوا لا قال أشاهد فلان قالوا لا قال إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا على الركب وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله تعالى)
حسنه الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم (إن أحب صلاة المرأة إلى الله في أشد مكان في بيتها ظلمة)
صحيح ابن خزيمة
11- أحب خطوة إلى الله سد فرجة في الصلاة
قال صلى الله عليه وسلم (ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة وما خطوة أحب إلى الله من خطوة يمشيها العبد يصل بها صفاً)
صححه الألباني
12- أحب الصلاة إلى الله قيام الليل واحب الصيام صيام داود
قال صلى الله عليه وسلم (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام ، وأحب الصيام إلى الله صيام داود ، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه ، وينام سدسه ، ويصوم يوما ويفطر يوما)
صحيح البخاري
13- الله يحب الوتر
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله وتر يحب الوتر)
صححه الألباني
والوتر: هو الفرد .
14- أحب العمل الصالح إلى الله في العشر من ذي الحجة
قال صلى الله عليه وسلم (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر)
صححه الألباني
15- أحب الجهاد إلى الله كلمة حق عند سلطان جائر
قال صلى الله عليه وسلم (أحب الجهاد إلى الله كلمة الحق تقال لإمام جائر)
حسنه الألباني
16- الإيمان بالله وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحب الأعمال إلى الله
قال صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ، ثم صلة الرحم ، ثم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر)
حسنه الألباني
17- أداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الجوار
قال صلى الله عليه وسلم (إن أحببتم أن يحبكم الله تعالى و رسوله فأدوا إذا ائتمنتم ، و اصدقوا إذا حدثتم ، و أحسنوا جوار من جاوركم)
حسنه الألباني
يحبكم اللّه تعالى: أي يعاملكم معاملة المحب لكم. فأدوا الأمانة: إذا ائتمنتم" عليها "واصدقوا إذا حدثتم" بحديث "وأحسنوا جوار من جاوركم" بكف طرق الأذى عنه ومعاملته بالإحسان وملاطفته وفي إفهامه أن من خان الأمانة وكذب ولم يحسن جوار جاره لا يحبه اللّه تعالى ولا رسوله بل هو بغيض عندهما.
18- أحب الكلام إلى الله تعالى أربع
قال صلى الله عليه وسلم (أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، والله أكبر ، و لا يضرك بأيهن بدأت)
صححه الألباني
التسبيح:هو التنـزيه.والحمد:هو الثناء الكامل على الله مع رغبة ورهبة .
19- كلمتان حبيبتان إلى الرحمن
قال صلى الله عليه وسلم (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)
رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم (أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد : سبحان الله و بحمده)
صححه الألباني
20- دعاء استفتاح الصلاة
قال صلى الله عليه وسلم (إن أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمُك وتعالى جدُّك ولا إله غيرك)
السلسلة الصحيحة
21- الله يحب الحلف به
عن عمر (احلفوا بالله و بروا واصدقوا فإن الله يحب أن يحلف به)
صحيح الجامع
22- أحب الأسماء إلى الله
قال صلى الله عليه وسلم (أحب الأسماء إلى الله عبد الله و عبد الرحمن)
رواه مسلم
وفي روايه (أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن و الحارث)
صحيح الجامع
23- أحب الناس والأعمال إلى الله
قال صلى الله عليه وسلم (أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، و أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربة ، أو يقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، و لأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد ، يعني مسجد المدينة شهرا ، و من كف غضبه ستر الله عورته ، و من كظم غيظه ، و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، و من مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ، [ و إن سوء الخلق يفسد العمل ، كما يفسد الخل العسل ]صححه الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل)
صحيح مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله تعالى أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله)
صححه الألباني
24- أحب العباد إلى الله أنفعهم لعياله
قال صلى الله عليه وسلم (أحب العباد إلى الله تعالى أنفعهم لعياله)
حسنه الألباني
25- أحب العباد إلى الله أحسنهم خلقا
قال صلى الله عليه وسلم (أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا)
صححه الألباني
26- الله إذا أحب قوماً ابتلاهم
قال صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله قوما ابتلاهم ، فمن صبر فله الصبر ، ومن جزع فله الجزع)
صححه الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأجر عند عظم المصيبة وإذا أحب الله قوما ابتلاهم)
صحيح الجامع
27- أحب الطعام إلى الله
قال صلى الله عليه وسلم (أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي)
صححه الألباني
28- الله يحب من يحب لقاءه
قال صلى الله عليه وسلم(من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)
صحيح البخاري ومسلم
29- الله يحب من أحب الأنصار
قال صلى الله عليه وسلم (من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله)
صحيح الجامع
30- الله يحب المؤمن القوي
قال صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان)
صحيح ابن تيميه
والقوة تكون في الدين والبدن، فيكون أشد عزيمة في العبادة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والصبر على الأذى في ذات الله، ويكون أسرع خروجاً للجهاد في سبيل الله تعالى .
31- الله يحب التقي الغني الخفي
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى يحب العبد التقي الغني الخفي)
صححه الألباني
التقي: هو من يترك المعاصي امتثالاً للمأمور به واجتناباً للمنهي عنه.والغني: غنى النفس،وهو الغني المحبوب، قال ابن بطال: معنى الحديث ليس حقيقة الغنى كثرة المال لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي أين يأتيه.وقال القرطبي: معنى الحديث إن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس، وبيانه أنه إذا استغنت نفسه كفت عن المطامع فعزت وعظمت وحصل لها من الحظوة والنـزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى يناله من يكون فقير النفس لحرصه فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال همته وبخله، ويكثر من يذمه الناس ويصغر قدره عندهم فيكون أحقر من كل حقير وأذل من كل ذليل .والخفي:الخامل الذكر المعتزل عن الناس الذي يخفي عليهم مكانه ليتفرغ للتعبد قال ابن حجر وذكر للتعميم إشارة إلى ترك الرياء،قال الطيبي والصفات الثلاثة الجارية على العبد واردة على التفضيل والتمييز فالتقي مخرج للعاصي والغني للفقير والخفي على الروايتين لما يضادها فإذا قلنا إن المراد بالغنى غنى القلب اشتمل على الفقير الصابر والغني الشاكر منهم وفيه على الأول حجة لمن فضل الاعتزال وآثر الخمول على الاشتهار .فيض القدير .
32- ازهد في الدنيا يحبك الله
قال صلى الله عليه وسلم (ازهد في الدنيا يحبك الله ، و ازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس)
صححه الألباني
الزهد: هو ترك المباحات وما لا يحتاج إليه وإن كان حلالاً، ويقتصر على الورع وترك الشبهات .
33- صلاة الجماعة أحب إلى الله
قال صلى الله عليه وسلم (إن هاتين الصلاتين – يعني العشاء والصبح – من أثقل الصلاة على المنافقين ، ولو يعلمون فضل ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ، عليكم بالصف المقدم ؛ فإنه مثل صف الملائكة ، ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه ، وصلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل ، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله تعالى)
حسنه الألباني
34- الله يحب الذي يقول آمين
قال صلى الله عليه وسلم (إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ، ثم ليؤمكم أحدكم ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا قرأ فأنصتوا ، وإذا قال { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فقولوا : آمين ، يحبكم الله)
صححه الألباني
35- الله يرضى عن الذي يأكل أو يشرب فيحمده
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة ، أو يشرب الشربة ، فيحمد الله عليها)
صححه الألباني
هذا فيمن حمد حمداً مطيعاً له طالباً حسن العمل طاهر النفس خالصاً من قلبه فإنه إذا كان كذلك وختمه بكلمة الصدق رضي الله عنه بصدقه، وأما من حمد على خلاف ذلك مع استيلاء الغفلة وترك الأدب مع اللّه إنما هو حمد السكارى الحيارى الذين لا يلتفت إليهم ولايعول عليهم فهيهات هيهات. فيض القدير بتصرف .
36- الله يحب معالي الأمور
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى جميل يحب الجمال ، و يحب معالي الأخلاق ، و يكره سفسافها)
صححه الألباني
وفي رواية (إن الله تعالى جواد يحب الجود ، و يحب معالي الأخلاق ، و يكره سفسافها)
صححه الألباني
إن اللّه جواد: كثير الجود أي العطاء،(يحب الجود):الذي هو سهولة البذل والإنفاق وتجنب ما لا يحمد من الأخلاق وهو يقرب من معنى الكرم والجود ويكون بالعبادة والصلاح وبالسخاء بالدنيا والسماح. سفسافها: أي رديئها وحقيرها. اهـ.فيض القدير .
37- الله يحب الكرم والكرماء ومعالي الأخلاق
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله كريم يحب الكرماء ، جواد يحب الجودة ، يحب معالى الأخلاق ، و يكره سفسافها)
صححه الألباني
38- الله يحب السماحة في البيع والشراء
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب سمح البيع ، سمح الشراء . سمح القضاء)
صححه الألباني
سمح البيع: أي سهله،والسماحة:السهولة،(سمح الشراء سمح القضاء) أي التقاضي كما سبق موضحاً ومقصود الحديث الحث على تجنب المضايقة في المعاملات واستعمال الرفق وتجنب العسر.فيض القدير.
39- الله يحب العفو
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى عفو يحب العفو)
حسنه الألباني
40- الله يحب الرفق
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه مالا يعطي على العنف)
صححه الألباني
رفيق:أي لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر فيكلفهم فوق طاقتهم، بل يسامحهم ويلطف بهم ولا يجوز إطلاق الرفيق عليه سبحانه اسماً لأن أسماءه سبحانه إنما تتلقى بالنقل المتواتر ولم يوجد .
وفي رواية (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله )
صححه الألباني
41- الله يحب المدح ويحب العذر
قال صلى الله عليه وسلم (لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه المدح من الله ولذلك مدح نفسه ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل)
رواه البخاري ومسلم
وعن الأسود بن سريع: (ليس أحد أحب إليه المدح من الله ولا أحد أكثر معاذير من الله)
صحيح الجامع
42- الله يحب الحلم والأناة
عن أبي سعيد: (يا أشج! إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والتؤدة)
صحيح الجامع
وعن ابن عباس، (إن فيك لخصلتين يحبهما الله تعالى: الحلم والأناة)
رواه مسلم
أشج واسمه المنذر بن عائذ (الحلم) أي العقل وتأخير مكافأة الظالم أو العفو عنه أو غير ذلك (والأناة) التثبت وعدم العجلة.
43- الله يحب الحياء والستر
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى حيي ستير يحب الحياء و الستر ، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر)
صححه الألباني
44- الله يحب الجمال
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى جميل يحب الجمال)
صححه الالباني
وفي رواية (إن الله جميل يحب الجمال ، و يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ، و يبغض البؤس و التباؤس)
صححه الألباني
45- الله يحب إتيان الرخص
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه ، كما يحب أن تؤتى عزائمه)
صححه الألباني
وفي رواية (إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه ، كما يكره أن تؤتى معصيته)
صححه الألباني
(رخصه) جمع رخصة وهي تسهيل الحكم على المكلف لعذر حصل، قال ابن حجر:وفيه دلالة على أن القصر للمسافر أفضل من الإتمام.
(عزائمه) أي مطلوباته الواجبة، فإن أمر اللّه تعالى في الرخصة والعزيمة واحد فليس الأمر بالوضوء أولى من التيمم في محله ولا الإتمام أولى من القصر في محله فيطلب فعل الرخص في مواضعها والعزائم كذلك،فإن تعارضا في شيء واحد راعى الأفضل،قال القاضي:والعزيمة في الأصل عقد القلب على الشيء ثم استعمل لكل أمر محتوم،قال ابن تيمية: ولهذا الحديث وما أشبهه كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يكره مشابهة أهل الكتاب فيما عليهم من الآصار والأغلال ويزجر أصحابه عن التبتل والترهب.فيض القدير.
46- الله يحب إتقان العمل
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)
صحيح الجامع
47- الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)
صحيح الجامع
أثر نعمته أي إنعامه على عبده: يرى مزيد الشكر للّه تعالى العمل الصالح والثناء والذكر له بما هو أهله والعطف والترحم والإنفاق من فضل ما عنده في القرب
48- أحب الأعمال إلى الله أدومها
قال صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل)
رواه البخاري ومسلم
49- أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور
قال صلى الله عليه وسلم (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عزوجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أوتقضي عنه ديناً، أوتطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل)
صحيح الجامع
50- أحب الأشياء إلى الله قطرتان وأثران
قال صلى الله عليه وسلم (ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة من دموع في خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران : فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله)
صحيح الترمذي
51- أحب الطعام ما كثرت عليه الأيدي
قال صلى الله عليه وسلم (أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي)
صحيح الجامع
52- السواك يرضي الرب
قال صلى الله عليه وسلم (السواك يطيب الفم و يرضى الرب)
صححه الألباني
وفي رواية (السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب)
صحيح النووي
الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها وهي عشرة :
أحدها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه .
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .
الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر.
الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى.
الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب.
السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته .
السابع: وهو من أعجبها انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات .
الثامن: الخلوة به وقت النـزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
التاسع: مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك .
العاشر:مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل.
فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب، وملاك ذلك كله أمران:
1 - استعداد الروح لهذا الشأن .
2 - وانفتاح عين البصيرة وبالله التوفيق .
قال بعض السلف: ادعى قوم محبة الله فأنزل الله آية المحنة: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، وقال يحبكم الله إشارة إلى دليل المحبة وثمرتها وفائدتها فدليلها وعلامتها اتباع الرسول وفائدتها وثمرتها محبة المرسل لكم فما لم تحصل المتابعة فليست محبتكم له حاصلة ومحبته لكم منتفية.
اللهم ارزقنا حبك وحب من ينفعنا حبه عندك، واجعل حبك أحب الأشياء إلينا، واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندنا،واقطع عنا حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك، اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله قوة لنا فيما تحب، اللهم وما زويت عنا مما نحب فاجعله فراغا لنا فيما تحب، اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك،والعمل الذي يبلغنا حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلنا من أنفسنا وأهلينا والناس أجمعين.