بعدما وجه اللوبي الصهيوني في أميركا التحية لمصر لإقامتها السور العازل مع قطاع غزة، تمنيت أن أرى حمرة الخجل على وجوه الذين احتشدوا للدفاع عن فكرة السور بدعوى أنه ضروري لحماية أمن مصر القومي! أين هؤلاء الأشاوس الذين جندوا أنفسهم للفاع عن الشيطان الرجيم وحاولوا إقناعنا بأن مصر قررت أن تقيم السور لدرء المخاطر التي تهددها من الجانب الفلسطيني بطبيعة الحال ..........: هل ندم هؤلاء واستشعروا خجلا بعدما اكتشفوا أنهم إما خدعوا أو أنهم كذبوا علينا وانفضح أمرهم الآن؟
إن المؤتمر السنوي للجنة العلاقات الإسرائيلية للشؤون العامة «إيباك» المنعقد في واشنطن شهد إشادة واسعة بإجراءات مصر لضبط حدودها مع قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ ثلاث سنوات.
في هذا الصدد أثنى روبرت ساتلوف على فكرة الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على طول حدودها مع غزة لوقف عمليات التهريب عبر الأنفاق، وقال: إن مصر التي هي شريك إسرائيل في السلام اتخذت ببناء السور مواقف ناضجة وواضحة وشجاعة، وهي على وشك الانتهاء من آخر مراحل بناء ذلك السور الذي يقيم حاجزا بين سيناء وغزة، وهو ما يضيق الخناق على حركة حماس "المسيطرة على القطاع منذ يونيو 2007 وهي خطوة مهمة نحو إحداث تغيير داخل قطاع غزة، وإن هذه العبارات استقبلت بتصفيق شديد من جانب عناصر اللوبي الصهيوني المشاركين في المؤتمر.
الرجل كان صريحا ولم يخف شيئا. إذ اعتبر أن إقامة السور تتم فى إطار الشراكة بين مصر وإسرائيل، وبمقتضى هذه الشراكة قدمت مصر لإسرائيل تلك «الخدمة» لتضييق الخناق على حركة حماس في غزة، بهدف إحداث تغيير داخل القطاع، إما بثورة الفلسطينيين على حماس أو باستسلام الجميع وتركيعهم إزاء إحكام الخناق بما يفوق قدرتهم على الاحتمال. وذلك كله يصب في صلب المصلحة الإسرائيلية.
ويذكر أن وفدا عسكريا أميركيا برئاسة مدير مكتب التعاون العسكري بالسفارة الأميركية بالقاهرة، تفقد شريط الحدود القائم بين مصر وقطاع غزة، واطلع على الأعمال التي ينفذها الجانب المصري لإنشاء الجدار الفولاذي.
وأضاف أن الوفد توجه بصحبة عدد من المسؤولين المصريين إلى المنطقة الحدودية للوقوف على المرحلة الأخيرة من الإنشاء.
كما رأيت، فالتحية والتصفيق لمصر من جانب اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة احتفاء بموقفها "الشجاع" الذي يستهدف تضييق الخناق على حماس وإسقاط قطاعها في غزة. والمتابعة مستمرة لعملية إقامة السور الفولاذي من جانب مكتب التعاون العسكري بالسفارة الأميركية بالقاهرة، وهو ما يفضح ويسقط تماما الزعم القائل بأن السور الفولاذي له علاقة بأمن مصر القومي، ذلك أننا لم نسمع ولم يخطر لنا على بال أن يتحمس الصهاينة في الولايات المتحدة، أو يعنى مكتب التعاون العسكري الأميركي في القاهرة بضمان أمن مصر أو الغيرة على حدودها، لأن العكس هو الصحيح دائما.
إنني أتفهم دوافع المخدوعين والكذابين والمنافقين في محاولة التستر على الفضيحة عن طريق الادعاء بأن السور الفولاذي يحمي أمن مصر، لكن ما أعجز عن فهمه هو الملابسات التي تدفع مصر إلى تقديم هذه "الخدمة" لإسرائيل،وما إذا كان الأداء المصري في هذه الحالة بناء على اتفاقات غير معلنة، أم أنه «تطوع» من جانب مصر يمارس لتنفيذ سياسات لا نعرف مصدرها أو مقاصدها؟
وحسبنا الله ونعم الوكيل فى وكلاء اليهود المعتمدين فى بلادنا المنكوبة بهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق