هؤ لاء هم نواب الحزب الوطنى( المشبوه) نشبت أزمة عنيفة بين النائبين أحمد شوبير ويسري بيومي أثناء اجتماع لجنة القوى العاملة يوم الاثنين بمجلس الشعب وكادت المشادة تصل الى حد الاشتباك بالأيدي لولا تدخل الأعضاء .
بدأت الأزمة مع تأكيد حسين مجاور رئيس اللجنة على أنه سيتم صرف شهرين لعمال شركة طنطا للكتان حتى يتم انتهاء الأزمة وهو ما اعترض عليه نواب المعارضة ومنهم النائب الاخواني يسري بيومي الذي قال"الحرامية باعوا مصر ولابد من تدخل النائب العام". (وهذا حق)
ورد أحمد شوبير بعنف قائلاً: "هو كلام هجص.. المستثمر كتر خيره ولا هو وجع قلب" فرد عليه يسري بيومي موجهًا حديثه إلي شوبير "إنت ليك هدف ومشبوه" فعلق شوبير قائلاً: "أنا مشبوه يا وسخ؟!.. أنا وطني وأشرف منك".
وواصل شوبير ثورته محاولا الاعتداء على يسري مرددا :
"والله ماهسيبك يا وسخ يا حيوان
وحياة أمك مش ح اسيبك وأمثالك هما المشبوهين" وأقسم شوبير:
"عليّ الطلاق من بيتي ومراتي تكون محرمه عليّ أنا طالع عين أمي عشان أوصل
معرفش النائب ده من أي داهية أو مصيبة"
ورد بيومي موجهاً حديثه لشوبير "يا راجل ده العمال كانوا هيضربوك".. فقال شوبير "ده أنا مش راضي أقول إني دافع للعمال 250 ألف جنيه من جيبي".
فيما نجح حمدين صباحي في إنقاذ نائب الإخوان من قبضة شوبير في اللحظات الأخيرة، حيث التقط حمدين شوبير وسقط به من علي منصة الاجتماع وقام حمدين بالاعتذار للنائب الإخواني يسري بيومي .
وفي مداخلة هاتفية مع برنامج القاهرة اليوم قال شوبير أنه بالفعل نعت النائب الاخواني "بالوسخ" وأنه قال له" وحياة أمك مش ح اسيبك وأمثالك هما المشبوهين" وعلل شوبير تصرفه بأنه جاء ردا على اتهامات النائب الاخواني له بأنه مشبوه.
وأضاف شوبير أنه بالفعل حاول الاعتداء بالضرب على يسري بيومي لولا تدخل النواب.
المصدر: جريدة الدستور، مصراوي. --- أترك لكم التعليق على هذا الرقى فى الألفاظ من جانب أحمد شبير
إن حال أمتنا لا يخفى على أحد ، وما آلت إليه أوضاعنا تنبئ بما لا تحمد عقباها ، لولا أن تتداركنا رحمة ربنا ونفيق نحن من غفلتنا ، حيث أصبحنا عالة على غيرنا وقرارنا فى أيدى عدونا ، وما ذلك إلا لأننا نسينا أو تناسينا عظمة منهاجنا وفخامة تاريخنا وسبيل تقدمنا ورفعتنا ، فكان الجزاء من جنس العمل ( نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ) (الحشر: من الآية19)
لقد قل عملنا وإنتاجنا ، وإذا عملنا فما أتقنَّا مع أننا كمسلمين ندين لله بخلق الإتقان .. خلق العمل والنجاح .. خلق العمل للدنيا والآخرة .. خلق الحث على مكابدة الحياة واستسهال الصعاب .. خلق الفأل والأمل المحمود الذي يبلغ بالمجتمع المجد بعد أن يلعق الصبر مرات ولا يكاد يسيغه .فالإسلام يعلمنا الإتقان منذ نعومة أظفارناحيث أن أول عمل يتطلب الإتقان في حياة المسلم هو الصلاة حيث يطالب بها فيالسابعة ويضرب عليها في العاشرة، فإذا وصل مرحلة الشباب والتكليف كانمتقناً للصلاة مجَوِّداً لها محسناً أداءها، فالمسلم في الصلاة يتقن عدداً منالمهارات المادية والمعنوية، فإقامة الصلاة و ما يطلب فيها من خشوعواستحضار لعظمة الخالق، وطمأنينة الجوارح، وتسوية الصفوف، ومتابعة الإمام،ثم ممارسة الصلاة خمس مرات في اليوم كل هذه من الممارسات تتطلبالتعود على الإتقان حتى تنتقل هذه العادة من الصلاة إلى سائر أعمال المسلماليومية دنيوية أو أخروية.
ولقد جاءت الشريعة لتؤاخذ غير المتقن، فتُعلمنا بذلك الإتقان في المهن والحرف، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَامِنٌ)) أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه ، وحسنه الألباني.
وكذلك لو لم يكن في مواكبة الزمن في آلاته وتقنياته وإتقانه أهمية ومعنى لما أمر الله به في قوله :" وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ " (60 سورة الأنفال) .فالنبل لا يقاوم المدفع والرمح لا يرد صاروخًا ، كما أن المشي على الأقدام ليس كركوب الدابة وليس الماشي كالجاري .
والإتقان في الإسلام ليس هدفًا سلوكيًّا قاصرًا على الفرد فحسب ، بل هو سمةٌ حضاريةٌ للمجتمع المسلم تنمحي بسببه بعض السلوكيات كالفوضى واللامبالاة ، بل ينمحي بسببه مفهم الأنا ،هذه الصفة التى هي إحدى صرخات السياسة الفرعونية : "مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى" (29 سورة غافر) ..
فهيا إلى العمل :إن عمل رجل في ألف رجل، خير من كلام ألف رجل في رجل، ولذا فإنالثرثرة والعمل المتقن لا يجتمعان معاً، إذ يحتاج الإتقان إلى تركيز،والثرثرة بعثرة لكل عوامل التركيز.. إن الكلام ولو ملأ طباق الأرض فلنيعلن عن صاحبه، ما لم يقترن بعمل جاد متقن.. إن العويل والصراخ وكثرةالشكوى مضيعة للوقت، والعمل يحتاج إلى كل لحظة.. إن النجاح في الحياة لنيذهب إلا لمن يستحقه.
ولتعلم أخى الحبيب أن الإتقان فى أي شيء يعود على صاحبه أولا بالمنفعة العظيمة ، وهذا بيان لما أقول:
قال مطرف بن عبد الله: شهدت جنازة واعتزلت ناحية قريبا فصليت ركعتين كأني خففتهما لم أرض إتقانهما ونعست فرأيت صاحب القبر يكلمني.
فقال: ركعت ركعتين لم ترض إتقانهما!
قلت: قد كان ذلك.
قال: تَعملون ولا تَعلمون، ونحن نعلم ولا نستطيع أن نعمل؛ لأن أكون ركعت مثل ركعتيك أحب إلي من الدنيا بحذافيرها
وأخيراً.. كم نتمنى، ويتمنى معنا كل محب لوطنه، أن يصبح الإتقان عادةوسلوكا في حياتنا في كل شيء.. في العبادة ....في القول.. في العمل.. في الإنتاج.....
فهل قدمت أنت كصاحب دعوة النموذج والمثل لمن حولك !!الله المستعان.
بثت القناة العاشرة للتلفزيون الصهيونيأمس الثلاثاء 9/2 /2010تقريرا تحت عنوان "فتح غيت" حول أعمال فساد في سلطة رامالله التي يتزعمها رئيس فتح محمود عباس وخصوصا في مكتبه ، استعرضت فيهمستندات وصورا تتهم مدير مكتب عباس رفيق الحسيني بالفساد و"التحرش الجنسي".
واستند التقرير الذي أعدهالمحلل في القناة العاشرة للشؤون العربية تسفيكا يحزقيلي إلى مستنداتووثائق دأب على جمعها المسؤول في الأمن الوقائي الفلسطيني فهمي شبانةالتميمي على مدار الأعوام الستة الماضية.
وأشارت القناة إلى أن التميميهو المسؤول الذي عينته سلطة رام اللهللتحقيق في الفساد.
وظهر التميمي في التقرير وقالانه تم تقديم الوثائق والأدلة على أعمال الفساد ومنفذيها إلى عباس ووجهتحذيرا بأنه في حال لم يتخذ الأخير إجراءات ضد المتهمين بهذه الأعمال خلالأسبوعين فإنه سيكشف للقناة العاشرة للتلفزيون الصهيوني المزيد من الوثائق.
وقال التميمي بالعربية خلالتقرير القناة العاشرة "أنا أتوجه للأخ أبو مازن. اليوم أعلنت عن جزء بسيطمما لدي تجاه بعض الفاسدين ماليا وأخلاقيا، ولكن بعد أسبوعين من النشر سوفأعلن عن معلومات أكثر خطورة وأكثر دقة، مسندة بالبينات على نفس هذه القناةالتلفزيونية حتى تتم ملاحقة كل الفاسدين وفي الوقت ذاته محاسبة رفيقالحسيني".
وأضاف التميمي أنه طالب مرارا باتخاذ إجراءات ضد المتهمين بتنفيذأعمال الفساد والسرقات إلا أنه لم يتم اتخاذ أية إجراءات ضدهم ولذلك قررالتوجه إلى الإعلام.
ورغم أنه لا يتوقع أن تنشر وسائل الإعلامالفلسطينية تقريرا حول الفساد إلا أن التميمي لم يوضح سبب توجهه إلى قناةتلفزيونية صهيونية
ووفقا للتقرير فإن العديد من الأشخاص المحيطينبرئيس فتح محمود عباس وعلى رأسهم الحسيني وحتى أبناء عباس ضالعون في أعمالالفساد وسرقة الأموال والتي بلغ حجمها مئات الملايين من الدولارات التيحصلت عليها السلطات من التبرعات الدولية.
وأورد يحزقيلي مثالا على ذلكأن أشخاصا حول عباس كانوا يطلبون أموالا لشراء أراض لكن التحقيق أظهر أنالقسم الأكبر من هذه الأموال ذهب إلى جيوبهم وأنه تم سحب هذه الأموال منبنوك في القاهرة وعَمان.
وتظهر المستندات التي جمعها التميمي وعرضتهاالقناة العاشرة أنه في كل مرة كان يتم سحب مبلغ مليون دولار أو مليونيدولار من تلك البنوك.
وقال يحزقيلي إن التميمي زرع كاميرات تصوير فيمقر الرئاسة الفلسطينية وفي عدد من البيوت لغرض التحقيق الذي يجريه حولالفساد وسرقة الأموال.
وتبين أن الحسيني سعى لاستدراج نساء تقدمنللحصول على وظائف في مقر الرئاسة لإقامة علاقة جنسية معهن، وأنه في إحدىالمرات طلب من إحدى السيدات أن يلتقي بها في منزله للحديث حول العمل.
والتقطت الكاميرات التي زرعهاالتميمي في المنزل ذاته الحسيني يخلع ثيابه وحتى أنه أصبح عاريا تمامابينما ذهبت السيدة إلى المطبخ لإعداد القهوة وقد عرضت القناة العاشرة هذهالصور، لكن يحزقيلي قال إن السيدة رفضت تحرش الحسيني بها وصدته
---------
هذا نموذج للأنظمة الفاسدة الجاكمة فى بلادنا ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ... أرأيتم لماذا يحاربون أهل الشرف والكرامة أهل حماس ؟ وما رأيكم فى مساعدة الضغمة الحاكمة فى بلادنا وتعاونهم مع هؤلاء المفسدين ضد حماس؟ والعجيب أن إخوانهم فى إسرائيل هم الذين يفضحونهم ويذلونهم .. ومع ذلك يرتمون فى أحضانهم ..قاتلهم الله ولعنهم وأصمهم وأعمى أبصارهم؟!!..أمين
لماذا تحقق مصر إنجازاتهاالكبيرة في مباريات كرة القدم، في حين تخيب جامعاتها ولا تُذكر في أي تصنيفعالمي محترم، وتعجز عن إزالة القمامة من العاصمة؟ السؤال تتداوله بعضالألسنة بعدما انتهت الفورة وجاءت الفكرة. وهو ما سمعته من أكثر من واحد،أحدهم سأل: لماذا لا يُعيَّن الكابتن حسن شحاتة رئيسا للوزراء لكي ينقذالبلد من المنحدر الذي يتدحرج عليه؟ لقد فرح المصريون كثيرا، حتى أن القاهرة على الأقل لم تنم في تلك الليلةالتي فازت فيها مصر بكأس الأمم الأفريقية، وهو فرح مستحق لا ريب، وأحسب أنالمبالغات التي وقعت أثناءه لم تكن كلها، لأن المنتخب المصري حقق إنجازهالكبير، وإنما كان بعضها لأن الناس أصبحوا بحاجة ملحّة لأن يفرحوا، خصوصابعدما تكاثرت همومهم وعزت ابتساماتهم، وشحت نكاتهم، وما عادت ضحكاتهم تنبعمن أعماقهم.
ورغم أن الفوز بكأس أفريقيا لم يغير شيئا في حياتهم، إلاأنه أضاف شيئا مختلفا إلى معنوياتهم، على الأقل أنه ذكرهم بأن ثمة لمعةضوء في العتمة المخيمة ذكّرتهم بلحظات السعادة والفرح.
المقارنة بينالفوز بكأس أفريقيا والفشل في الأمور العملية الأخرى بمنزلة استدعاءللمقارنة بين الرياضة والسياسة، وتساؤل عن أسباب النجاح في الأولى دونالثانية، وردّي على ذلك التساؤل أن العوامل الرئيسية للنجاح واحدة فيالحالتين، لكن تلك العوامل توظف في الرياضة ويتم تجاهلها في السياسة، فعنصرالكفاءة مثلا يتم التعامل معه بمنتهى الشدة والحزم في الرياضة، بينماالأمر ليس كذلك في السياسة، فكفاءة المدرب ولياقة اللاعب البدنية وموهبتهفي الأداء، هذه كلها أمور لا يمكن التسامح فيها في الرياضة، ثم إن لهامعايير واضحة لا يمكن التهاون فيها.
والأمر مختلف في السياسة، فقدتعد الكفاءة من العوامل التي تتدخل في اختيار المسؤول، لكنها ليست العاملالوحيد أو الحاسم، ذلك أن المسؤول التنفيذي يتم اختياره أحيانا لأقدميته أولصلة قرابة تربطه مع من هو أكبر منه، وأحيانا اطمئنانا إلى ولائه السياسي.
الشفافيةعامل أساسي آخر في الرياضة، وهو نسبي في السياسة، وأحيانا ينعدم تماما. ذلك أن 90 ? من النشاط الرياضي يمارس أمام الناس وتحت أعينهم، فهم يرون منأصاب ومن أخطأ، ويعرفون أسباب اشتراك البعض في اللعب وغياب البعض الآخر. وباستثناء المناورات والمشاحنات التي تقع في الكواليس بين الإداريين، فإنتفاصيل كل مباراة مكشوفة على الملأ، أما السياسة، فهي إن كانت «فن الممكن» عند البعض، فإنها أيضا مستودع الأسرار والألغاز، خصوصا في الدول غيرالديموقراطية، فالمفاتيح كلها بيد السلطان، هو الذي يحاسب، وهو من يكافئ،وهو الذي يتخير من يشاء ويقصي من يشاء، وليس بمقدور أحد أن يسأل: لماذاحوسب شخص، أو كوفئ آخر؟ ولماذا دخل فلان وخرج علان؟ وذلك ما يفسر الفتورالشديد الذي ينتاب المشاهدين في لعبة السياسة، والحماس البالغ الذي يبديهالمشاهدون في مباريات كرة القدم.
المساءلة قيمة ثالثة حاضرة بقوة فيعالم الرياضة، وهي غائبة بنفس القوة في عالم السياسة، فالكروت الصفراءوالحمراء جاهزة لإنذار اللاعبين، وقرارات الإبقاء أو الاستغناء تهددالمدربين والإداريين إذا لم يحققوا الإنجاز المرجو منهم، وهتاف الجماهيرجاهز للاعب المجيد وصفيرهم واستهجانهم حظ اللاعب المقصّر أو المسيء، أما فيالسياسة فالأصل أن السلطان لا يُسأل عما يفعل، ووحده صاحب حق مساءلةالجميع، وهو المسؤول الأول عن كل إنجاز وغير المسؤول الأوحد عن أي إخفاق.
عندي إجابة أخرى عن السؤال: لماذا يتم الإنجاز في الرياضة، ويلاحقنا الفشلفي السياسة والإدارة، خلاصتها أننا نتصرف بمنتهى الجدية في الرياضة، لأنسيف الحساب ينتظر الجميع، في حين أننا نلعب ونتدلل في السياسة، لأن هراوةالأمن المركزي تهدد الجميع!.
الأمور اللازمة لإتقان العمل إن من الأمور اللازمة لإتقان العمل والإحسان فيه:
1- الترتيب والتنظيم والانضباط :
وهي أمور مهمة، وبخاصة عندمايخرج العمل عن نطاق الفرد ليشمل جماعة من الجماعات، أو مجتمعاً منالمجتمعات أو أمة من الأمم، ففى حديثالإسراء والمعراج، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فانطلقبي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح فقيل من هذا ؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك ؟ قال: محمد. قيل: وقد أرسل إليه ؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به،فنعم المجيء جاء" صحيح البخاري ، وقد تكرر هذا عند كل سماء عرجا إليها. فجبريلعليه السلام -وهو أفضل الملائكة- ما كان ليخفى على هؤلاء الملائكة الكرام،ومع ذلك فما فتحوا له إلا بعد أن أجابهم، وهو عليه السلام لم يقل لهم: ألاتعرفونني؟ ولم يأمرهم أن يفتحوا بلا نقاش أو كثرة كلام كما يفعل كثير منأهل الجفاء من الأزواج مع زوجاتهم مثلا، أو من الأبناء العاقين مع أهليهم، لكنهأجاب في كل مرة بتواضع على قدر السؤال، وجبريل ما كان ليعرج بنبينا محمدصلى الله عليه وسلم دون إذن الله، وعروجه عليه السلام كان معلوماًللملائكة من قبل وبرغم ذلك فقد كانوا يستوثقون في كل مرة: "وقد أرسل إليه؟"،قال الحافظ: (قولهم: أرسل إليه؟ أي للعروج، وليس المراد أصل البعث لأن ذلككان قد اشتهر في الملكوت الأعلى ... فدل على أنهم كانوا يعرفون أن ذلكسيقع له وإلا لكانوا يقولون: ومن محمد، مثلاً)فتح الباري 2- توزيع الأدوار والتخصصات :
إذ كل ميسر لما خلق له ، فيوضعالرجل المناسب في المكان المناسب، ولا يكون الأمر فوضى، بل لا بد من تحديدالواجبات وتوزيع المسؤوليات، كي لا تتبعثر الجهود وتتضارب الأعمال، فلكلفرد من أفراد الجماعة أو المؤسسة دوره؛ ومما يدل على هذا الأمر أعظم دلالةما ثبت من تعدد تخصصات الملائكة الكرام، فجبريل عليه السلام موكل بإبلاغالوحي من الله سبحانه وتعالى لأنبيائه عليهم السلام، وبإنزال العذاب بكثيرمن الأمم المكذبة التي حل بها عذاب الله وانتقامه، وميكائيل عليه السلامموكل بقطر السماء، وإسرافيل موكل بالصور، فهو قد التقمه ينتظر الإذن منالرب جل وعلا كي ينفخ فيه فيصعق من في السماوات والأرض إلا من شاء الله،وللأرواح ملك كريم موكل بقبضها، وللجبال ملك، وللسحاب ملك، ورضوان على بابالجنة، ومالك خازن النار، وملائكة للرحمة، وملائكة للعذاب، وملائكةللحسنات وملائكة للسيئات، ومنكر ونكير لسؤال القبر، وهكذا.
-وفي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي وغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم ":أرحمأمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهملكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحراممعاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أميناً، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بنالجراح " سنن الترمذي وصححه الألباني.
- وكان بلال يؤْذِن رسول الله بدخول الوقت ويؤَذِّن،وكان عبد الله بن مسعود يحمل له نعليه وطهوره ووساده، وكان رجال من أصحابالنبي صلى الله عليه وسلم يحرسونه حتى نزلت}: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ{، وكان حذيفة أمين سره عليه السلام.
-وقال تعالى: }فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{، فلكل تخصصه الذي يجيده، سواء ما تعلق بأمورالدين أو الدنيا، وبمثل هذا حاز المسلمون الأوائل قدم السبق في شتىالمجالات، فعن ابن أبي أويس قال: (سمعت خالي مالك بن أنس يقول: إن هذاالعلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، لقد أدركت سبعين عند هذه الأساطين -وأشار إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم- يقولون: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم، فما أخذت عنهم شيئاً، وإن أحدهم لو ائتمن على بيت ماللكان به أميناً إلا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، ويقدم علينا محمد بنمسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب وهو شاب فنزدحم على بابه) الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي.
فجلالة المرء وديانته وأمانته شيء، وتخصصه في علم الحديث أو غيره منالأمور شيء آخر، وبهذا يعلم بطلان المبدأ الفاسد الذي سنه أهل الاستبدادمن تقديم المقربين منهم -وإن لم يكونوا أهلاً لما أوكل إليهم- على أهلالخبرة من غير المقربين، وأشد من هذا ما نراه اليوم من فوضى في حياتنا،فنرى شاباً حدثاً لم تكد تنبت لحيته يتصدر للإفتاء في دين الله بعد أنيقرأ كتاباً أو كتابين.
3-بعد النظر والتطلع إلى ما ستصير إليه الأمور:
-وقد لفتالنبي صلى الله عليه وسلم النظر إلى هذه المسألة في كثير من الأحاديث، فيوم جاءهخباب رضي الله عنه يشكو ما يلقاه المسلمون من عذاب على يد كفار قريش لميكتف عليه السلام بدعوتهم للصبر كما صبر من كان قبلهم من المؤمنين، بل لفتالأنظار إلى شيء أبعد من ذلك بكثير، فقال عليه الصلاة والسلام "والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون" صحيح البخاري
فأي نقلة هذه التي نقلها النبي صلى الله عليه وسلم خباباً ومَن وراءه من ضعفة المؤمنين المعذبين!
- ويوم الخندق حين بشر أصحابه بفتح بلاد فارس والروم، رغم أن العرب قد رمتهمعن قوس واحدة وجاءت لتسأصلهم عن بكرة أبيهم، ومن كان في هذه الحال إنمايكون همه أن تنجلي هذه الغمة وتنفرج هذه الكربة، لكنه عليه السلام أراد أنينقلهم إلى ما هو أبعد بكثير، ولا شك أن كل من سمع منهم مقالة النبي صلىالله عليه وسلم لم تعد تصوراته تنحصر في أرض المعركة يوم الخندق لكنهاشرقت وغربت.
4- وجود الحوافز المشجعة على إتقان العمل:
لقد شجع الإسلام على العمل، وجعل محفزات تشوق الإنسان لفعل الخير وتشجعه عليه سواء في ذلك الأعمال الدنيوية أو الدينية: فقد روى الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد و أبو داود وابن حبانوالطيالسي عن أبي هريرة مرفوعا:" لا يشكر الله من لا يشكر الناس". وهو حديثصحيح صححه الألباني .
فالمجتمعات التي تهتم بإتقان العمل توجِد حوافز لذلك، مثل :
– احترام العامل وحسن معاملته تنفيذا لأوامر الإسلام " ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً )(البقرة: من الآية83) "
- إعطاء العامل الأجر الذي يتناسب مع جهده فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :}ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ : رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُوَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى عَمَلَهُ وَلَمْ يُعْطِهِأَجْرَهُ رواه الإمام البخاري في ،وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم": أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" رواه ابن ماجه
– أن يكون أجر العامل عادلا بحيث يوفر له الحياة الكريمة من الطعام والشراب والملبس والمسكن ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل و ليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم" الجامع الصحيح
– الضمان الاجتماعي: فمن حق كل مواطن تأمين راحته ومعيشته كائنا من كان ما دام مؤديا واجبه أوعاجزا عن هذا الأداء بسبب قهري لا يستطيع أن يتغلب عليه ، ولقد مر عمر بن الخطاب على يهودي يتكفف الناس فزجره واستفسر عما حمله على السؤال فلما تحقق من عجزه أرجع على نفسه باللائمة وقال له :" ما أنصفناك يا هذا أخذنا منك الجزية قويا وأهملناك ضعيفا أفرضوا له من بيت المال ما يكفيه"
5- إدراك أهمية الإتقان:
فإن من لا يدرك أهمية العلم ورفع الجهل لن يقدم على التعلم بقوة،ومن لا يدرك أهمية المحافظة على الصحة لن يعير هذا الجانب ما ينبغي منالاهتمام، وكذلك من لا يدرك أهمية الإتقان والإحسان في أداء العمل، فإنهلن يعطيه ما يكفي من الجهد والوقت بل قد تكون أعماله فوضوية عبثية لا تؤتيالمرجو منها.
لماذا لا تتقن العمل ؟
1. هل تتعمد عدم الإتقان لتحقيق مكاسب مادية سريعة ؟ كالميكانيكي الذي لا يتقن صيانة السيارات والطبيب الذي لا يعالج المريض جدياً؟ ألا تعلم أن هذا المال حرام؟
2. هل أنت جاهل بكيفية الإتقان؟! لماذا لا تتعلم؟
3. هل أنت متكاسل فى عملك؟! لماذا لا تستحضر نظر الله إليك؟
4. هل لا تدرك لذة الإتقان؟! لماذا لا تفتدى بخير الناس وهم الأنبياء حتى تتذوق لذة الإتقان ، فمن ذاق عرف؟!
5.هل عزيمتك ضعيفة وتريد الأشياء بسهولة؟! ألا تعلم أنه :
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
6.هل ليس لديك صبر على مشقة العمل؟! ألا سمعت بهذا الحديث :
وعنأبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدرى رضي الله عنهما : أن ناسا من الأنصارسألوا رسول الله صلي الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ، حتى نفدما عنده ، فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه:
(ما يكن عندي منخير فلن أدخره عنكم، ومن يستفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبريصبره الله. وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ) البخاري
مثال فريد يُحْتَذَى إنه محمد الفاتح الذي فتح مدينة القسطنطينية التي تصل بين البحر الأبيض المتوسط والبحر لأسود وتصل بين قارتي آسيا وأوروبا وهي من أعظم المراكز التجارية في العصور الوسطى.
قال عنها نابليون إنها تصلح لتكون عاصمة للعالم أجمع لموقعها الفريد. ومن يستطيع السيطرة عليها يملك العالم.
واستمرت محاولات المسلمين لفتحها منذ عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وحتى عصر محمد الفاتح، أي حوالي 800 سنة. وكانت محصنة بطريقة يستحيل على أي جيش أن يقتحمها بالوسائل التقليدية.
فهي عبارة عن مثلث تحيط به مياه البحر من ناحيتين ومن الناحية الثالثة يحيط بها سوران وخندق مائي عرضه 60 قدماً وعمقه 10 أمتار. ثم يأتي السور الأول وارتفاعه 25 قدماً وسمكه 10 أمتار. ثم يأتي السور الثاني وارتفاعه 40 قدماً ويحتوي على عدد من أبراج الحراسة ارتفاع كل منها 60 قدماً وسمك جدار السور 15 متراً.
كما يحمي المدينة من ناحية البحر 400 سفينة.
وكان محمد الفاتح في صغره غير محب للعلم ولهذا أحضر له والده المعلمين ليؤدبوه ويعلموه. وقام معلمه بغرس حب الاستقامة والدين ونصرة الإسلام فيه من الصغر. وأخذ يزرع فيه فكرة أن يكون هو قاهر الرومان وفاتح القسطنطينية.
وبدأ يعد نفسه لهذه المهمة الشاقة. فحفظ القرآن الكريم ثم أتقن 5 لغات: العربية والتركية والفارسية واللاتينية والإغريقية القديمة. ثم تعلم الفلك والجغرافيا والتاريخ وتعلم فنون الإدارة والفنون الحربية حتى صار فارساً مغواراً لا يشق له غبار.
ثم أتى معلمه فروى له حديث الرسول عن فتح القسطنطينية وزرع فيه أن يكون هو هذا الرجل الذي يفتحها.
فبدأ يحصل على العلم والخبرة والهدف والإرادة والصبر والمثابرة على النجاح.
وكان يتحدث عن نفسه فيقول: إن لي قلباً كالصخر لا يهدأ ولا يلين حتى أحقق ما أريد.
وتولى حكم المسلمين عقب وفاة والده وهو في الثالثة والعشرين من عمره. فبدأ في تنفيذ حلمه. وأخذ يستعين بأهل الخبرة والعلم وسألهم لم لا نستطيع أن نفتح القسطنطينية؟
فردوا عليه بأنه توجد 3 أسباب:
1. عدم وجود حصون للمسلمين عند بداية الحصار فيصبح المسلمون في العراء في الشتاء القارص. ويستغرق بناءه سنة.
2. عدم وجود مدفع يستطيع أن يخترق سمك الأسوار ولا ارتفاعها.
3. امتداد سلسلة بعرض الخليج تمنع سفن المسلمين من دخول الخليج وتهديد الأسوار الضعيفة.
يا لها من مهمة تكاد تكون مستحيلة، ولكن القلب العامر بالحماسة والإرادة لا يستسلم أمام العقبات.
خطة فتح القسطنطينية: لقد وضع محمد الفاتح خطة عبقرية تحدث عنها المستشرقون وقالوا إن هذا الرجل سبق الإسكندر الأكبر ونابليون. فقد قام محمد الفاتح بعد تحديد أسباب الفشل في الفتح بحلها واحداً تلو الآخر.
1) فقرر بناء حصن في مدة زمنية لا تتعدى الثلاثة أشهر. فجمع العمال واختارهم من العمال المتقنين المهرة وحفزهم بقوله: أتحبون أن تكونوا من أتباع رسول الله يوم القيامة. فتم بناء قلعة عظيمة يستغرق بناؤها سنة كاملة في 3 شهور فقط.
2) قرر أن يتم اختراع مدفع جديد. وكانت فكرة الاختراع موجودة عند عالم مجري قام الرومان بسجنه في سجن داخل القسطنطينية. فقرر محمد الفاتح أن يقوم بفك أسره وذلك عن طريق حفر نفق يمر أسفل الخليج وأسوار المدينة ويصل لغرفة الأسير. وقام بحفر نفقين بدلاً من نفق واحد ليتخلص من تراب الحفر في مياه البحر حتى لا يعرف الرومان بما يجري. واعتمد على تحديد موقع الأسير على الجواسيس. وبالفعل نفذت الخطة وتم تحريره.
وقام بتنفيذ المدفع في 3 شهور أخرى وصار المدفع جاهزاً للاستخدام. وكان وزنه 700 رطل يقوم بجره 100 ثور ومعهم 100 رجل من الأشداء. وفي أثناء تجربة المدفع سمع دويه من على بعد 13 ميل وسقطت القذيفة على بعد ميل كامل وحفرت في الأرض حفرة عمقها 6 أقدام.
3) ثم موضوع السلسلة التي تعوق دخول أسطول المسلمين إلى داخل الخليج حتى تصل إلى الأسوار فقرر أن يقوم بعمل فريد من نوعه، فقام بعمل ممر تسير فيه السفن خلال الجبل حتى تصل مباشرة إلى داخل الخليج بدون المرور عبر السلسلة وهذه المسافة تقدر ب3 أميال. واستعمل في ذلك قضبان خشبية دهنها بالزيت لتسهل من حركة السفن وكان عددها 70 سفينة. واستعمل في جرها مئات الثيران ومئات الرجال. واستغرق نقل السفن من بعد غروب الشمس حتى ما قبل الفجر. وذلك ليفاجئ الرومان. واستغرق الحصار 53 يوماً. وفي الليلة السابقة لبدء الهجوم قام باستعمال الموسيقى الحماسية والأناشيد الإسلامية وإكثار الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وعقب فتح القسطنطينية صلى الجيش كله ركعتين.وجاء معلمه الذي كان السبب في تغيير مجرى حياته فكرمه أمام الجيش كله.وصار محمد بن مراد محمد الفاتح لفتحه المدينة العظيمة وصار بحق جديراً بلقبه هذا.
أوجدت دقة وإتقانا أعظم من هذا النموذج الفريد الذى سطر أحرفا من نور فى تاريخنا العظيم !!